قصف منزل زعيم حزب في سوازيلاند من قبل فرقة اغتيال موالية للنظام

مشاركة المقال

مدار: 28 شتنبر/ أيلول 2022

تعرضت بلدة سيكيتي شرقي سوازيلاند في منطقة لوبومبو، بعد منتصف ليلة الثلاثاء 20 شتنبر/ أيلول، لإطلاق نار وقصف من مجموعة من المسلحين على مقر إقامة ملونجيسي ماخانيا، رئيس الحركة الديمقراطية الشعبية المتحدة (PUDEMO).

وسمع سكان المنازل المجاورة طلقات نارية، ثم رأوا رجالا مسلحين تسلقوا الجدار منزل ماخانيا، وأطلقوا النار على الكابل الكهربائي؛ وبعد أن انطفأت الأنوار، ألقوا ما بدا أنها قنابل يدوية متفجرة. فيما قال وانديل دلودلو، الأمين العام لـ PUDEMO، في تصريح لبيبل ديسباتش، إنه “عندما اجتاح اللهب منزله انطلقوا في سياراتهم”، مستدركا: “لكن، مع ذلك ماخانيا في وضع آمن الآن”.

 كما أورد دلودلو أنه قبل شهرين من الآن، وبالضبط في يوليوز/ تموز الماضي، تلقى حزب PUDEMO معلومات موثوقة حول استهداف رئيس الحركة من أجل اغتياله.

وحزب PUDEMO هو أحد الأحزاب الكبرى المؤيدة للديمقراطية التي تعمل في ظل آخر ملكية مطلقة في القارة، حيث تم حظر جميع الأحزاب السياسية.

وتم نقل ميخانيا إلى مكان آمن في جنوب إفريقيا المجاورة، حيث تم إجبار العديد من النشطاء المؤيدين للديمقراطية من سوازيلاند على النفي أو الاختباء من قبل نظام الملك مسواتي الثالث.

وعند سؤال ماخانيا عما إذا كانت الشرطة سجلت أي قضية، أجاب: “بالطبع لا”، مضيفا: “لقد كانوا هم الفاعلون، إنهم لا ينظرون في القضايا التي تتطلب منهم التحقيق مع أنفسهم، أو الأسوأ من ذلك، التحقيق مع جنود الجيش”.

وفي بيان صدر عقب التفجير، قال PUDEMO: “يأتي هذا الهجوم على خلفية تهديدات من حاكم مسواتي، تيموثي جينيندزا، مفادها أن النظام درب فرقة إشعال متعمدة هدفها الوحيد هو استهداف وإحراق منازل قادة الحركة الديمقراطية الجماهيرية (MDM) واغتيالهم”.

وMDM هو ائتلاف يضم أكثر من عشرة أحزاب سياسية مؤيدة للديمقراطية، ونقابات طلابية وعمالية ومنظمات شبابية ومجموعات أخرى. هذا وقال دلودلو: “إن تهديد جينيندزا لمثل هذه المنظمات تم من خلال الاستماع إلى محادثة هاتفية تم اعتراضها، حيث كان يناقش مؤامرة لتفجير ممتلكات تابعة لزعماء سياسيين”، وفقا لسوازيلاند نيوز.

وفي بيانها أكدت PUDEMO أن فرقة الاغتيال هذه هي نتيجة مباشرة لأمر مسواتي لقوات الأمن بتطبيق “العين بالعين”، مثل التهديدات التي أطلقها في خطابه بمناسبة يوم الشرطة 5 غشت/ آب. ومنذ هذا الخطاب حسب البيان “تمت مهاجمة منازل القادة والنشطاء واعتقالات وقمع للأنشطة الجماهيرية مثل الاحتجاجات”.

هذا ولم يقتصر القمع على حزب PUDEMO، فقد واجه زعماء أحزاب بارزة أخرى مؤيدة للديمقراطية، بما فيها الحزب الشيوعي في سوازيلاند، هجمات ومداهمات متزايدة لمنازلهم.

خلفيات تهديدات الملك

يعتقد كثيرون أن تهديدات الملك تحريض على الانتقام لهجمات على ممتلكاته العام الماضي؛ وقد وقعت تلك الهجمات خلال التمرد الأوسع المناهض للملكية الذي أعقب الحملة العنيفة على المسيرات السلمية المؤيدة للديمقراطية، التي لم يسبق لها مثيل في جميع أنحاء البلاد.

وتم ذلك وسط الهجمات على الشركات والمعامل التي يملكها، ليلجأ الملك بعد ذلك إلى الفرار خارج البلاد لفترة وجيزة، ولم يعد إلا بعد أن أخمد جيشه التمرد بقتل أكثر من 70 شخصا واعتقال المئات.

ورغم أن معظم الاحتجاجات كانت في المدن، إلا أن المشاعر القوية المناهضة للملكية لم تسد فقط في السياقات الحضرية، ولكنها تجذرت أيضًا في القرى، التي كانت تُفترض حتى العام الماضي على أنها موالية للملك.

ورغم القمع المكثف من قبل قوات الأمن التي ازدادت توتراً منذ ذلك الحين، استمرت الاحتجاجات كميزة منتظمة في هذا البلد الصغير غير الساحلي الذي يبلغ عدد سكانه 1.2 مليون نسمة.

ومعظم الاقتصاد السوازيلاندي مملوك من قبل الملك، ويتم تشغيله لتمويل الانغماس الملكي، بما يشمل القصور وأسطولا من سيارات رولز رويس والطائرات الخاصة؛ ويرى الشباب أن الأعمال التي لا تعد ولا تحصى التي يمتلكها هدف رئيسي للهجوم.

في هذا السياق، يبدو أن دعوة الملك قوات الأمن إلى “أخذ العين بالعين” تُرجمت إلى تزايد الهجمات وإحراق منازل النشطاء المؤيدين للديمقراطية.

وأكد PUDEMO أن “الرئيس مازال ثابتا ومتحديا ومستعدا للمهمة الثورية المتمثلة في القتال جنبا إلى جنب معكم من أجل تحقيق الحرية وتحرير البلاد من الحكم الملكي”.

كما يقول الحزب: “القيمة التي نعلقها على ممتلكاتنا المادية سريعة الزوال، لكن القيمة التي نعلقها على نضالنا النبيل هي قيمة دائمة”.

كما تلقى حزب PUDEMO والحركة المؤيدة للديمقراطية في سوازيلاند رسائل تضامن دولية.

تضامن من القمة العالمية للشعوب

أكدت القمة العالمية للشعوب، من خلال بيان لها، أنها علمت بقلق شديد بالهجوم الوحشي المتعمد والتدمير الكامل لمنزل رئيس الحركة الديمقراطية الشعبية المتحدة (PUDEMO)، ملونجيسي ماخانيا.

كما عبرت “القمة” عن أنها تدين بشدة هذا الهجوم وجميع الهجمات والمضايقات والترهيب ضد شعب سوازيلاند من قبل النظام الملكي، باعتباره انتهاكا صارخا للحريات الإنسانية والسياسية الأساسية؛ كما تطرقت إلى أنه انطلاقا من برنامجها السياسي الواضح والقائم على سيادة الشعوب وديمقراطيتها فإنها تدافع عن حق الشعوب في النضال.

كما دعت القمة العالمية للشعوب جميع محبي السلام والحرية إلى التضامن مع شعب سوازيلاند، ومساندة دعوته إلى الديمقراطية؛ وفي الأخير أوردت أنها تقف إلى جانب حزب PUDEMO وكل أولئك الذين يناضلون من أجل التحرير الحقيقي لسوازيلاند من الحكم الاستبدادي.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة