“عين على الصين” 59: استمرار الانتعاش الاقتصادي واستثمار لبناء أكبر محطة طاقة رياح في العالم

مشاركة المقال

مدار: 10 آب/ غشت 2021

يشهد العالم في الظرفية الحالية تسابقا ملحوظا من أجل الحصول على اللقاحات، ما جعله ينقسم إلى قسمين، جزء له القدرة المالية و اللوجيستيكية التي تسمح له بتوفير اللقاحات بشكل جيد، وجزء غير قادر على تلبية الحد الأدنى من الجرعات.

ونستهل نشرتنا “عين على الصين” من الخبر الذي أوردته كل من “رويترز” و”كايكسين غلوبال“، وتناول مساهمة كل من لقاحي سينوفارم وسينوفاك في توفير 110 ملايين جرعة من أصل 550 مليونا التي تندرج ضمن برنامج كوفاكس، المتوقع الوصول لها بحلول منتصف عام 2022 لتزويد الدول النامية باللقاحات.

وفي الخبر نفسه نطالع أن الشركات الصينية المصنعة للقاحات صدرت أكثر من 500 مليون جرعة (من الإنتاج العالمي) إلى 112 دولة ومنطقة في الفترة ما بين يناير ويونيو 2021.

وفي خبر آخر تناولت كل من “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” و”سي جي إي بولسي بريف” استحواذ اليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة على 87% من القروض التي تغطي الطاقة الفحمية. وفي الوقت نفسه تطرق المصدران إلى أن قروض الدولة الصينية الخاصة بالطاقة الكربونية لم تمثل سوى 13% (على الرغم من أن الدولة هي الممول العام الأكبر بـ50%) من إجمالي التمويل، في خطوة تروم إلغاء قروض الفحم تدريجيا لتحقيق الحياد الكربوني، وهو الأمر الذي ينطبق على سياساتها عالميا من خلال رفض تمويل مشاريع مماثلة في كينيا وزيمبابوي.

وفي ما يخص الشؤون الداخلية للصين، تناولت كل من “غلوبال تايمز” و”ساوث تشاينا مورنينغ بوست” خبرا مفاده أن الشركات التي لديها بيانات أكثر من مليون مستخدم سيتعين عليها الخضوع لمراجعة أكثر صرامة للأمن السيبراني قبل إدراجها في الخارج؛ ويأتي ذلك بعد الطرح المثير للجدل لشركة ديدي للاكتتاب العام في وول ستريت.

ويهدف القانون الجديد وفق الخبر ذاته إلى حماية البيانات المحلية، خصوصا في ظل تصاعد المنافسة التكنولوجية مع الولايات المتحدة، إذ من المتوقع أن تبلغ قيمة صناعة الأمن السيبراني 39 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023.

وفي السياق الداخلي نفسه تحدثت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” عن كون الحكومة الصينية في طور مناقشة قانون جديد ينص على حظر هويا ودويو، وهما أكبر منصتين للبث المباشر لألعاب الفيديو في الصين. ويأتي ذلك في ظل التوقعات التي تتحدث عن أن الاندماج سيؤدي إلى إنشاء عملاق بقيمة 5.3 مليارات دولار أمريكي، مع ما يقرب من 300 مليون مستخدم شهريًا (80% من الإجمالي). وتسيطر على كلا المنصتين شركة تينسينت (67% من الأسهم) التي تهيمن على 43% من السوق الصينية (2020). ويأتي هذا القانون من أجل حماية مصالح المستهلك والمنافسة.

وفي المجال الاقتصادي نطالع في كل من “غلوبال تايمز” و”المكتب الوطني للإحصاء” خبرا يلقي الضوء على استمرار الانتعاش الاقتصادي، إذ نما الناتج المحلي الإجمالي على أساس سنوي للصين بنسبة 12.7% (8.22 تريليون دولار أمريكي، من يناير إلى يونيو 2021)؛ وذلك ناتج حسب المصدرين عن زيادة توسع الاقتصاد في مبيعات التجزئة (23%، 3 تريليونات دولار أمريكي)، والإنتاج الصناعي (15.9%) – بما في ذلك التصنيع عالي التقنية (22.6%) – واستثمار الأصول الثابتة (12.6%، 4 تريليونات دولار أمريكي)، مع خلق 6.98 مليون فرصة عمل.

وفي موضوع آخر يتناول الشأن الاقتصادي أيضا نوهت “نيكاي آجيا” بتفوق شركة باويو الصينية على عملاق تصنيع الصلب أكسيلور ميطال من حيث الإنتاج خلال عام 2020، بحيث ارتفع إنتاج الشركة الصينية من الخام بنسبة وصلت إلى 21% أي بإنتاج تجاوز 115.29 مليون طن.

 وحسب المصدر ذاته فإنه من خلال هذا المستجد أصبحت الصين تمتلك 60% من الحصة العالمية من إنتاج الصلب (1 مليار طن)، ومن بين أكبر المنتجين والمنفقين في البحث والتطوير في هذا الميدان.

وفي ما يخص الميدان البيئي فقد قامت الصين باستثمار 15 مليار دولار أمريكي لبناء أكبر محطة طاقة رياح في العالم (10 غيغاوات) في صحراء جوبي بعد تأخر دام أربع سنوات، حسب “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، التي أبرزت أنه من المتوقع أن تتضاعف قدرة المصنع بحلول عام 2025، وبذلك يتقلص استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 35%؛ كما سيساهم في توفير فرص عمل لمقاطعة غانسو الأفقر في الصين. لكن لم يفت الجريدة تناول التحديات التي ستواجه المشروع، والمتمثلة في انخفاض الطلب المحلي والبعد عن المراكز الرئيسية.

وفي خبر آخر يتناول الأحياء في الطبيعة ذكرت كل من “إن بي إر”  وصحيفة الـ “غارديان” البريطانية أن الباندا العملاقة لم تعد مصنفة ضمن الحيوانات “المهددة بالانقراض”، حيث ارتفع عدد الباندا البرية في الصين من 1100 إلى 1800 عام 2000.

وتطرق الخبر ذاته إلى إشادة المركز العالمي للحياة البرية بجهود الحكومة الصينية في الحفاظ على البيئة، التي ساعدت أيضا كلا من النمور السيبيرية والفيلة الآسيوية وطيور أبو منجل على الازدهار، وفق المصدرين المذكورين.

وعلاقة بالوضع الاجتماعي نطالع في منبر “سيكسث تون” مساهمة إطلاق البرنامج الوطني للوجبات المدرسية (22 مليار دولار أمريكي) عام 2011، الذي قام بإطعام 40 مليون طفل ريفي في العقد الماضي، في تحسين صحة الطفل والالتحاق بالمدارس والتغذية، بالإضافة إلى زيادة متوسط الطول للفتيات (1.69 سم) والفتيان (1.54 سم).

 لكن رغم كل هذه الإنجازات، تورد الجريدة أن هناك تحديات تواجه هذا البرنامج، من قبيل ارتفاع تكاليف الغذاء والعمالة، وعدم كفاية الإشراف، وجودة الغذاء، ما ينضاف إلى التكاليف المادية المرهقة (0.62 دولار أمريكي للوجبة الواحدة).

ويتناول آخر خبر في دوريتنا، و استقيناه من صحيفتي “سيكسث تون” و”سينا نيوز“، توثيقا مصورا للحياة اليومية للسكان في الصين، بما يهم نمط الأزياء لدى المسنين.

وتأتي هذه الخطوة ضمن مشروع “سينيور فاشن كلوب”، الذي أطلقه المصور تشين شيا عام 2018، وجمع إلى حدود الآن أكثر من 1000 صورة، توثق الحياة اليومية لكبار السن في شوارع ومتنزهات شنغهاي؛ وذلك من أجل منح هذه الفئة صوتا عبر الإنترنت يعكس يوميات المجتمع المتقدم في السن، ويحارب التحيز، ومن أجل تعلم “موقفهم الجاد تجاه الحياة”، حسب المصور.

الصور: تشين شياو، شيوخ شنغهاي [نادي الأزياء القديمة]

 

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 59 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة