“عين على الصين” 74: الصين تطور سبلا لخفض الانبعاثات المضرة على مستوى العالم

مشاركة المقال

مدار: 07 كانون الأول/ ديسمبر 2021

تحاول الصين في الأعوام الأخيرة العمل على إشكاليتين تعتبرهما من ضمن أولوياتها، تتمثلان في الخفض من الانبعاثات الكربونية ومحاربة كل أنواع هدر الطعام المترتبة عن الاستهلاك غير المعقلن.

نستهل جولتنا ضمن دورية “عين على الصين” من العلاقات الخارجية للصين، والبداية من جريدة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” التي تطرقت للدعوة التي وجهها الرئيس الصيني إلى قادة الدول المتقدمة من أجل خفض معدل الانبعاثات، ودعم الدول النامية في إطار مشاركته في قمة قادة الدول العشرين.

وتوسعت “مونثلي ريفيو” في الموضوع، إذ تناولت أن 72% من الدول التي ارتفعت فيها معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد هي دول متقدمة، في حين أن 89% من البلدان التي تقل عن المتوسط العالمي هي بلدان نامية.

وأضاف المصدر ذاته أن الولايات المتحدة تعتبر أكبر مصدر لانبعاث الكربون في العالم، كما أن نصيب الفرد من الانبعاثات في الصين لا يتجاوز 40% من مثيله في الولايات المتحدة (2019).

وفي الشأن الخارجي أيضا نطالع في نبأ آخر على “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” حول اللقاء بين وزيري خارجيتي الصين والولايات المتحدة، وانغ وبلينكن، في روما؛ لكن الخلافات بشأن تايوان يمكن أن تهدد الاجتماع الذي سيجمع بين بايدن ونظيره الصيني، تشي، أواخر العام الجاري.

وفي تفاصيل الخبر، ذكر المصدر ذاته أن التصريحات أدلى بها كل من بايدن وبلينكن حول “الدفاع” عن الجزيرة وحضورها في الأمم المتحدة، أثارت الكثير من الجدل، في ظل تحفظ واشنطن في ما يخص الاعتراف الرسمي بـ”الصين الواحدة”.

وأضافت الصحيفة أن الصين تؤكد دائما أن تجنب المواجهة هو من “المهام العاجلة”.

وبانتقالنا إلى الشأن الداخلي للصين نطالع على “سيكث تون” تطبيق الصين قانون حماية المعلومات الشخصية (PIPL)، الذي ينظم جمع البيانات واستخدامها ونقلها من أجل حماية خصوصية المستهلك.

وتضيف “الفاينانشال تايمز” أن (PIPL) جاء استجابة للمخاوف العامة حول جمع البيانات من قبل شركات التكنولوجيا، خصوصا أن المعطيات حسبها تشير إلى أن 98.5% من الصينيين الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالقلق حيال هذا الموضوع.

ويسترسل المصدر ذاته بأن القانون جاء بسبب الطلبات الكثيرة من أجل التدخل؛ ومن الأمور التي سيحملها أنه سيكون هناك ضباط حماية، سيتقاضون رواتب عالية (تصل إلى 9830 دولارا أمريكيا شهريا).

وفي خبر آخر يعالج الشأن المحلي كتبت وكالة “بلومبرغ” أنه مع ارتفاع أسعار الخضروات الشهر الماضي، التي وصلت إلى 28%، قامت الحكومة الصينية بتعزيز حملتها الشاملة لمكافحة هدر الطعام.

وتطرقت “غلوبال تايمز” في الشأن ذاته إلى الارتفاع العالمي في أسعار الغذاء في الربع الثاني بنسبة وصلت إلى 25% على أساس سنوي، مشيرة في الآن نفسه إلى أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الفحم، ساهمت في زيادة إنتاجية المحاصيل الصديقة للبيئة.

وأضاف المصدر ذاته أن الحكومة تعمل على خطة من أجل الحد من النفايات من خلال تنزيل 28 إجراء تنظم مختلف المناحي، من الإنتاج إلى الاستهلاك، إضافة إلى المواصلة في “حملة اللوحة النظيفة”.

وعلاقة بالشأن الاقتصادي أبرزت “غلوبال تايمز” أنه تم تضمين سندات الحكومة الصينية في مؤشر FTSE Russell؛ فيما عزت الأمر إلى زيادة ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد الصيني.

هذا ويعتبر مؤشر FTSE Russell من بين أفضل ثلاثة مؤشرات عالمية تضم السندات الصينية، بعد كل منBloomberg Barclays  (2019) وJP Morgan (2020) حسب “سي جي تي إن“.

 وفي الوقت نفسه أبرز المصدر ذاته أن اليوان حافظ على نسقه التصاعدي، إذ بلغ الفائض التجاري الصيني التاريخي 634.9 مليار دولار أمريكي منذ أكتوبر الماضي.

ننتقل إلى المجال الزراعي، الذي تناولت ضمنه “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” موضوع تطوير العلماء تكنولوجيا تقوم بإنتاج الأعلاف الحيوانية من المنتجات الثانوية للغازات الصناعية، بحيث من الممكن حسب المصدر ذاته أن تقلل من واردات فول الصويا ومن الانبعاثات الكربونية.

وأبرزت الجريدة ذاتها أن إنتاج البروتين الخلوي Clostridium autoethanogenum من أحادي وثنائي أكسيد الكربون، عبر الاعتماد على العمليات الصناعية، يمكن أن يقلل من اعتماد الصين على فول الصويا المستورد (80% من إجمالي الاستهلاك)، بالإضافة إلى إحداث ثورة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وفي ما يتعلق بالشأن البيئي تطرقت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” إلى أن خطة إزالة الكربون في طريقها نحو تحقيق أهدافها المتمثلة في تحويل قطاعي التصنيع والطاقة في الصين، مشيرة في الوقت نفسه إلى ذلك من المرجح أن يجعل الصين أكبر مورد في العالم لمعدات نقل وتحويل الطاقة.

ولم يفت الجريدة ذاتها التذكير بأن الصين تنتج 70% من الألواح الشمسية في العالم، و40% من توربينات الرياح؛ فيما تمثل منشآت الطاقة الجديدة في البلاد 37% من الإجمالي العالمي (2020)، بالإضافة إلى النمو الذي عرفته كل من قدراتها من الطاقة الريحية التراكمية بـ35% في العام الماضي، ومبيعات السيارات الكهربائية الجديدة بنسبة 170%.

وبتعريجنا على المجال الصحي نطالع في “كايكسن غلوبال” كيف أن شنغهاي سخرت فرقها الطبية بعد ساعات من إخطارها بوجود حالة واحدة مصابة بكوفيد-19 في ديزني لاند، بحيث أجرت اختبارات على ما يزيد عن 33000 شخص.

وتم حسب “تشاينا ديلي” نقل الزوار إلى منازلهم بعد الاحتواء السريع لهذه المنطقة، ولم يتم العثور على أي حالات جديدة، مما قوبل بالثناء من قبل الجمهور.

وأَشار المصدر ذاته إلى دفاع خبير أمراض الجهاز التنفسي زهونغ نانشان عن إستراتيجية القضاء على انتشار فيروس كورونا التي تتبعها بلاده، واصفا إياها بأنها أقل تكلفة من التعايش مع المرض.

وفي الإطار الصحي نفسه تناولت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” دراسة تقول إنه من الضروري أن تشهد معدلات التدخين في الصين انخفاضا سريعا من أجل تجنب ارتفاع الوفيات المرتبطة بالسرطان، خصوصا في ظل النتائج المفترضة للعقدين المقبلين.

وأشار المصدر ذاته إلى أن معدل الوفيات المرتبطة بالتدخين من المتوقع أن يعرف زيادة في العشرين سنة القادمة، قد تصل إلى 44% لدى الرجال و53% لدى النساء، وهو ما يمثل 8.6 ملايين حالة وفاة.

وأضافت الجريدة أن معدل التدخين انخفض إلى الحد الأدنى من 30% إلى 26.6% في الفترة بين 2000 و2016، لكن الحكومة تهدف إلى خفضه إلى 20% بحلول 2030.

وفي آخر خبر لدينا في جولتنا نطالع على “غلوبال تايمز” أن دراسات استقصائية خلصت إلى أن 79.8% من الصينيين قلقون بشأن تغير المناخ، وأن 97% يؤيدون سياسات الحد من الانبعاثات.

وهو الأمر الذي أكدته “تشاينا ديالوغ” من خلال إبرازها أنه في ظل احتلال تلوث الهواء وتهديدات الأمراض المرتبة الأولى بين المخاوف المتعلقة بالانبعاثات تم تصنيف الحكومة كأهم جهة فاعلة في مكافحة التغير المناخي.

وأشار المصدر ذاته إلى أن واحدا من كل 5.5 صينيين يستعملون 20 مليون دراجة مشتركة في البلاد، تغطي ما يزيد عن 360 مدينة.

تميمة “لينا بيل” تلوح بزوار منتجع شنغهاي ديزني بعد إعادة الافتتاح ، 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 [شينخوا]

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 74 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة

أمريكا

كيف عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

مدار: 07 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أعطى الناخبون الأمريكيون أصواتهم لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته اليمينية المعادية للمهاجرين والعرب والمسلمين. بهذا، يضمن