مدار: 08 تشرين الأول/ أكتوبر 2021
نستهل العدد الـ 69 من دوريتنا “عين على الصين” من قراءة قصة إحدى الشركات العقارية على “نيكاي آجيا“، التي أوردت أن مجموعة “إيفين غارد” التي تأسست سنة 1996 بعدد قليل من الموظفين استفادت من الطفرة العقارية التي عرفها العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، محققة بذلك أرباحا تقدر بـ 78.4 مليار دولار أمريكي خلال السنة الماضية.
النبأ الذي أتي في الشأن الداخلي استأثر باهتمام “سي جي تي إن” الحكومية، مشيرة إلى تتخصص الشركة المذكورة في العقارات الموجهة إلى الطبقة المتوسطة بتكاليف منخفضة، وكان مؤسسها شو جيانين أغنى شخصية صيني عام 2017 (45 مليار دولار أمريكي)، كما انضم إلى أعلى هيئة استشارية في البلاد، المعروفة بـ “المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني – CCPPC”.
وفي السياق ذاته، قال موقع “برازيل دي فاتو” إن تزايد ديون شركة “إيفين غارد” التي تزيد عن 300 مليار دولار أصبح يهددها بالإفلاس، بعد أن تصاعدت احتجاجات الدائنين لعدة أشهر.
ونتابع لدى “كايكسين غلوبال” أن سياسة الدولة الجديدة تروم الحد من المديونية المرتفعة لشركات البناء منذ السنة الماضية، كما أن حوالي نصف مشاريع الشركة التي يزيد عددها عن 800 معلق؛ وفي هذا السياق أصبح من المتوقع أن تتدخل الحكومة الصينية.
وبين تقرير لصحيفة “الواشنطن بوست” أن الصين تتفوق على الولايات المتحدة في العديد من قطاعات التكنولوجيا الفائقة، خاصة الأجهزة، لكنها تبقى متخلفة في مجال البرمجيات. وتهيمن الشركات الصينية المدعومة من طرف الحكومة على مبيعات الهواتف الذكية، بنسبة 58 بالمائة خلال السنة الجارية، بينما تستحوذ الولايات المتحدة على 15 بالمائة.
وفي مبيعات الألواح الشمسية حققت الصين 67 بالمائة سنة 2020 مقابل 1 بالمائة للولايات المتحدة. أما في قطاع الطائرات التجارية بدون طيار (الدرونز) فاستحوذت الصين على 80 بالمائة من السوق الداخلية الأمريكية خلال الربع الأول من السنة الماضية، بينما اكتفت الأخيرة بـ 4 بالمائة فقط. أما في معدات الاتصال فيضع التنين الصيني يده على 36 بالمائة من إيرادات سنة 2020، مقابل 9 بالمائة لدى بلد العام سام. لكن الصين مازالت متخلفة في قطاع أشباه الموصلات، إذ باعت 4 بالمائة خلال السنة الفائتة على عكس الولايات المتحدة التي تتصدر الأرقام بنسبة 47 بالمائة، وفق المصدر ذاته.
أما في الملف الجيوسياسي فأشار كل من “بيبلز ديسباتش” و”غلوبال تايمز” إلى إعلان أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن تحالف عسكري جديد (أوكوس)، مع اتفاق لتوريد غواصات نووية إلى أستراليا. ورغم عدم ذكر ذلك صراحة فإن الصين هي هدف “الاتفاق الأمني” الذي يؤشر على “سباق تسلح” إقليمي، ما دفع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إلى إلغاء زيارته المقررة إلى كانبيرا؛ في حين ألغت أستراليا عقدا للحصول على غواصات فرنسية، ما اعتبرته باريس “طعنة في الظهر”.
والشأن ذاته، أصبحت إيران عضوًا كامل العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون، وذلك أثناء قمة الذكرى العشرين في دوشانبي بطاجيكستان، وفق ما ذكرته “ذي ديبلومات“، و وكالة “شينخوا“.
وبعد 16 عامًا التي كانت تتمتع فيها بصفة المراقب، انضمت إيران إلى الصين وروسيا وباكستان والهند وأعضاء آخرين من آسيا الوسطى. وأشار المصدران إلى أن تحقيق الاستقرار في أفغانستان – دولة مراقبة – هو أولوية منظمة شنغهاي للتعاون، حيث يدعو الإعلان المشترك الصادر عن القمة إلى “عالم أكثر تمثيلا وديمقراطية وعدالة ومتعدد الأقطاب”.
وقالت “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” إن بكين أمرت شركات التعدين الصينية التي انتهكت القوانين في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالمغادرة، حيث تراجع كينشاسا صفقات البنية التحتية مقابل المعادن. وقال وو بنغ، الدبلوماسي البارز في المنطقة، إن الحكومة الصينية ستعاقب الشركات، بينما يمارس صندوق النقد الدولي ضغوطًا على جمهورية الكونغو الديمقراطية “لتنظيف” الصفقات الأجنبية لتمكينها من الوصول إلى خط ائتمانها البالغ 1.5 مليار دولار.
وإلى الملف البيئي وقضايا الزراعة، إذ تعهد الرئيس الصيني، شي جي بينغ، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تتوقف بلاده عن بناء محطات الفحم في الخارج، كما ستدعم البلدان النامية في مشاريع الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية.
وحسب “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” و وكالة “رويترز” فإن الصين – من خلال الكيانات العامة والتجارية – تمثل 13 في المائة من طاقة الفحم المنتجة خارج الصين، والتي كانت قيد التشغيل أو قيد التطوير بين 2013 ومنتصف 2019، في حين أن الإجراءات الصينية المستقبلية في هذا السياق يمكن أن تؤثر على 44 محطة فحم دولية، وهي صناعة تبلغ قيمتها حوالي 50 مليار دولار أمريكي.
وفي سياق متصل، أوضحت “كايكسين غلوبال” و”ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن كبار منتجي الفحم في الصين ينضمون إلى تجربة تجارة الطاقة الخضراء لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون.
ويسمح البرنامج للجهات التي كانت سابقا تتسبب في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشراء الطاقة الخضراء مباشرة، وبالتالي تعويض الانبعاثات وتمويل قطاع الطاقة المتجددة عالي التكلفة. ومن المفترض أن يشهد هذا تداول 20-30 مليار كيلوواط/ ساعة من الطاقة الخضراء خلال العام المقبل.
وضمن الشؤون الثقافية والحياة اليومية، نقرأ على “سيكسث تون” أن الإصدار الصيني من تطبيق “تيك توك” قام بالحد من استخدام التطبيق لدى الأطفال أقل من 14 سنة إلى 40 دقيقة في اليوم. وجاء الإعلان عن الخطوة في خضم إجراءات حكومية لثني القاصرين عن قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت، وتوصي المزودين “بتطبيق أدوات إدارة الوقت، وقيود الميزات، وقيود الشراء للمستخدمين دون السن القانونية”.
ونختم من “تشاينا دايلي” التي سلطت الضوء على تخليد الصين ذكرى مرور 90 سنة على موقعة 18 أيلول/ سبتمبر، إذ امتدت الحرب 14 سنة جراء العدوان الياباني بين سنوات 1932 و1945. وخلال “موقعة موكدين” سنة 1931، تم استخدام انفجار محطة القطار شمال شرق شنيانغ كذريعة لغزو ياباني واسع النطاق.
وأثناء الاحتفالات تم تنظيم الأنشطة وأطلقت صفارات الإنذار في المدن في جميع أنحاء البلاد لتذكر 35 مليون صيني راحوا ضحية لتلك الحرب، يوضح المنبر نفسه.
أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.