[حوار]. ليلى خالد: “التحرير لا يتم بالمفاوضات على الطاولات” (الجزء الأول)

مشاركة المقال

مدار (خاص): 08 كانون الثاني/ يناير 2024

بينما يستمر العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل، تزداد الحاجة إلى أصوات القادة الفلسطينيين ونظرتهم العميقة إلى مجريات الأحداث وتفاصيلها المتشابكة.

وبعد الحوار الخاص الذي أجراه مدار مع الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسّام الصالحي (يمكن الإطلاع عليه من هنا: الجزء الأول و الجزء الثاني)، توجه إلى قوة سياسية فلسطينية ذات وازن فارق في المشهد: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

تحدثنا في هذا الظرف المعقد إلى رمز من رموز الكفاح الفلسطيني، الفدائية والأيقونة الثائرة، ليلى خالد، القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وفي حوار خاص، ننشره عبر أجزاء، اعتبرت ليلى خالد أن ما يشنه الكيان الصهيوني هو “قتل الشعب بعملية إبادة مكتملة الأوصاف”، وأشارت إلى أن معركة طوفان الأقصى وحّدت ساحات أخرى للنضال والكفاح.

بالنسبة لـ “أيقونة التحرر الفلسطيني”، فإن السلطة الفلسطينية “مكبلة” باتفاقية “أوسلو”، و “كذلك الرئيس الفلسطيني الذي ‘يعتبر’ رئيسا الآن”، مشيرة إلى أن السلطة الفلسطينية سقطت “في نظر شعبنا وفي نظر الآخرين، لأنه لا يوجد حياد في هذا الزمن، أن تكون مع المقاومة أو ضدها”.

في ما يلي الجزء الأول من الحوار:

(ملاحظة: أجرى مدار هذا الحوار مع ليلى خالد بتاريخ: 01 كانون الأول/ ديسمبر 2023، ولم يتح لنا نشره في حينه، وبالتالي فإن المعطيات الواردة في المقابلة تتعلق بلحظة إجرائها وليس بعدها، مع اعتذارنا لليلى خالد و لقرائنا الكرام).

مدار: ما هي في نظركم الدلالات الكبرى لمعركة طوفان الأقصى؟ وكيف استقبلتم هذا الحدث الكبير؟.

ليلى خالد: كل الشعوب انتفضت مع هذا الهجوم الساحق، وأكبر من تضرر هي إسرائيل. هذا الكيان اهتز، واللحظة التي تم فيها الهجوم الأول كان على فرقة عسكرية، ما لم تتوقعه مخابراتهم. إسرائيل تعتمد على قوتها العسكرية في المواجهة، وحتى هذه اللحظة لم تحرز أي شكل من أشكال الانتصار، لكن وجهها القبيح، وجه القتلة ومجرمي الحرب، ظهر. الآن أصبحت هذه صورة الكيان الصهيوني، وارتفعت الرواية الفلسطينية التي هزمت الرواية التي عملت عليها الحركة الصهيونية منذ مائة عام حتى تصل إلى إقامة دولة، هذه الدولة التي ترعاها الحركة، وهي مؤسستها، ويرعاها الغرب كذلك.

والغرب أيضا اهتز على وقع المظاهرات في البلدان الأوروبية المختلفة، وهو مشترك مع إسرائيل. وكلنا لاحظنا كيف جاء رؤساء الدول، أولهم بايدن، الذي أتى ليعلن أنه يدعم إسرائيل، وجاء بالبوارج وكل أنواع الأسلحة لدعم هذا الكيان.

هذا الكيان يعتبرونه مخلب القط في المنطقة العربية، وفعلا كان مخلب قط، لكنه على أرض فلسطين كان دائما يواجه بالمقاومة، فلم تتوقف المقاومة منذ احتلال البلاد وإنشاء هذا الكيان على أرضنا وتشريد شعبنا وجموع اللاجئين في بلدان مختلفة. نعم تم تدمير المجتمع الفلسطيني عام 1948 لكن هذا الشعب يستعيد نفسه في كل مرة.

لكن هذه المرة مختلفة تماما، لذلك لم تكن للكيان خطة للمواجهة، ولجأ إلى أسلوب واحد وهو قتل الشعب بعملية إبادة مكتملة الأوصاف، إبادة جماعية وتطهير عرقي، وهذا ما أراده، لأنهم قصفوا البيوت بوجود سكانها من أطفال ونساء ورجال وشيوخ وشباب. هذا ما حصل حقيقة حتى هذه اللحظة. وقالوا إن هدفهم من هذه الحرب ردا على الهجوم اجتثاث حماس والقضاء عليها. هي دولة لديها 200 رأس نووي وتواجه تنظيما كما فعلت سنة 2006 عندما واجهت تنظيما اسمه حزب الله…هي لا تهاجم الجيوش، وبالتالي أين ستضرب؟ هي لا ترى مكان حماس في غزة، لذلك فوجئت بأن المقاومة ومعها حماس بطبيعة الحال خاضت المعارك لأكثر من 60 يوما (، وهي التي طلبت وقف القتال. علما أنها أول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني يطلب الحماية من أمريكا ومن الغرب، فجاؤوا بأسلحتهم وبدعمهم… بلنكين، وزير الخارجية الأمريكي، جاء لإسرائيل وقال أنا جئت كيهودي وليس كوزير خارجية.

لكن في ما بعد أصبح وزير الخارجية الأمريكي جزءا من مجلس الحرب الذي أعدته إسرائيل. وهذه كلها تداعيات مازالت مستمرة حتى هذه اللحظة، إلى أن طلبت أمريكا من إسرائيل أن توقف القتال، لأنهم خافوا أن ينهار الجيش الذي دخل إلى غزة، وظل يدخل ويخرج بفعل المقاومة.

 أما وقف إطلاق النار فاستفادت منه المقاومة بإدخال المساعدات، ووضعت شروطا باستبدال المعتقلين لديها بمعتقلينا في السجون من الأطفال والنساء، وهذا ما حصل. والمجتمع الصهيوني منقسم الآن، ففي وقت تعود عندما يذهب الجيش للقتال، سواء في لبنان أو في غزة أو في الضفة…أن يتوحد خلفه، حيث يمنع انتقاده أو انتقاد الحكومة، مع ذلك سمعنا الانتقادات وسمعنا الكثير من العسكريين تركوا الجبهة وعادوا: كتيبتان عاد جنودهما وقالوا لم نعد نتمكن من القتال أمام الشراسة التي واجهتهم بها المقاومة. إذن نحن نتحدث عن أن هذه بداية معارك التحرر. معارك التحرر تبدأ بالضرب على كل الأماكن في هذا الجسد المسمى الكيان الصهيوني، وهذه لن تكون المرة الأخيرة؛ شعبنا سيخوض أيضا معارك أخرى، والتحرير يعني الانسحاب من الأرض الفلسطينية، والآن نشهد ذلك، فمن أول ضربة كان مطار بنغوريون يغص بالآلاف ممن يرحلون.

 الصحافة لديهم تنتقد حتى الجيش، والأسلوب الذي يستخدمه، بمعنى قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس أصحابها. العالم لم يعد يقبل بذلك، وبالتالي لا يوجد خطاب موحد لهم. (بيطلع نتنياهو يحكي بيجي غالانت بيحكي، بيجي غانتس بيحكي)، كل واحد يتحدث بشكل مختلف، ويناقض الآخر. وكل الهدف هو القضاء على حماس، لكنهم غير قادرين عليه.

لم يتمكنوا من إطلاق سراح الأسرى، وبالتالي عادوا ليضربوا مرة أخرى في غزة. شعبنا في غزة كله يقول نحن مع المقاومة، نحن نحميها. نسمع من داخل غزة من يقفون على ركام البيوت وهم يرددون نحن مع المقاومة وسنبقى معها.

الأمهات ماذا يقلن: “نذرنا أولادنا تحت الركام لفلسطين، فداء لفلسطين”، هذا ما تردده النساء والرجال والشباب.

ونحن مطمئنون لأن هذه المعركة وحدت أيضا الساحات الأخرى، فالضفة تنتفض أيضا. وكانت هناك عملية نوعية بالقدس، حيث تجند إسرائيل فرقا من حرس الحدود والشرطة وكافة الأجهزة الأمنية، ومع ذلك تمكن الأخوان “النمر”، وهما فعلا اسم على مسمى، ونفذا هذه العملية التي أسقطت نظرية الأمن الإسرائيلي، كما فعلت حماس في 7 أكتوبر.

أنا أعتبر أن 7 أكتوبر مرحلة فارقة في تاريخنا، ومعركة ستكون لها تداعيات أكبر مما توقع هذا العدو وسيرحل عن أرضنا.

مدار: يتم ترويج أن المعركة هي معركة القضاء على حماس، ما رأيك؟ وكيف ترين تدبير المقاومة للمعركة في الميدان؟.

ليلى خالد: دعيني أقول لننتظر ماذا سيحدث في الميدان، والآن لم تعد هناك أسرار، كل شيء مكشوف صوتا وصورة، ومهما حاول الإعلام الغربي أن يبث التضليل والأوهام لن يستطع تغطية الصورة، فالإنترنت يعمل ومواقع التواصل تشتغل، والكل يتواصل، ويتوصل بالصورة؛ وبالتالي لم يصدق العالم إسرائيل بكل ترهاتها، وعلى هذا الأساس قلت إنها بداية *معركة التحرير* لأن هناك إنجازات سياسية تتحقق من خلال عملية 7 أكتوبر؛ لن أقول عنها عملية، لأنها ملحمة، ملحمة حقيقية في تاريخنا كما كنا نتحدث عن الكفاح المسلح وعن الانتفاضة الأولى وأطفال الحجارة كملاحم؛ وهي تعبير عن موقف الشعب كله، وليس عن فريق هنا أو هناك. الشعب توحد مع المقاومة، وفي الميدان الكل متحد، باستثناء من يتحدث عن الخسائر وماذا ربحنا… ربحنا الحرية… سيتم إخلاء السجون من الأطفال والنساء، وستأتي فرصة أخرى من أجل تبييض السجون، وهذا هو الهدف الذي أعلنته المقاومة.

 ونحن مستمرون، إذا لم يريدوا التبادل فمازال لدينا جنودهم، إذا لم يريدوهم فليقصفوهم، هم أحرار إذا لم يريدوا الإفراج عن أسراهم. لكن إذا كان العدو يعتقد أنه تحت وتيرة القصف المستمر سيقومون بتهجير الناس، فشعبنا قال إنه لن يتم تهجيرنا بعد 48؛ هذه كلمة موحدة، لن يتم تهجيرنا، سنموت على أرضنا بشرف ولن نغادر، هذا ما يردده الجميع. رغم قطعهم الماء والكهرباء والغذاء وكل شيء عن غزة، للضغط على أهلها حتى يتم تهجيرهم، إلا أنهم لن يهاجروا، ولا يقبلون الهجرة إلى أي وجهة. الكل يقول وإن تهدمت بيوتنا سنعيد تعميرها، هذا هو موقف الشعب. يمكن أن يغادر البعض لكن لن تتم عملية التهجير كما كانت تخطط لها إسرائيل خارج القطاع… لن يهاجروا وأولادهم مازالوا تحت الأنقاض، كيف سيهاجرون وهم لم يخرجوا نساءهم من تحت الركام؟ كيف سيهاجرون؟ لا يمكن. هذا الشعب تعلم الدرس في 48، جيلا وراء جيل… إنهم ليسوا الجيل نفسه الذي غادر، والذي قالت عنه غولدن: “الكبار بيموتوا والصغار بينسوا”، هذا الجيل الرابع عنيد وحامل للفكرة ويمضي نحو تحقيقها.

 والتحرير لا يتم بالمفاوضات على الطاولات، فقد تم تجريب المفاوضات التي قامت بها قيادات منظمة التحرير لمدة 30 سنة، ارتفعت فيها الاعتقالات، وزاد الاستيطان، وزادت مصادرة الأراضي زاد هدم البيوت وقلع الشجر ومنع الناس من التنقل بين المدن من خلال الحواجز المقامة في الضفة. خرج شارون من غزة لأنه اعتبرها مثل عش “الدبابير”، فقال سنغادر غزة وسنحاصرها، وفعلا تمت محاصرتها، لكن هل استسلم شعبنا؟ هل استسلمت المقاومة؟… لا، ولذلك القادم يحمل مفاجئات ومنها المفاجئات السياسية.

وقد كان هناك اجتماع في الدوحة، حيث التقى رئيس CIA ورئيس الموساد للبحث عن الحل. عن أي حل يتحدثون؟ منهم من يتحدث عن الدولة الفلسطينية، وهذا رفضته إسرائيل منذ زمن، ولو قالت أمريكا كما قال بايدن: نحن مع حل الدولتين لكن الدولة الفلسطينية صعبة المنال! لماذا قال هذا الكلام، لأنهم يريدون إحداث إدارة لغزة بعد حماس. أنا أطمئنكم بأن حماس والمقاومة موجودتان ولن تنتهيا؛ يستشهد واحد ويخرج غيره عشرة وعشرون وألف…

العراق تضرب القواعد الأمريكية، وإسرائيل تقوم برفع أعلام دول أخرى على أساس التغطية على سفنها، لكن من السهل كشف أمرها، فأي سفينة يمكن عبر “غوغل” أن تعرف من أين وإلى أين هي ذاهبة، وماذا تحمل. سيغلقون عليهم هذا الباب، وهذا يؤثر على الاقتصاد والتجارة وعلى النفط الذي يحضرونه من العرب. هذا في اليمن، حيث يخرج اليوم الملايين في الشوارع تأييدا ويضربون صواريخ باليستية.

وحزب الله من ثاني يوم قالوا لقد دخلنا المعركة على الحدود الشمالية لفلسطين، ومازالوا حتى هذه اللحظة يقاتلون، وهذا باتفاق وبتنسيق كامل مع المقاومة الفلسطينية ومع حماس.

إذن إننا أمام مشهدين: مشهد مقاوم مع كل الجراح والآلام وإعدام الناس في بيوتها… رغم أنه صعب. وفي المقابل هناك مشهد آخر، وهو انهيار الاقتصاد عندهم، فرغم الدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا والغرب لإسرائيل إلا أن الاقتصاد متوقف. وفي ما يخص المستوطنات، هل سيعود المستوطنون؟ لن يعودوا لأنهم لم تتم حمايتهم رغم كل الادعاءات، لم تتم حمايتهم فغادروا بدون رجعة. هذا كله يؤثر على سير المعركة. إنهم يعرفون أنهم يخسرون.

يمكن أن تطلب منهم أمريكا الإفراج عن الأسرى ولن يتغير شيء، لقد سجنوا منذ أربعين سنة! أقدم أسير في التاريخ “البرغوثي” أسر منذ 43 سنة! من حكم في التاريخ بـ 43 سنة؟! أخرجوه بصفقة وفاء الأحرار ويتم الضغط على هذا الكيان من طرف الدول لأنها لم تعد تتحمل شعوبها وهي تملأ الشوارع.. بلندن كل يوم سبت يخرج نصف مليون للشارع، ما هذا؟ يمكن أن ينقلبوا على رئيس الوزراء. وأمريكا لديها أزمة الآن، فالملايين يخرجون في أكثر من أربعين ولاية من أصل خمسين ولاية في مظاهرات؛ اجتمعوا في واشنطن في مظاهرة مليونية منذ أيام قليلة، ومازالوا يتظاهرون وهم يتساءلون عن حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة التي تدعيها بلدانهم. أين هي العدالة والناس تقتل بهذه الوحشية بغزة؟.

في ما بعد سنرى كم من المشاكل التي ستحصل في أوروبا وفي أمريكا نفسها. وفي كندا ماذا يحدث الآن؟ يريدون محاكمة رئيسهم!!.

الشعوب الآن اختارت الرواية الفلسطينية. منذ 100 سنة رفعت الحركة الصهيونية شعار “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، فصدقها العالم واعترف بها، ويقويها أيضا حين تضعف، لكن العالم يتغير الآن مع موضوع أوكرانيا الذي قسمه إلى مدعم لروسيا ومدعم لأوكرانيا. ولا يمكن أن يبقى الإعلام يؤيد إسرائيل ويبرر هذا التضليل الغربي الذي يعتبر أنه يحتكر المعرفة، المعرفة تم ضربها وظهر أن الغربيين كذابون ولصوص وعصابات. كل من يلطخ يديه بالدم الفلسطيني تبقى هذه اللعنة عليه للأبد، وهذا ما يحدث اليوم.

من له الجرأة على دخول غزة والحكم فيها؟ القوات الدولية؟ الأطفال الصغار سيضربونهم بالحجارة. أهل غزة من يقرر وليس هم، والشعب الفلسطيني بالداخل والخارج هو من يقرر، وليس فقط من ظلوا في غزة. لكن لن يتجرأ أحد على الدخول إلى غزة رغم الوجع الذي يعيشه أهلها والجوع وقطع الماء والكهرباء وقطع كل وسائل الحياة. رغم كل هذا يخرج الشعب ويقول أنا مع المقاومة، وسيبقى يردد أنه مع المقاومة، لأن المقاومة تأتيه بحقوق، وطاولات المفاوضات جاءت بكوارث، ومن وقع على المفاوضات من السلطة الفلسطينية التي تنسق مع إسرائيل.

