إضراب عام تاريخي في الأرجنتين ضد سياسات ميلي التقشفية والمعادية للعمال

مشاركة المقال

مدار + مواقع: 25 كانون الثاني/ يناير 2024

شهدت الأرجنتين، أمس الأربعاء، إضرابا عاما عارما، ضد سياسات الرئيس خافيير ميلي، والتي وصفت بالمعادية للنقابات والعمال، والهادفة إلى توجيه سياسات البلد نحو الخصخصة وإضعاف القطاعات الاجتماعية الحيوية.

وخرج مئات الآلاف من المواطنين في مسيرات حاشدة في مختلف ربوع هذا البلد الأمريكي اللاتيني، وعرفت العاصمة بوينس آيريس تجمعا كبيرا للمتظاهرين.

هذا أسرع الإضرابات العامة التي يواجهها رئيس للأرجنتين منذ عودة البلاد إلى الحكم الديمقراطي سنة 1983، إذ لم يتم انتخاب ميلي إلاّ في تشرين الثاني/ نونبر الماضي، وجرى تنصيب رسميا في كانون الأول/ ديسمبر 2023؛ عكس سلفه، ألبرتو فرنانديز من يسار الوسط، الذي لم يواجه أي إضراب عام.

الرئيس “اليميني الفوضوي” أصدر مرسوما لإلغاء أو تعديل المئات من القوانين بهدف تقييد النقابات وإقرار سياسات مغدقة في النيوليبرالية، غير أن حكما قضائيا أوقف حتى الآن التغييرات التي تستهدف الاتحادات العمالية.

في السياق ذاته، أرسل ميلي مشروع قانون إلى الكونغرس من أجل إقرار حزمة شاملة من التغييرات في المجالات السياسية والاجتماعية والمالية والقانونية والإدارية والأمنية، ترفضها النقابات والمعارضة.

المصدر: AP.

 

الإضراب العام الذي عرفته الأرجنتين تاريخي بامتياز: إنها المرة الأولى التي تقوم فيها الإتحادات العمالية الرئيسية الثلاثة في البلد بتنظيم حدث مماثل بشكل وحدوي، وهي “الاتحاد العام للعمل” و “الاتحاد المركزي للعمال الأرجنتينيين” و “الاتحاد المركزي للعمال الأرجنتينيين (المستقلين)”.

وينضوي تحت لواء هذه المركزيات ملايين العمال من مختلف القطاعات، كما التحقت منظمات نقابية أخرى بحملات التعبئة.

وانخرط في الاحتجاجات أعداد كبيرة من منظمات المجتمع المدني والدفاع عن حقوق الإنسان بالإضافة إلى المجموعات الشبابية والفئوية والسياسية اليسارية المعارضة.

ويرى متابعون أن الهدف من حملة الرئيس الأرجنتيني تتمحور، من بين أشياء أخرى، حول إضعاف النقابات وإفقادها قوتها، إذ أن مرسوم العمل المذكور، يقيّد حق العمال في قطاعات الصحة والتعليم والنقل في خوض الإضراب، كما يسعى إلى خلق آلية جديدة للتعويض من أجل تسهيل طرد المستخدمين؛ علاوة على ذلك، سيكون على العمال في القطاع الخاص الدفع لمقدمي الرعاية الصحية بشكل مباشرة عكس ما هو عليه الأمر الآن والذي يتم من خلال الاتحادات النقابية.

المصدر: AP.

 

وأصيبت مختلف القطاعات العامة والخاصة في البلد بالشلل التام، وألغت شركة الطيران الأرجنتينية العامة حوالي 267 رحلة.

يشكل هذا الاحتجاج أولى الرسائل القوية للرئيس المعروف بنزعته المعادية للاتحادات النقابية والمؤيدة لخفض الإنفاق العام و دولرة الاقتصاد؛ لكن مسلسل شدّ الحبل يمكن أن يؤخذ منحى أكثر حدّة في حالة عدم التراجع عن مشروع القانون المتعلق بحزمة التغييرات الشاملة في سياسية الدولة المعروض على الكونغرس.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة