شرق إفريقيا يواجه عاماً من الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة

مشاركة المقال

مدار: 20 نيسان/ أبريل 2022

زيادة الأسعار، تصاعد الصراعات والكوارث المناخية، كل ذلك يخلق مستقبلاً يائساً لملايين اللاجئين في جميع أنحاء شرق إفريقيا، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي.

وحذّرت الوكالتان الأمميتان، في تقرير مشترك، من أن ملايين العائلات النازحة في شرق إفريقيا ستغرق في الجوع، مع تضاؤل الحصص الغذائية بسبب استنفاد الموارد إلى أقصى حد؛ وذلك بينما يتصارع العالم مع “مزيج سام” من الصراعات والصدمات المناخية وجائحة كوفيد، جنباً إلى جنب مع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

وأوضحت مديرة المكتب الإقليمي لمفوضية اللاجئين للشرق والقرن الإفريقي والبحيرات الكبرى، كليمانتين نكويتا-سلامي، أن اللاجئين والنازحين داخلياً هم محور تخفيض الحصص الغذائية، ما يفاقم الوضع اليائس لملايين الأشخاص الذين اقتُلعوا من ديارهم، ويعتمدون في كثير من الأحيان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، لافتة إلى أن المزيد من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من مستويات عالية من التقزّم والهزال، إذ يفتقرون إلى العناصر الغذائية اللازمة للنمو.

يُشار إلى أن عدد اللاجئين في شرق إفريقيا تضاعف ثلاث مرات تقريباً في العقد الماضي، من 1.82 مليون شخص عام 2012 إلى ما يقارب خمسة ملايين اليوم، بما في ذلك 300 ألف لاجئ جديد العام الماضي وحده. وأيضاَ زاد العدد الهائل للاجئين المحتاجين إلى الدعم، إلى جانب الفجوة بين الموارد والاحتياجات.

ولم تقابل النمو في أعداد اللاجئين زيادة في الموارد، ما أجبر برنامج الأغذية العالمي على اتخاذ قرارات صعبة بشأن أولوية من يتلقى المساعدة الغذائية. واليوم، لا يحصل أكثر من 70 % من اللاجئين المحتاجين إلى المساعدة على حصة غذائية كاملة بسبب نقص التمويل.

أزمة المناخ..

 في سياق متصل، تتفاقم الزيادة الحادة في تكاليف الغذاء والوقود والنزوح الناجم عن الصراع بسبب أزمة المناخ المتفاقمة. وعلى الصعيد العالمي، أصبحت الفيضانات والجفاف أكثر تواتراً وشدة، ما أثر بشدة على بلدان مثل إثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان والسودان، وزاد من انعدام الأمن الغذائي سوءاً.

بدوره، أكّد مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا، أن المنطقة تواجه عاماً من الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة، والأمر مدفوع بالصدمات المناخية الشديدة والصراع المستمر وعدم الاستقرار وارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 226.5 مليون دولار لتوفير حصص غذائية كاملة للاجئين في جميع أنحاء شرق إفريقيا للفترة الواقعة بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر 2022.

كما يواجه شرق إفريقيا احتمالاً كبيراً في احتجاب الأمطار للموسم الرابع على التوالي، ما يضع إثيوبيا وكينيا والصومال في حالة جفاف لم تشهدها في السنوات الأربعين الماضية.

ويشير أحدث تقييم من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) ومركز التنبؤات المناخية والتطبيقات إلى أن الشهر الأول من موسم الأمطار (بين آذار/مارس وأيار/مايو 2022) سيكون جافاً بشكل خاص .وبشكل عام، سجلت المنطقة أيضاً درجات حرارة أعلى ومعدلا أقل من هطول الأمطار، بحسب الوكالتين الأمميتين.

وأصبحت نوبات الجفاف متكررة للغاية في القرن الإفريقي، وتأثرت المنطقة أيضاً بتفشي الجراد الصحراوي خلال العامين الماضيين.

وتُعرف الأمطار المتساقطة بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو باسم الأمطار الطويلة، وهو موسم هطول الأمطار الرئيسي، لاسيّما في الأجزاء الاستوائية من المنطقة، حيث يساهم هذا الموسم بنسبة تصل إلى 70 % من إجمالي هطول الأمطار السنوي.

وبيّنت مجموعة العمل المعنية بالأمن الغذائي والتغذية، التي تشترك في رئاستها “إيغاد” ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أن أكثر من 29 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء منطقة إيغاد.

وأكّد وركني غيبييهو، الأمين التنفيذي لإيغاد، أن هناك 15.5 إلى 16 مليوناً بحاجة إلى مساعدة غذائية فورية، بسبب الجفاف. وهذا العدد يصل إلى 6.5 ملايين شخص في إثيوبيا، 3.5 ملايين في كينيا، و6 ملايين شخص في الصومال. وفي الأجزاء الواقعة جنوب وسط الصومال الوضع كارثي مع وجود 81.000 معرضين لخطر المجاعة.

ويؤدي النقص الحاد في المياه والمراعي إلى انخفاض إنتاج الغذاء، وخسائر كبيرة في الثروة الحيوانية والحياة البرية، وازدياد الصراع القائم على الموارد في المنطقة، وفقاً لمدير مركز التنبؤات المناخية والتطبيقات، غوليد أرتان.

يُذكر أن منظمة “اليونيسيف” حذّرت في تقرير من أن سوء التغذية يتربص بملايين الأطفال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جرّاء تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة