“عين على الصين” 58: الصين تقضي على الملاريا بعد كفاح طويل وتشارك خبرتها مع إفريقيا

مشاركة المقال

مدار + مواقع: 04 أغسطس/ غشت 2021

نستهل جولتنا في أبرز ما تداولته الصحف العالمية حول الصين من موقع “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، الذي أورد أن الحكومة تحقق في تطبيق “ديدي” لحجز مقاعد الركاب في سيارات الأجرة، وذلك بعد فترة وجيزة من الاكتتاب العام الأولي الذي بلغ 4.4 مليارات دولار في وول ستريت.

 وأضاف المصدر نفسه أن هذا التحقيق هو الأول من نوعه الذي يطال شركة بهذا الحجم (تستحوذ ‘ديدي’ على 90 بالمائة من السوق الصينية) منذ إقرار قانون سلامة البيانات في حزيران/ يونيو، تليها شركة “فول تروك آليانس” المصنفة ضمن القائمة الأمريكية إلى جانب “بوس جيبين”. وفي هذا السياق يقترح أن تراجع الصين معايير الاستثمار الأجنبي لشركات التكنولوجيا المحلية. هذا في الشأن الداخلي.

وفي الملف الجيوسياسي، نقرأ لدى نيكاي آيجيا” أن الصين تنتج 80 بالمائة من السيليكون المستخدم في الألواح الشمسية في جميع أنحاء العالم، ونصفها في مقاطعة شينجيانغ، التي تستهدفها بالعقوبات الأمريكية.

 ويقول المنبر الإعلامي ذاته إن الألواح الصينية منخفضة السعر (80٪ من الإنتاج العالمي) ساعدت على نمو الصناعة، لكن ارتفاع الأسعار (بزيادة 20٪) العام الماضي يثير القلق؛ إذ فرض البيت الأبيض عقوبات “تعسفية” على أربع شركات صينية تنتج السيليكون.

وذكر المصدر الإعلامي نفسه أن الصين اقترحت على ألمانيا وفرنسا التعاون من أجل تنمية إفريقيا؛ كما تهدف إلى إعادة فتح صفقة استثمارية مع الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق، يحاول الرئيس شي إقناع المستشارة ميركل والرئيس ماكرون بالمصالح المشتركة لبلديهما مع بلده. وبين كانون الثاني/ يناير وأيار/ مايو، نمت التجارة الصينية مع ألمانيا (92.8 مليار دولار أمريكي) بنسبة 36 بالمائة على أساس سنوي، ونمت مع فرنسا (32.9 مليار دولار أمريكي) بنسبة 44 بالمائة.

وفي القضايا العلمية والتقنية، أوردت “نيكاي آيجيا أن عملاق التكنولوجيا “هواوي” يعمل على مجابهة العقوبات الأمريكية، ويسرع من التوظيف على المستوى العالمي، ووضع خططا لزيادة ميزانية البحث والتطوير بـ”عدة مليارات من الدولارات”.

 وحسب “غلوبال تايمز“، يسعى العملاق الصيني إلى توظيف مئات المهندسين في أوروبا وكندا لتطوير الرقائق والبرمجيات والذكاء الاصطناعي و الحوسبة الكمومية… وغيرها، وفي هذا الصدد، فاز الكمبيوتر العملاق الذي يعمل بنظام الذكاء الاصطناعي من شركة “هواوي” ببطولتين عالميتين.

وفي الشأن الصحي، صادقت منظمة الصحة العالمية على القضاء على الملاريا في الصين؛ وتشارك هذه الأخيرة وخبرتها في مكافحة المرض مع البلدان الإفريقية والآسيوية، حسب ما أوردته “مجلة ساينس” المرموقة.

 وقبل عام 1949، سجلت الصين 30 مليون حالة إصابة بالملاريا و 300 ألف حالة وفاة سنويًا، وبدأت جهود مكافحة الملاريا عام 1956 بتوزيع الأدوية وتقليل مناطق التكاثر. وتقدمت هذه الجهود باكتشاف عقار الأرتيميسينين من قبل العالم الحائز على جائزة نوبل تو يويو سنة 2015، توضح “غلوبال تايمز“.

وننتقل إلى الملف الاقتصادي، ونقرأ أنه حسب صندوق النقد الدولي ارتفعت حصة الرنمينبي الصيني (287.46 مليار دولار أمريكي) من الاحتياطيات العالمية إلى أعلى مستوى (2.45٪) منذ عام 2016، وذلك خلال الربع الأول من السنة،  وفقًا لما نقلته تشاينا دايلي“. ووفق منصة صندوق النقد الدولي، مازال الرنمينبي تحت اليورو (20.57٪) والدولار (59.5٪)، الذي انخفض من 71٪ (1999) إلى أدنى معدل له في 25 عامًا.

وبخصوص الزراعة والبيئة، ورد أنه بعد استحواذ “شومي شاينا” على 43 مليار دولار أمريكي عام 2017، تقدمت شركة “سينجينتا” ومقرها سويسرا بطلب اكتتاب عام أولي قياسي بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي في سوق “ستار” في شنغهاي، حسب “غلوبال تايمز” ووكالة “رويترز“.

 وسيوجه منتج مبيدات الآفات الرائد في العالم، وثالث أكبر مورد للبذور، عائدات الاكتتاب العام الأولي نحو النمو المحلي وعمليات الاستحواذ، بينما تساعد منصة الزراعة الحديثة (MAP) المزارعين على زيادة الغلة من خلال 900 مزرعة تجريبية و 365 مركزًا للتدريب، يضيف المصدران.

وأوردت منظمة فيز أن بنوك البذور المشتركة المجتمعة تحافظ على التنوع البيولوجي الزراعي في الصين، إذ يشارك فيها 260 مليون مزارع من أصحاب الملكيات الصغيرة من 691510 قرى.

 وأوضحت منظمة “فرونتيرز إن سستينابل فود سيستمز أن بنوك البذور تحمي سبل عيش المزارعين، وتحسين الأمن الغذائي، وتساعد في الحفاظ على تنوع المحاصيل – التي انخفضت من 11590 إلى 3271 في أصناف الحبوب الصينية (1956-2014). ومازال الإهمال من طرف السياسات الرسمية ونظام بنك الجينات الوطني يمثل تحديًا.

وورد في الشؤون الثقافية والحياة اليومية أن طالبة حطمت الرقم القياسي تفوز في مسابقة لميكانيكيي السيارات، ما أثار جدلاً حول تقسيم العمل على أساس الجندر وقيمة التعليم المهني، وفق ما نقله “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“.

 وولجت غو هيوجينغ، الشابة ذات السبعة عشر ربيعا،  واحدة من آلاف المدارس والكليات المهنية / التقنية الثانوية في الصين، التي وعدت الحكومة بتوسيعها (35 مليون طالب ، 2020-21) لتحقيق الاستقرار في سوق العمل ورفع مهارات العمال الريفيين والمهاجرين، تزيد “سيكسث تون“.

ونختم هذا العدد من “عين على الصين” من موقعي “سيكسث تون” و”غلوبال تايمز“، اللذين ورد فيهما أنه قبل 70 سنة من الآن بدأ البناء في أول قرية عمالية اشتراكية في الصين لإعادة بناء شنغهاي التي مزقتها الحرب، وإيواء الطبقة العاملة المتنامية أعدادها. وتم اختيار 1002 عائلة “عاملة نموذجية” في جميع أنحاء البلاد للعيش في قرية كاويانغ الجديدة، التي تضم السكن والمستشفى والسوق والمتاجر. وبدأ المجتمع المحلي منذ ذلك الحين في التراجع، لكن الحكومة المحلية تأمل الحفاظ عليه.

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 58 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة