“عين على الصين” 75: الصادرات الصينية تدعم السيطرة على الضغوط التضخمية في شمال الكرة الأرضية

مشاركة المقال

مدار: 10 كانون الأول/ ديسمبر 2021

تسببت الفيضانات التي ضربت الصين في الأشهر الماضية في وضع هذا البلد الآسيوي ضمن البلدان المعرضة لخطر انتشار البعوض الحامل للأمراض، لكن نهج بيكين طريق الطاقة النظيفة من المتوقع أن يقي البلاد من أي أضرار مهمة.

نستهل نشرتنا الأسبوعية “عين على الصين” من العلاقات الدولية للصين، التي نطالع على “بلومبرغ” أنها أصبحت أكبر مصدر للقاحات، مع توفرها على ما يزيد عن 1.5 مليار لقاح كوفيد، ما جعل الأدوية الصينية تنافس الشركات الغربية العملاقة.

وفي تفاصيل الخبر يبرز المصدر ذاته أن شركة Walvax Biotechnology أصبحت تستحوذ على 40% من سوق Pfizer في الصين (5.8 مليارات دولار أمريكي) في ما يخص لقاحات الالتهاب الرئوي، في حين تستعد كل من Sinovac وInovax Biotech (HPV) للاستحواذ على جزء مهم من السوق العالمي (جذري الماء وشلل الأطفال).

وقد وصلت اللقاحات الصينية حسب الوكالة ذاتها إلى هذه المرحلة من خلال أسعارها المنخفضة، واعتماد الدول النامية على هذه اللقاحات.

وفي خبر آخر، هذه المرة من “كايكسن غلوبال“، تطلعنا الجريدة على توقيع عملاقي الطاقة سينوبك وسينوكيم على أكبر عقود واردات خاصة بالغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل في ظل ارتفاع الأسعار.

وتعتبر الولايات المتحدة، حسب المصدر ذاته، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال (5.8 ملايين طن)، تليها قطر (5.5 ملايين طن)، ثم روسيا (5.16 مليون طن).

وأرجع المنبر ذاته هذا الارتفاع في واردات الغاز الطبيعي المسال (67 مليون طن) بنسبة قدرت بـ11.7% مع حلول 2020 إلى رغبة الدولة الصينية في الوصول إلى هدفها المتمثل في الحد من الانبعاثات.

وعلاقة بالشأن الدولي أيضا، تناولت “آجيا تايمز” موضوع زيادة الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة (30%) وأوروبا (50%) خلال الوباء، ما ساعد حسبها في السيطرة على الضغوط التضخمية في شمال الكرة الأرضية.

واعتبرت الجريدة ذاتها أن من الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة إنتاج الصين ما يقرب من 30% من إجمالي السلع الاستهلاكية الأمريكية، وما يعادل 14% من الناتج المحلي الإجمالي الصناعي الأوروبي، خالصة إلى أن هذه الزيادات في الصادرات كانت وراء فسح المجال لتحفيز نقدي ومالي كبير في الدول الصناعية.

وإلى الشأن الاقتصادي حيث نقرأ في “الفاينانشيال تايمز” خبرا حول زيادة المستثمرين الدوليين من حيازاتهم للأسهم والسندات الصينية لتصل إلى 1.1 تريليون دولار أمريكي، (بزيادة فاقت 120 مليار دولار أمريكي عام 2021)، على الرغم من التقلبات الأخيرة.

وتحدث المصدر ذاته عن أنه رغم وجود تسقيف للملكية الأجنبية للشركات الصينية في 30%، بالإضافة إلى اللوائح الأخيرة الخاصة بقطاعات التكنولوجيا والتعليم والعقارات، مازالت ثقة المستثمرين في الصين مرتفعة، في حين تواجه الاقتصاديات المتقدمة شكوكا حول العائدات.

وفي خبر آخر على علاقة مع الاقتصاد، تطرقت “غلوبال تايمز” لدعم مؤسسات التصنيع الصغيرة والمتوسطة الحجم، بحيث خفضت الحكومة الصينية الضرائب والرسومات الإدارية المفروضة عليها، في وقت تجاوز الدعم 142 مليار دولار أمريكي عام 2021.

 وسعيا من الدولة الصينية إلى تخفيف ضغوط الاقتصاد التنازلي، دعا رئيس مجلس الدولة، لي كه تشيانغ، إلى سياسة ضريبية جديدة، وكذلك نصح المؤسسات المالية بالتخلي عن الأرباح لدعم الاقتصاد الحقيقي، من خلال دعم أكثر من 100 مليون كيان سوقي حقيقي، وفق الصحيفة ذاتها.

وفي ما يخص السياسة الداخلية للصين، ركزت كل من “كايكسن غلوبال” و”غلوبال تايمز” على إصدار الحكومة الصينية “إشعارا تصحيحيا” يخص 38 تطبيقا بسبب انتهاكات الخصوصية، بما في ذلك الجمع المفرط لبيانات المستخدمين والمعلومات المضللة.

وفي تفاصيل الخبر نطالع أن قانون حماية المعلومات جاء من أجل أن يكرس الشفافية ويطالب الشركات بإخطار المستخدمين بالمعلومات الشخصية التي يتم جمعها، والبيانات التي تتم مشاركتها مع أطراف ثالثة. فيما يمكن أن تؤدي المخالفات القانونية، حسب المصدرين، إلى غرامات تصل إلى 7.8 ملايين دولار أمريكي أو 5٪ من الإيرادات السنوية.

وعلاقة بالشأن البيئي، تعمل الصين حسب “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” على التحول خلال السنوات الأخيرة من النمو المعتمد على الوقود الأحفوري، “مهما كلف ذلك”، إلى نمو ذي جودة أعلى.

واعتمد المصدر ذاته في تبرير ذلك على أن الضباب الدخاني عام 2013 أثر على حوالي ربع سكان الصين (600 مليون شخص)، وهو الأمر الذي دفع القادة إلى التفكير في تطوير خطط البلاد البيئية، وهو ما تم من خلال التنصيص عليه في الدستور، بحيث خفضت بكين تركيز PM2.5 إلى النصف، ومنذ ذلك الحين أصبح يتم نشر البيانات علنيا.

وفي خبر آخر ذي علاقة بالصحة سلطت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الضوء على تقرير لـ”لانسيت“، حمل خبر المخاطر الصحية المتزايدة التي قد يواجهها الصينيون بسبب تغير المناخ.

وأظهرت الدراسة زيادة في البعوض الحامل للأمراض والوفيات المرتبطة بموجات الحر (وصلت إلى 14500 في 2020 – ما يقرب من ضعف المتوسط التاريخي بين 1986 و2005) مع تواتر الفيضانات وشدتها. لكن التقرير نفسه أبرز الإيجابيات التي حققتها الصين من خلال تطوير الطاقة النظيفة والتقليل من كثافة الكربون.

ومن ضمن الأخبار التي غطت الحياة اليومية للشعب الصيني نطالع في “سيكسث تون” و”غلوبال تايمز” إعلان مستشفى شنغهاي للأطفال عن افتتاح أول عيادة في البلاد للأطفال والمراهقين المتحولين جنسيا.

وفي تفاصيل الخبر أبرز المصدران أن العيادة جاءت من أجل معالجة مشكلات العلاقات العاطفية والأسرية التي يواجهها أربعة ملايين شخص من المتحولين جنسيًا في الصين، بحيث يعاني 61.5٪ منهم من الاكتئاب وأشكال مختلفة من التمييز، كما مازال يتعين عليهم الحصول على شهادة “مرض عقلي” للوصول إلى الهرمونات أو الاستفادة من جراحة تغيير الجنس.

ونختتم جولتنا هذه من “غلوبال تايمز” و”ماركوتينغ تو تشاينا“، وتناولهما احتفال الصين، أكبر سوق للرياضات الإلكترونية في العالم، بفوز فريق إدوارد جيمنج (EDG) في بطولة العالم “ليج أوف ليجندز”.

وفي علاقة بالخبر أبرز المصدران أنه عام 2003، صنفت الحكومة الصينية الرياضات الإلكترونية – مسابقات ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين – بأنها رياضة رسمية، كما تم منح التراخيص للاعبين كلاعبين محترفين.

 وأضافت الصحيفتان أنه مع وجود 488 مليونا من عشاق الرياضة الإلكترونية فقد ارتفعت إيرادات الصناعة بنسبة 44%، لتصل إلى 21.4 مليار دولار أمريكي عام 2020.

“إدواراد غايمين” تفوز ببطولة العالم للرياضات الإلكترونية، 6 نوفمبر 2021 [CFP بواسطة CGTN]

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 75 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة

أمريكا

كيف عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

مدار: 07 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أعطى الناخبون الأمريكيون أصواتهم لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته اليمينية المعادية للمهاجرين والعرب والمسلمين. بهذا، يضمن