“عين على الصين” 63: مطالب على أعتاب البيت الأبيض لرفع الرسوم الجمركية عن السلع الصينية

مشاركة المقال

مدار: 07 أيلول/ سبتمبر 2021

نستهل العدد 63 من دوريتنا “عين على الصين” من الولايات المتحدة الأمريكية، في الشأن الجيوسياسي، حيث ناشدت أكثر من 30 منظمة تجارية كبرى جوزيف بايدن التراجع عن الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الصين، التي تقدر بنحو 550 مليار دولار أمريكي سنويا، وغذت التضخم في الولايات المتحدة، وفق ما أوردته صحيفة آجيا تايمز.

وأردفت الجريدة بأن الواردات من الصين تعادل 2.4 تريليونات دولار أمريكي من الناتج الصناعي الأمريكي، ما يعني أن إلغاء التعريفة الجمركية بنسبة 20 بالمائة المطبقة على نصف الواردات من الصين يمكن أن يقلل تكلفة السلع الدائمة بنسبة 2 بالمائة في الولايات المتحدة.

وفي الملف العلمي والتقني، أوردت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الشركات الصينية وتطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول عززت قطاع التكنولوجيا المالية في إفريقيا، إذ تقدم الخدمات للسكان دون الوصول إلى الخدمات المصرفية الرسمية، وتقدم خدمات التأمين والقروض وتغطية مراسيم الجنائز والتحويلات على تطبيقات الخدمات المصرفية الإلكترونية المتوافقة مع الهواتف غير الذكية على شبكات الجيل الثاني، وتخدم المئات من شركات التكنولوجيا المالية الممولة محليًا وأجنبيًا والأفارقة الذين لا يتعاملون مع البنوك؛ إذ تعمل شركة هواوي على تشغيل “تيلي برر-TeleBirr” بإثيوبيا و “وإم بسا-M-Pesa” بكينيا ، اللتين تتعاملان مع معظم البنوك.

وإلى الشأن الداخلي الصيني، إذ قالت وكالة “بلومبرغ” للأنباء إن مجموعة علي بابا ستفقد الإعفاءات الضريبية الممنوحة لشركات التكنولوجيا العالية، لتضيف بذلك 1.7 مليار دولار أمريكي إلى ضرائبها هذه السنة المالية. وتدفع الشركات الرئيسية ضرائب أقل بنسبة 10 إلى 15 بالمائة من متوسط المعمول به من طرف ​​الدولة، الذي يبلغ 25 بالمائة.

 وحذرت أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في الصين المستثمرين من أن العبء الضريبي الإجمالي سيرتفع من 18 بالمائة إلى 23 حتى 25 بالمائة، على خلفية تعليق الحكومة المزايا الضريبية الممنوحة للقطاع.

وفي سياق منفصل،  أصدرت الحكومة الصينية خطة وطنية خاصة باللياقة البدينة بغرض تعزيز الصحة العامة، مع هدف الرفع من قيمة الصناعة الرياضية إلى 773 مليار دولار أمريكي بحلول سنة 2025، وهي زيادة تبلغ 72 بالمائة مقارنة مع أرقام سنة 2019، وفق ما نقلته “نيكاي آجيا“، و”غلوبال تايمز” مشيرتين إلى أن الخطة تتضمن إنشاء 2000 مكان للياقة البدنية على بعد 15 دقيقة سيرًا على الأقدام، وإتاحة مدرب رياضي لكل 500 مقيم، وضمان أن 38.5 بالمائة من الأشخاص يمارسون الرياضة بانتظام، مع ساعتين في اليوم من الرياضة للطلاب.

وإلى قضايا الزراعة والبيئة، حيث نقرأ  على “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن التكاثر القياسي للطحالب على مساحة 60594 كيلومترًا مربعًا من ساحل شاندونغ، يقلل من مستويات الأكسجين الضرورية للحياة البحرية. ويُعتقد أن هذا الانتشار نشأ من مزارع الأعشاب البحرية المجاورة في جيانغسو – التي توسعت من 29751 إلى 102961 فدانًا بين 2004 و2019. ونشرت حكومة تشينغداو 12686 سفينة لجمع ما يقدر أن يبلغ إجماله مليون طن من هذه الطحالب.

وفي الملف الاقتصادي، ارتفع الإنتاج الصناعي الصيني من 2.7 بالمائة إلى 25.4 بالمائة من الإجمالي العالمي بين 1990 و2020، ليبلغ 4.8 تريليونات دولار أمريكي السنة الماضية، وفق ما ذكرته صحيفة “غلوبال تايمز“، مشيرة إلى أن التصنيع في الصين يفوق الولايات المتحدة وألمانيا واليابان مجتمعة.

 وتتصدر الصين صادرات التكنولوجيا العالية، التي تبلغ قيمتها 715.8 مليارات دولار أمريكي – تليها الولايات المتحدة بما قيمته 156.1 مليار دولار أمريكي – لكنها مازالت تعتمد على المدخلات الإستراتيجية المستوردة، مثل الرقائق، وفق المنبر الإعلامي نفسه.

وفي الملف نفسه، ذكرت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن ديون الأسر الصينية لعام 2020 بلغت مستوى قياسيا، لتصل إلى 130.9 بالمائة من الدخل المتاح، ما يضر بنمو الاستهلاك المحلي. وفي يونيو 2020، بلغ إجمالي فواتير بطاقات الائتمان المتأخرة عن ستة أشهر 13.1 مليار دولار أمريكي، أي أكثر بعشر مرات من العقد السابق، مع إجمالي ديون الأسرة بما يعادل 62 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وورد في الشؤون الثقافية والحياة اليومية أن نظام التعليم الصيني التنافسي أدى إلى ازدهار صناعة الدروس الخصوصية الربحية (2010-18)، ما عزز الطبقات الاجتماعية، وفق ما أشارت إليه “سيكسث تون“، مضيفة أنه بسبب الضغوط التي فرضتها سياسة الطفل الواحد من أجل “المضي قدمًا” شارك أكثر من 30 بالمائة من طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة في فصول دراسية خارج المنهج عام 2018، ما ضاعف إنفاق أولياء الأمور  ليبلغ 51 مليار دولار أمريكي منذ عام 2016. ويحذر الخبراء من أن إصلاح القطاع يمكن أن يؤدي إلى انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية خارج إطار القانون.

ونقرأ في  المنبر الإعلامي ذاته أن كبار السن في الصين الذين يستخدمون الإنترنت أصبحوا أكثر سعادة، إذ يستخدمون الأدوات الرقمية للحفاظ على العلاقات والوصول إلى الخدمات، بدلاً من أن يكونوا “لاجئين رقميين”. وسجلت دراسة أجراها تسينغهوا، وشملت 200 مسن، بين سنوات 2018 و2020، مستويات أعلى من السعادة لدى من يستخدمون الإنترنت، باستخدام التكنولوجيا لإنشاء علاقات تعكس المجتمع الريفي المترابط؛ بينما تعتبر عمليات الاحتيال عبر الإنترنت والأخبار المزيفة من المشكلات الشائعة.

ونختم بخبر من “وول ستريت جورنال” التي أشارت إلى أن المرأة تسد النقص في اليد العاملة في قطاعي البناء والنقل، بسبب انخفاض عدد السكان في سن العمل في الصين تزامنا مبادرات الإنعاش الريفي الجديدة. وفي سنة 2018، عملت 9.5 ملايين امرأة في البناء، بما يشكل 14 بالمائة من عمال البناء، في حين سجلت نسبة من 10 بالمائة سنة 2014. وفي بعض المشاريع، فإن ثلث عمال البناء في المدينة من النساء، على عكس سنوات الثمانينيات التي كانت تقدر فيها هذه النسبة بصفر. ورغم ذلك تسجل فجوة في الأجور بين الجنسين.

صورة: عاملات في صيانة الطرق في بكين، 2016، شينخوا / لي شين.

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 63 باللغة الأصلية: اضغط

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة