“عين على الصين” 76: الحزب الشيوعي يقيّم الإنجازات وأخطاء الماضي

مشاركة المقال

مدار: 23 كانون الأول/ ديسمبر 2021

مازالت رحى الحرب التكنولوجية تشهد اتساعا، خصوصا في ظل العقوبات الأخيرة التي فرضها الكونغرس الأمريكي على العملاقين الصينيين هواوي و “زي تي أو – ZTE” من خلال تبني قوانين تحد من تواجد الشركتين الصينيتين في السوق المحلي بالولايات المتحدة.

نستهل جولتنا “عين على الصين” من السياسة الداخلية، إذ تناولت صحيفة “غلوبال تايمز“، ما أطلقت عليه “القرار التاريخي” الثالث منذ تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، بعد كل من قراري ماو تسي تونغ (1945) ودينغ شياوبينغ (1981).

وفي تفاصيل الخبر، تحدثت الجريدة عن أن قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح التنظيم، الممتد لمائة عام، يعتبر جزءا من السيرورة التي شهدها على مدار العقود الماضية: ركز قرار عام 1945 على تأسيس الحزب ومقاومته العدوان الياباني، فيما أعلن قرار عام 1981 أن الثورة الثقافية كانت “خطأ”، مع التركيز على الحفاظ على مركزية فكر ماو تسي تونغ.

وفي خبر آخر نطالع ضمن “غلوبال تايمزقرار الجلسة العامة السادسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، القاضي برفع “مركز” شي إلى مستوى كل من دينغ وتونغ.

وحضر الجلسة العامة السادسة، حسب “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، 370 من كبار القادة، فيما ركزت على الإديولوجيا وبناء الحزب، كما سلطت الضوء على فكر شي جين بينغ في قيادة كل من “الحقبة الجديدة” للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وثقة الحزب الشيوعي الصيني في قيادة العمليات نحو تحقيق الرخاء المشترك وأهداف التجديد الوطني.

وفي ما يتعلق بالعلاقات الدولية للصين، تطرقت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” إلى تشجيع الرئيس الصيني نظيره بايدن على تبني سياسة “عقلانية” في ما يخص تايوان، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي إلى التعبير عن أن التوترات المتصاعدة في تايوان خطيرة، وذلك خلال الاجتماع الأول الذي جمع الزعيمين.

ووفق الصحيفة ذاتها فإن بايدن عبر عن أن الولايات المتحدة لا تدعم النزعة الانفصالية التايوانية، وعن أنه يجب على القادة التأكد من أن “المنافسة… لا تنحرف إلى الصراع”؛ وذلك في معرض المناقشات حول تأشيرات الصحافيين والتجارة الثنائية ومراقبة الأسلحة.

في خبر آخر نطالعه أيضا على “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” فإن الكونغرس الأمريكي فرض عقوبات جديدة على العملاقين هواوي و “زي تي أو” في السوق المحلية الأمريكية من خلال قانون المعدات الآمنة.

وأبرز المنبر الإعلامي ذاته أنه رغم منع الشركتين من شراء المعدات من الولايات المتحدة إلا أن الغموض القانوني مكن الشركات الصينية من ترخيص المنتجات على الأراضي الأمريكية، في وقت قامت واشنطن بعرض 1.9 مليارات دولار أمريكي على شركات الاتصالات التابعة لها من أجل أن تحل محل المعدات الصينية.

ومرورا إلى الشأن البيئي تناولت “آجيا نيكاي” مقترحات التعاون غير المتوقعة بين الجانبين الأمريكي والصيني في كوب 26، الذي تمخض عنه التزام مشترك بالعمل ضد تغير المناخ.

واتفقت حسب “كربون بريف” أكبر دولتين منتجتين للانبعاثات في العالم على التعاون في مجال إزالة الكربون، نقل التكنولوجيا وحماية الغابات، وكذلك إنشاء مجموعة عمل مشتركة واتخاذ تدابير ملموسة، مثل التعهد بتطوير خطة للحد من غاز الميثان بحلول عام 2022.

وفي المجال الاقتصادي تناولت “كايكسن غلوبال” افتتاح بورصة بيكين، الذي شهد تواجد 81 شركة وتداول 1.5 مليار دولار أمريكي. وتهدف البورصة ذاتها إلى دعم الشركات الصغرى والمتوسطة بشكل حصري.

وأوضحت “سي جي تي إن” أن عشرة من الأسهم المدرجة أكملت الاكتتابات العامة الأولية وبأكثر من الضعف في أسعار الأسهم، كما أغلقت شركة Henan Tongxin Transmission المصنعة لقطع غيار السيارات بما يقرب 500% فوق سعر الاكتتاب العام.

وفي خبر آخر من “سيكث تون” نقرأ عن تحقيق مهرجان التسوق عبر الإنترنت “يوم العزاب” مبيعات قياسية بلغت 84.4 مليار دولار أمريكي لـ Alibaba و54.6 مليار دولار أمريكي لـ JD.com.

وأبرزت “سي جي تي إن” أنه تماشيا مع أهداف الرخاء المشترك والبيئة، تعطي منصات التجارة الإلكترونية الأولوية للمبادرات الخضراء والعلامات التجارية الوطنية والمنتجات الريفية. وتقلل JD.com بمعدل 26000 طن من انبعاثات الكربون من خلال استخدام عبوات قابلة لإعادة التدوير وعربات توصيل كهربائية.

وارتباطا بحياة الناس والشؤون الثقافية فإنه حسب “سيكسث تون” رغم المبيعات القياسية في يوم العزاب، إلا أن وتيرة التجارة تتباطأ في مواجهة الحركة المناهضة للاستهلاك وتنظيم قطاع التكنولوجيا الضخمة المعروفة بالـ “البيغ تيك”.

كما أنه حسب “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” فإن عدم المساواة الاجتماعية والتلوث البيئي والارتباطات السلبية المتزايدة بالتسوق (مثل القلق والخوف) من بين أسباب معارضة الاستهلاك المفرط؛ كما دعم “الجيل Z” حملات وسياسات “عدم الشراء” للسيطرة على عمالقة الإنترنت.

وفي خبر آخر نطالع في “سيكسث تون” أن قطاع التصنيع في الصين يواجه صعوبات في توظيف الشباب، الذين يفضلون الوظائف المؤقتة الأقل شدة والأفضل تعويضا.

وفي تفاصيل الخبر نجد أن 41.1% من السائقين في تطبيق Didi لتوصيل الركاب و35.2% في منصة التوصيل Meituan قادمون من المصانع، حيث تكون الأجور في المتوسط أقل مما هي عليه في قطاعات البناء والنقل والخدمات اللوجستية والتخزين.

وفي آخر خبر لدينا من “سيكث تون“، تناول موضوع سعي الإنتاجات الصينية إلى الأسواق الدولية من خلال منصات البث عبر الإنترنت، مستوحية ذلك من النجاح العالمي للأفلام والمسلسلات الكورية.

وأوضحت المنصة الإعلامية ذاتها أن استطلاعا أجرته iQiyi، وهي خدمة بث تضم أكثر من 100 مليون مشترك، أظهر أن واحدا من كل ثلاثة مشاركين من 26 دولة يشاهد المحتوى الصيني. هذا وأطلقت Netflix ومقرها الولايات المتحدة مسلسلًا أصليا باللغة الصينية، وأعلنت تكييف فيلم الخيال العلمي الصيني الأكثر مبيعًاThe Three Body Problem.

ميم من مجموعة “Don’t Buy” على وسائل التواصل الاجتماعي لمهرجان التسوق في يوم العزاب [دوبان بواسطة سيكسث تون].

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 76 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة