مدار: 13 نيسان/ أبريل 2022
مازالت إدارة سجون الاحتلال تنتهج سياسية القتل البطيء في حق الأسرى الفلسطينيين المرضى والجرحى، وهو أمر مخالف لكل الاتفاقيات والقوانين والشرائع الدولية المتعلقة بحقهم في تلقي العلاج وتوفير الرعاية الطبية الكاملة.
ويبلغ عدد الأسرى المرضى القابعين في سجون الاحتلال قرابة 600 أسير، يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة.
وفي هذا الصدّد، حملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إدارة معتقلات الاحتلال كامل المسؤولية عن استمرار سياسة الإهمال الطبي في حق الأسرى، مطالبة المؤسسات الدولية والحقوقية والصليب الأحمر بالقيام بدورها تجاه قضية الأسرى.
واستعرضت الهيئة ذاتها، في تقرير لها، حالات لأسرى مرضى كالمعتقل فراس غانم، الذي يعاني من مشاكل في القلب والغدد، بالإضافة إلى مشاكل في المسالك البولية، و”ديسكات” في الظهر، والتهابات مزمنة في الجيوب، موضحة أنه كان يتناول أدوية تنظيم ضربات القلب والغدد وبخاخات للتنفس، وبعد نقله إلى “عسقلان” أبلغته إدارة المعتقل أن معظم هذه الأدوية غير موجودة، ومازالت تماطل في توفيرها.
وبيّن التقرير أن الأسير ظافر الريماوي يعاني من خلل في الغدة الدرقية منذ سنوات، لكن أطباء المعتقلات ، اكتشفوه حديثاً، ويمر حالياً بمرحلة تدمير للكلى وكسل دائم، وضعف عام في الجسم، مضيفا أن صورة الأشعة توضح أن الغدة تعمل أكثر من اللازم، واستنفدت كل إمكانيتها ودمرت جرّاء الإهمال الطبي المتعمد، ما أدى إلى تدهور حالة الأسير.
أيضاً أكدت هيئة الأسرى، في تقرير لها، أن الأسيرين موسى صوفان وعلى الرجبي يمران بأوضاع صحية حرجة، جرّاء تعرضهما لانتهاكات طبية، فإدارة السجون تمعن في إهمالهما وحرمانهما من العلاج، وتكتفي بإعطائهما المسكنات التي تفاقم من حدة أمراضهما.
والأسير صوفان، الذي يقبع في “عسقلان”، ويعاني من تراجع ملحوظ في وضعه الصحي، ولديه مشاكل في الرئة منذ عام 2017، عدا عما يعانيه من مشاكل صحية أخرى في القلب وضيق في التنفس ومشكلة “الديسكات”، تبيّن أنه يعاني من ورم أسفل الرئة اليمنى، وهو في انتظار إجراء فحوصات طبية، وقد يحتاج عملية جراحية لإزالة الورم.
وفي السياق ذاته، أكّد نادي الأسير الفلسطيني، في تقرير سابق، أنّ هناك تزايداً واضحاً في عدد حالات الأسرى الذين يعانون من الإصابة بمرض السرطان وأورام بدرجاتٍ متفاوتة؛ أخطرها حالة الأسير ناصر أبو حميد.
ومؤخراً أعلن النادي عن إصابة جميع الأسرى المرضى في عيادة “سجن الرملة” بفيروس كورونا، وحمّل في بيان له، إدارة سجون الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة الأسرى المرضى، واصفاً الأمر بـ”الكارثة..”؛ إذ يتعمّد الاحتلال نقل عدوى الجائحة إلى داخل المعتقلات بكافة الطرق والوسائل ضمن سياساته العنصرية والمرفوضة دولياً، وزاد أن المئات من الأسرى تعرضوا للإصابة بفيروس “كورونا“ منذ بداية انتشار الوباء، وكان من ضمنهم مرضى وكبار في السّن.