إحياء يوم الأرض الفلسطيني في بيروت: تضامُنٌ ووحدةٌ

مشاركة المقال

مدار: يوم الأرض الفلسطيني 2024

“يوم الأرض الفلسطيني” هو يوم يحيه الفلسطينيون في الداخل والشتات والمتعاطفون مع قضيتهم العادلة، في 30 آذار/مارس من كل عام، تعبيرًا عن تشبثّهم بأرضهم وتمسكّهم بهويتهم الوطنيّة.

ويوافق هذا العام ذكراه الـ 48، وسط تحركات عالمية وعربية مساندة للقضية الفلسطينية ومطالبة بوقف حرب الإبادة على قطاع غزة وفك الحصار…

وتعد هذه المناسبة، التي ترمز إلى الوحدة والصمود، مناسبة هامة يحتَفَى بها في جميع أنحاء العالم، وتُذكرُ فيها الذاكرة الفلسطينية وتُطلَقُ الدعواتُ لرحلةِ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا عنها جراء النكبة عام 1948.

ونتزامن أيضًا مع الذكرى البطولية لشهداء “يوم الأرض” في الداخل الفلسطيني الذين سقطوا في هذا التاريخ عام 1976 أثناء تصديهم لإقدام السلطات الإسرائيلية على مصادرة أراضي فلسطينية.

في هذا اليوم، يقف الفلسطينيون في وجه الظلم والاحتلال، ويُطالبون بحقوقهم المشروعة في الحرية والعدالة وتقرير المصير.

وتُقام العديد من الفعاليات والمظاهرات لإحيائه في الدول العربية والعالم. وكعادته أحيا لبنان “يوم الأرض”، لاسيما في العاصمة بيروت، التي تُعدُّ مركزًا للثقافة والنضال من أجل الحرية والعدالة.

وبهذا الصدّد، نظم أهالي فلسطين والنشطاء اللبنانيون فعاليات مميزةٍ للمناسبة في مختلف المناطق اللبنانية، بهدفِ إبرازِ الوحدةِ والتضامُنِ مع القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على معاناة اللاجئين والانتهاكات التي يُصادفوها يوميًا.

وقد شملت الفعاليات مظاهرات واعتصامات، وندوات ومحاضرات تُسلِّط الضوء على التاريخ الفلسطيني ومطالب الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة. إضافة إلى إقامة احتفالات ومعارض فنية وثقافية في مخيمات لبنان تستعرض التراث الفلسطيني وتُعزز الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني وتًسهم في نشر الوعي حول قضيتهم.

الـ “ويفدي” يواصل دعمه لفلسطين

وتلبيةً لدعوة اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (ويفدي) بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني، دعمًا وإسنادًا للشعب المقاوِم في فلسطين، وتأكيدًا على مواصلة النضال اليومي إلى جانبه، نُظمت وقفة تضامنية في بيروت، بدعوة من اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، منظمة الشبيبة الفلسطينية وشبيبة حزب الشعب، أمام مسرح المدينة – الحمرا، مساء اليوم.

ورفع المنظمون يافطة بعنوان “يوم الأرض الفلسطيني – نستكمل النضال لوقف الإبادة الجماعية وإسقاط المشروع التوسعي الاستيطاني وإنهاء الاحتلال”، كما قاموا بوضع ملصقات على الجدران، وتوزيع منشورات على المارة للتعريف بيوم الأرض والقضية الفلسطينية والانتهاكات الصهيونيّة المتواصلة بحق الفلسطينيين ولاسيما حرب الإبادة على قطاع غزة وحصاره.

وفي هذه المناسبة، ألقى عبدالله قاروط، عضو المجلس الوطني في منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، كلمة الاعتصام وقال: “خمس وسبعون عامًا على النّكبة، أكثر من خمسين عامًا على غزو غزّة وأكثر من خمسة عشر عامًا على حصارها، وهذا الشعب ما زال صامدًا ومقاومته ما زالت تحقق الانتصارات وتفرض المعادلات وتُراكم نحو إسقاط المشروع الإمبريالي على أراضينا”.

وشدّد المعتصمون على أن المقاومة الفلسطينيّة والشعب يحقّقان الانتصارات، يعرّيان الاحتلال ويفضحان تناقضاته، يُسقطان قناع الديمقراطية والحريات عن الاستعمار، ويعيدان القضية الفلسطينية إلى الواجهة، مبينين أن “شعوب الأرض تصطف إلى جانب الشعب الفلسطيني وبعض الأنظمة تكرّس مواقف واضحة من الاحتلال وهذا ما شهدناه في بعض دول أميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا”.

وأضاف البيان إنّ “شعبنا في غزّة يتعرض لأبشع أشكال الجرائم الصهيونيّة في سياق المشروع الاستيطاني والتوسعي، وتستمر المقاومة والشعب بالمواجهة بلحمهم الحي لمنع هذه السياسات. فلا الحصار، ولا جرف المستشفيات وقصف الأحياء، ولا الاعتقالات، ولا التجويع، ولا كلّ هذا الموت تمكّن على امتداد شهور ست من إرضاخ الفلسطينيين وإجبارهم على التنازل عن أراضيهم”، كما ذكر.

وأفاد المصدر ذاته بأن جديد الإمبريالية اليوم مشروع تهجير للغزيّين تحت مسمى “ميناء جديد لإدخال المساعدات الإنسانية. ميناء لن يبيّض صورة الأنظمة الإمبريالية ولن يمسح عنها غبار تاريخها الاستعماري، ولن يبرّر إغلاق المعابر في وجه النّاس، ولن يدفن ذاكرتنا الجماعية التي تحوي ما تحويه من مشاهد قتل شعوبنا بـ ‘المساعدات’ واستشهادهم غرقًا وهم يلاحقونها في البحر”، مؤكّدًا على أن هذا ليس مشروعًا إنسانيًا، بل مشروع لتهجير الشعب، “ووحده الصراع من أجل التحرير يؤكد أحقيته في كل يوم”.

وأردف قاروط بالقول: “أمام هذه المشاريع، نؤكّد على أهمية استمرار عوامل ثلاثة: المقاومة الفلسطينية ونضالها وصمود الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وفي الشتات، وتكثيف واستمرار جبهات الإسناد ودعم حاضنتها الشعبية لها، ونضالنا نحن في العالم لنقل القضية بسرديتنا الشعبية ومواجهة تقاطعات أنظمتنا مع الإمبريالية والاحتلال”، شارحاً “فنحن لنا الرصاص وحناجرنا، نواجه الاحتلال في فلسطين، نقتحم سفاراته حيث حكومات التطبيع، نواجه سلطاتنا الداعمة أو التابعة في كلّ الأرض، ولا ترضينا مسرحيات الحلول الإنسانيّة”.

واختتم المعتصمون كلمتهم بتوجيه “التحية إلى اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الذي دعا إلى تكثيف التحركات في يوم الأرض الفلسطيني ولجميع المنظمات والأطر اليسارية والتقدمية التي لبت هذه الدعوة في مختلف دول العالم”، مؤكدين في هذه المناسبة على أنّ الأرض لمن زرعها وعمل عليها، وهي لأصحاب الحقّ بأن يعودوا إليها، الأرض للنّاس، ليست للإمبريالية ولا للاستيطان ولا لمشاريع نهبها وتدميرها. و”الحلول سياسية وجماعية وأممية، نخوضها من مواقعنا أينما كنّا، وتتكامل في مشهد واحد لا يراكم إلّا للتحرير لأراضينا في فلسطين والجولان السوري وشبعا وكفرشوبا في لبنان وعودة جميع اللاجئين إلى أراضيهم”.

وفي سياق متصل، دعت الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبدالله إلى لقاء تضامني مع فلسطين وأسراها في سجون الاحتلال، يوم السبت 6 نيسان/أبريل في تمام الساعة الرابعة بعد الظهر، في ملتقى جريدة السفير، منطقة الحمرا – بيروت.

ثقافة الفن الملتزم..

ضمن إطار تعزيز ثقافة الفن الملتزم وثقافة المقاطعة الفنية والثقافية، أحيا فنّان الراب جعفر الطفار وعازف العود خالد علاف حفلة مجانية في قاعة “جريدة السفير” في بيروت أمس الجمعة،  وذلك ضمن فعاليات “أسبوع مقاومة الاستعمار في لبنان” الذي انطلق بقراءة قصصيّة للأطفال حول قصة “القنديل الصغير” للمناضل والكاتب الشهيد غسان كنفاني في مخيّم شاتيلا في 16 الشهر الجاري، وتنظيم حملة مقاطعة داعميإسرائيلفي لبنان، بهدف تعزيز الوعي حول الممارسات الاستعماريّة الإسرائيلية.

واختتمت هذه الفعاليات مساء اليوم بندوة افتراضية بعنوان “أسبوع مقاومة الاستعمار: ماذا فعلنا لفلسطين وغزّة؟”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة