“مركز فلسطين”: الإهمال الطبي أداة القتل البطيء للأسرى في سجون الاحتلال

مشاركة المقال

مدار: 07 كانون الأول/ ديسمبر 2021

تتعمد سلطات الاحتلال وإدارة سجونها استخدام سياسة الإهمال الطبي كسلاح فتاك وأداة من أدوات القتل البطيء للأسرى جسدياً ونفسياً بترك الأمراض تنتشر وتزداد خطورتها داخل أجسادهم حتى يصعب شفاؤها، بحسب تقرير لـ “مركز فلسطين لدراسات الأسرى”.

وكشفت الوثيقة ذاتها أن سياسة الإهمال الطبي سبب رئيس في استشهاد 72 أسيراً في السجون منذ عام 1967، كان آخرهم الشهيد “سامي العمور” من غزة والذي تعرض لإهمال طبي واضح بعد تردي وضعه الصحي نتيجة إصابته بأمراض القلب وانسداد في شرايينه، وتأخر نقله إلى المستشفى وإجراء عملية فاشلة له، وقد أمضى 13 عاماً في السجون وسبقه الأسير “كمال أبو وعر” والذي تعرض لعملية قتل ممنهجة بعد إصابته بمرض السرطان.

وفي السياق ذاته، أكّد الباحث “رياض الأشقر” مدير المركز، “إن الاحتلال يهدف من خلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج زيادة وتفاقم معاناة الأسرى وقتلهم ببطء وانعدام الأمل في شفائهم، أو تحويلهم لأجساد هزيلة ومريضة وعالة على أسرهم وشعبهم بعد التحرر، بعد أن فشل الاحتلال من إفراغهم من محتواهم الوطني والثوري من خلال الاعتقال”، لافتاً إلى وجود مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال في أوضاع صعبة.

ويفتقد الأسرى للحد الأدنى من المقومات المعيشية والصحية السليمة، إضافة الى ظروف التحقيق القاسية التي يتعرضون لها بداية الاعتقال، ثم سياسة الإهمال الطبي.

وبيّن “مركز فلسطين” إصابة ما يقارب من 700 أسير بأمراض مختلفة، بينهم حوالي 130 أسير يعانون من أمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والضغط، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم، وجميعهم يتعرضون لمجزرة صحية حقيقية ولا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.

وجاء في التقرير أنه “تعتبر سياسة الإهمال الطبي التي يستخدمها الاحتلال المسؤولة الأولى عن وفاة العشرات من الأسرى المحررين، إذ يتركون لسنوات دون علاج أو رعاية طبية، فتتغلغل الأمراض في أجسادهم، وبعد الإفراج عنهم بفترات متفاوتة يبدأ ظهور أعراض هذه الأمراض بعد أن تكون قد تمكنت منهم بشكل كبير، ولا يفلح معها العلاج وتؤدى إلى الوفاة، كما جرى مؤخراً مع الأسير المحرر “حسين المسالمة” الذي أمضى 19 عاماً في الأسر، أصيب خلالها بمرض السرطان في الدم، واستشهد بعد الإفراج عنه بـ 6 شهور فقط.

وأكّد المصدر ذاته أن سياسة الاحتلال بحق الأسرى انتهاك فاضح لكل الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للأسرى المرضى، وخاصة المادة 92 من اتفاقية جنيف الرابعة، مطالباً كافة المؤسسات الدولية الطبية بضرورة القيام بمسؤولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على الأوضاع القاسية التي تؤدي الى إصابة الأسرى بالأمراض واستشهاد بعضهم لاحقاً.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة