منظمة الدول الأمريكية على شفا حفرة بسبب دعمها للإنقلابات في أمريكا الجنوبية

مشاركة المقال

مدار: 15 أيلول/ سبتمبر 2021

أصبحت رحلة منظمة الدول الأمريكية (OAS) على بعد أمتار قليلة من أن تفقد عددا كبيرا من دولها الأعضاء. والسبب؟ سلوكها السياسي تجاه الشؤون الداخلية لبلدان منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية؛ وتأكد الأمر بعد الإنقلاب السياسي والعسكري على حكومة إيفو موراليس ببوليفيا سنة 2019.

وستكون المنظمة الدولية القارية التي تحظى فيها الولايات المتحدة الأمريكية بنفوذ كبير، موضوع مناقشات القمة القادمة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (CELAC).

وأبرز وزير خارجية دولة المكسيك، مارسيلو إبرارد، في مؤتمر صحفي بسفارة بلده في واشنطن خلال الأسبوع الماضي، أن مسألة استبدال أو إصلاح ما أصبح يعرف باسم “وزارة المستعمرات” الأمريكية ستتم مناقشتها في القمة السادسة.

وقال رئيس الدبلوماسية المكسيكية: “فيما يتعلق بمنظمة الدول الأمريكية، سيكون هناك قمة لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (CELAC) في مكسيكو سيتي في 18 أيلول/ سبتمبر. لقد أكدنا بالفعل مشاركة جميع البلدان. سيكون معظمهم رؤساء أو رؤساء دول وفي حالات أخرى وزراء الخارجية أو وزراء منتدبون”.

وأضاف المسؤول الحكومي نفسه أن القضية المركزية التي سيتم التطرق لها في هذه القمة يتعلق بالاقتراح الذي سيتم تقديمه إلى الولايات المتحدة وكندا بخصوص مختلف السيناريوهات المتعلقة بمستقبل منظمة الدول الأمريكية، وتساءل: “هل سيتم استبدالها بمنظمة أخرى؟ ما هي الميزات التي ستكون لها، وكيف ستعمل؟ هذا سيكون موضوع النقاش يوم 18 أيلول/ سبتمبر”.

وسبق للرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أن عبر بأن بلده يسعى إلى وضع تصور لاستبدال منظمة الدول الأمريكية بـ “هيئة مستقلة فعلا” ولا تكون “خادمة لأحد بل “وسيطة”.

وأضاف لوبيز أن المقترح يتعلق ببناء كيان “مشابه للاتحاد الأوروبي”، واستدرك “لكنه مرتبط بتاريخنا وواقعنا وهويتنا”.

ويبدو أن المنظمة القارية المذكورة لم تعد تطاق من طرف العديد من بلدان القارة اللاتينية، إذ عبرت حكومات بوليفيا، فنزويلا والأرجنتين عن دعمها للخطوات التي أبداها الرئيس المكسيكي.

ووقع الرئيسان الأرجنتيني والمكسي إعلانا مشتركا في شباط/ فبراير من السنة الجارية، حذرا فيه من خطورة ما نحته منظمة الدول الأمريكية أثناء العملية الانتخابية في بوليفيا أواخر 2019، ما نتج عنه انقلاب سياسي وعسكري على الرئيس البوليفي حينها إيفو موراليس.

وكما هو متوقع، أعربت كولومبيا عن رفضها للمقترحات التي تم التعبير عنها بخصوص مستقبل المنظمة القارية المذكورة، متشبثة بتوطيد علاقاتها مع واشنطن وأوتاوا.

وتأسست منظمة الدول الأمريكية سنة 1948 بغرض “تعزيز التعاون والتضامن بين دول القارة الأمريكية الأعضاء” لكنها في واقع الأمر كانت امتدادا للمواجهة التي فتحتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليسار، وبقيت وفية لذلك الخط حتى هذا الحين.

وبالعودة إلى قضية الإنقلاب في بوليفيا سنة 2019، كانت هذه المنظمة قد أصدرت بيانا اعتبر “الحجة” التي استند عليها اليمين المدعوم أمريكيا بتحالف مع الجيش ليبرر انقلابه على المؤسسات والدستور البوليفيين، وقالت في البيان الذي علقت فيه عن نتائج الانتخابات حينها، يوم الإثنين 21 تشرين الأول/أكتوبر، إنها تعبر عن “قلقها العميق وتفاجؤها من التغير الكبير، الذي يصعب تفسيره، في النتائج الأولية للانتخابات، التي تم الكشف عنها بعد إغلاق صناديق الإقتراع”.

 ولم يخرج هذا الموقف عن المواقف العدائية التي سبق وأن اتخذتها المنظمة تجاه كوبا وفنزويلا، وهي التي نهجت سياسة الصمت تجاه الانتفاضة الشعبية التي شهدتها هاييتي، والقمع الشديد الذي تعرض له المتظاهرون بالتشيلي والهيندوراس قبل ذلك.

وخلال المرحلة من 1 سبتمبر/ أيلول إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019، التي عرفت أهم فصول الانقلاب في بوليفيا، لقي ما لا يقل عن 38 شخصًا حتفهم بسبب المجازر وأعمال العنف في جميع أنحاء البلاد، وأصيب المئات بجروح خطيرة، ويشمل ذلك عمليات الإعدام بإجراءات موجزة على يد قوات الأمن التابعة لنظام الانقلاب في سينكاتا وساكابا وبيدريجال في الجانب الجنوبي من العاصمة لاباز، وفق ما أوضحهمدارفي تغطية سابقة.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة