مدار: 17 نيسان/ أبريل 2022
نستهل هذا العدد من دوريتنا “عين على الصين” من الشأن الداخلي، وخبر عن تشديد الحكومة الصينية على الالتزام بخطة “زيرو كوفيد”، بعد تسجيل شنغهاي أكثر من 20000 حالة يومية، لكن من دون أعراض، وفق ما نقلته صحيفة “غلوبال تايمز“.
وأرسلت الحكومة ذاتها 38000 عامل طبي و2000 ضابط من الجيش الصيني إلى شنغهاي، للمساعدة في إجراء أكبر اختبار جماعي يومي في العالم لـ 25.66 مليون مقيم، وتحسين تسليم البضائع الأساسية، والحفاظ على الوظائف والصناعات الأساسية، بما يشمل ميناء شنغهاي، تضيف “سي جي تي إن“.
وفي المدينة نفسها، نقرأ في الملف الثقافي أن السكان يلجؤون إلى المصادر الخارجية ومجموعات وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى المعلومات والإمدادات الغذائية والطبية الأساسية، حسب ما تناولته “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، إذ يتعامل السكان مع الإغلاق العام وإغلاق المطاعم وإيقاف أكثر من 20 مستشفى لخدمات العيادات الخارجية.
وتصدر المدينة “تصاريح خضراء” للشركات التي يُسمح لها بتسليم السلع الأساسية، وتنظم لجان اجتماعية عمليات الشراء الجماعية من منصات التجارة الإلكترونية المعينة، مع 11000 عامل توصيل في الخدمة اليومية، يضيف المنبر الإعلامي ذاته.
وفي الملف الصحي، منحت الوكالة التنظيمية الصينية تصريحا لمختبرين محليين لبدء التجارب السريرية للقاحات كوفيد 19، باستخدام تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA)، حسب ما ذكرته “كايكسين غلوبال“، مضيفة أن “كانسينو بايولوحيمس” ومجموعة “سي إس بي سي فارماسوتيكال” ذكرتا أنهما ستساعدان على تحييد متحور أوميكورن. وتتمتع تقنية الحمض النووي الريبي المرسال بمزايا كبيرة في عمليات البحث والتطوير، بما في ذلك الإنتاج السريع والموحد والقابل للتطوير.
وفي سياق متصل، قالت “نيكاي آجيا“، إن سوق المكونات الصيدلانية النشطة (APIs) ينمو في الصين بسرعة، بفضل ميزة منخفضة التكلفة وغير محمية ببراءات الاختراع، مثل المضادات الحيوية أو الفيتامينات. وحتى منتصف التسعينيات أنتج الغرب واليابان 90 في المائة من المكونات الصيدلانية النشطة في العالم، لكن بحلول عام 2017، شكلت الصين 40 بالمائة من الإنتاج العالمي. ومع وجود مواد خام أرخص (حتى ثلثي التكلفة الإجمالية للعقاقير) تتمتع الدولة أيضًا بميزة هائلة في مجال الإنتاج.
وفي الشأن السياسي، نقرأ على صحيفة “غلوبال تايمز” أن الصين استضافت اجتماع وزراء خارجية أفغانستان والدول المجاورة – مثل روسيا – لمعالجة الأزمة الأفغانية، إلى جانب دبلوماسيين من الولايات المتحدة وقطر وإندونيسيا. وفي هذا السياق، تطالب الدول ذاتها الولايات المتحدة بإعادة 7 مليارات دولار من الأصول الأفغانية المصادرة، في حين تم منح 13 في المائة فقط من نداء الأمم المتحدة للتمويل البالغ 5 مليارات دولار.
واعترف البيان الصادر عن الاجتماع بجهود كابول، وكشف تشكيل مجموعات عمل لإعطاء الأولوية للمساعدة الإنسانية والتنمية الأفغانية طويلة الأجل.
واستأثر الملف الأوكراني باهتمام “غلوبال تايمز” و”ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، اللتين تناولتا دعم الرئيس الصيني شي جين بينغ لقيادة الاتحاد الأوروبي في حل النزاع بين أوكرانيا وروسيا في القمة الصينية الأوروبية. لكن رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، سلطت الضوء على وجهات النظر المتعارضة مع الصين. وتقول بكين إنه من الأهمية بمكان تقديم ضمانات أمنية لموسكو وكييف، بينما تضغط بروكسل على الصين حتى لا تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات. وقال محللون صينيون إن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خاضعة لمصالح واشنطن، يضيف المصدران الإعلاميان.
وإلى الاقتصاد، إذ ذكرت “غلوبال تايمز” أن حصة اليوان من الاحتياطيات العالمية بلغت أعلى مستوى لها في خمس سنوات، بإجمالي 336.1 مليار دولار أمريكي (2.79 بالمائة من الإجمالي) في الربع الرابع من عام 2021. وبحلول نهاية عام 2021، احتل اليوان المرتبة الخامسة – بعد الدولار واليورو والين والجنيه – ويمكن أن يكون من بين أكبر ثلاث عملات احتياطية في السنوات العشر إلى العشرين القادمة.
وذكر المصدر ذاته إن التجارة الخارجية الصينية والعقوبات المفروضة على روسيا ستعجل نمو اليوان عام 2022.
وقالت وكالة “رويترز” للأنباء إن روسيا لجأت إلى الشركات المصنعة للرقائق الدقيقة الصينية لتلبية الطلب على البطاقات المصرفية المرتبطة بنظام المدفوعات (Mir)، بعد العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو. وأبلغت البنوك الروسية الكبرى التي تم استبعاد العديد منها مؤخرًا من نظام المدفوعات العالمي “سويفت” عن زيادة الطلب على البطاقات المصرفية المحلية. وبدأ البعض إصدار بطاقات ذات علامة تجارية مشتركة مع “يونيون باي” الصيني – بديل “فيزا” و”ماستر كارد” – لعمليات الشراء التي يقوم بها الروس في الخارج.
وفي قضايا البيئة والزراعة، نقرأ على “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أنه بعد شهر واحد من موسم زراعة الذرة وفول الصويا، أدى تفشي مرض كوفيد إلى تعطيل إمدادات الأسمدة وإيقاف الزراعة في جيلين، المقاطعة الرئيسية المنتجة للذرة.
وسجل المنبر الإعلامي ذاته النقص الحاصل في الأسمدة نتيجة الطلب العالمي القوي، وارتفاع تكاليف الطاقة، والعقوبات المفروضة على روسيا وبيلاروسيا. وتنتج ثلاث مقاطعات في شمال شرق الصين ومنغوليا الداخلية أكثر من 40 في المائة من الذرة في الصين و50 في المائة من فول الصويا.
وفي سياق منفصل، سلطت “تشاينا ديالوغ” الضوء على تطوير شبكة المياه في الصين، جزء من المرحلة الجديدة لإدارة المياه، مع استثمارات موسعة في الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025). وستعمل السدود الجديدة ومحطات الضخ على زيادة إمدادات المياه (إلى 122 مليار متر مكعب / السنة) وكفاءة الري، ونقل المياه بين المناطق، ومنع الفيضانات. وفي عام 2021، عانت الصين من ثاني أعلى خسارة اقتصادية مرتبطة بالفيضانات (25 مليار دولار أمريكي مقابل 41.8 مليار دولار أمريكي في أوروبا) توضح “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“.
* أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.