مدار: تحدثت عن ردود الفعل الشعبية، كيف تنظرين إلى رد فعل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية تجاه هذه الأحداث. وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها؟.

ليلى خالد: السلطة الفلسطينية من أنشأها؟ لقد جاءت نتيجة (اتفاقية) “أوسلو”، وهي مكبلة بها، وكذلك الرئيس الفلسطيني الذي “يعتبر” رئيسا الآن. سقطت بالواقع العملي السلطة الفلسطينية في نظر شعبنا وفي نظر الآخرين، لأنه لا يوجد حياد في هذا الزمن، أن تكون مع المقاومة أو ضدها. ومن هو ضد المقاومة يعني أنه مع العدو، ومن يضع نفسه في خندق العدو يسقط في هذه المعركة. وشعبنا اكتشف الحقيقة التي كان مضللا فيها، وهي أن السلطة الفلسطينية التي تحكمنا، تحكم الشارع، وليست لها أي سلطة على المخيمات، ولا على غيرها، اسمها سلطة لكنها ليست بسلطة.

ولذلك من المخجل أن يعتبروا أنفسهم ممثلين للشعب الفلسطيني؛ إنهم لا يمثلونه. يمكن أن يكون هناك من تم تضليله سابقا. والشعب في الأخير هو من يغير النظام؛ في أي بلد في العالم إذا لم يعجبه النظام السياسي يقوم بتغييره، وشعبنا أيضا يعرف ما هو الصحيح، ويعرف ما عليه القيام به.

المغرب والسودان ودول الخليج، كالبحرين والإمارات والسعودية، وغيرها، تنسق من تحت الطاولة. هؤلاء من تلجأ إليهم إسرائيل بعد الغرب. وأبو مازن يستقبل بادين وبلنكن ذهابا وإيابا، ومازال يتوهم بأن 99% من الأوراق في يد أمريكا كما قال السادات. هذه هي المشكلة التي نواجهها، ولن يقبل شعبنا أي تدخل أجنبي في حياته، ولو قطعوا عنه الهواء لن يقبل، سيظل كما هو، يريد أن يحرر أرضه وأن يخرج العدو ويرحل عن أرضنا، تكفي 75 سنة.

 وماذا فعلت الدول العربية في قمتها العربية والإسلامية؟ 57 دولة اجتمعت وماذا قالت في بيانها في الأخير: وقف إطلاق النار!! من يطلبون؟ من الطرفين!! وتحرير الرهائن والأسرى. ما هذا الكلام؟ لم يستطيعوا فتح المعبر لإدخال الماء ليشرب الناس!!! 57 دولة كلها خائفة من غضب أمريكا؛ فإذا غضبت يعني غضب إسرائيل، لذلك لا يستطيع هؤلاء القادة العرب اتخاذ قرار، فليس بيدهم. بايدن هو من كان يخوض المعركة.

والآن هناك خلاف مع نتنياهو لأنه قيل عنهم إنهم مع قتلة وعصابة، بعد كل تلك الجرائم والإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني. يعتقدون أنه سيتم القضاء على هذا الشعب، لا لن يتم القضاء عليه، لن يستطيعوا؛ بدليل أنهم عادوا بعد الهدنة ليقاوموا.

 نتنياهو سقط عمليا، فقط لأن هناك حالة حرب لا يستطيعون إسقاطه تماما… حين يحين وقت الانتخابات سنرى ما سيحصل، سينتهي به الأمر بالسجن، وهو يعرف ذلك تماما، لذلك هو مستمر في المعركة، لأنها تحمي وجوده في رئاسة الوزراء، وهاته الحكومة التي شكلها هي أكثر حكومة تطرفا. كل الحكومات متطرفة لكن هذه أكثر من سابقاتها. قد أحضر المتدينين والقوة اليهودية والصهيونية، وغيرها، وكل هؤلاء متوحشون ومستوطنون يسعون إلى حماية وجودهم على الأراضي الفلسطينية، لكن لن يستطيعوا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة