مدار: 28 أيلول/ سبتمبر 2021
في ظل الواقع الجديد الذي فرضته الجائحة، وأبان عن ضرورة تضافر الجهود بين الدول من أجل تجاوز هذا الوضع، لم توقف الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها التي استهدفت حتى القطاع الصحي، وكان آخرها تسبب الحصار الأمريكي في منع التبرعات الطبية الصينية لكوبا.
في دوريتنا “عين على الصين” لهذا الأسبوع نفتتح بأخبار عن الوضع الداخلي، ونبدأ من صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، التي تناولت تأكيد محكمة الشعب العليا مجددا على عدم شرعية ثقافة العمل بخدمة الطلب عبر “996”، وقيامها في خضم ذلك بالتفصيل في 10 قضايا نزاعات عمالية مشتركة.
وتحدثت الصحيفة عما أثاره من جدل وغضب تبني أسبوع العمل من 9 صباحا حتى 9 مساء، الذي يتم العمل به طيلة 6 أيام في الأسبوع، خصوصا في ظل بروز حالات وفيات متعلقة بالإرهاق في العمل.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الممارسات تمس بالأساس كلا من عمال التوصيل والمبرمجين، مضيفا في الآن نفسه أن قطاع التكنولوجيا المتنفذ يؤدي إلى تفاقم هذه الممارسة ويمكن أن يتأثر أكثر من غيره.
ونطالع في “بلومبرغ” خبرا حول تبرعات بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي مصدرها سبع شركات صينية كبرى ومليارديرات، متجاوزة إجمالي ما تم تجميعه العام الماضي بنسبة 20%.
وهو الأمر الذي أكدته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، موردة أن ذلك يأتي وسط دعوة الرئيس تشي إلى المساهمة في خطة “الرخاء المشترك”، التي تهدف إلى الحد من عدم المساواة في الصين، وهو الأمر الذي تجسد على أرض الواقع من خلال تعهد منصة Pinduoduo بتقديم تبرع بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي للتنمية الريفية، بعد أن حققت قفزة في أرباحها بنسبة 89%.
كما تناولت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“، في خبر آخر، تنظيم الحكومة نوادي المعجبين “الفوضوية” عبر الإنترنت، للحد من الممارسات المدفوعة بالربح وحماية رفاه الشباب الصيني.
وأردفت صحيفة “غلوبال تايمز” بأن نوادي المعجبين أصبحت منظمة ذاتيا وصناعة تنافسية تدر أرباحا (21.6 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2022) وتوظف “معجبين محترفين” لتغطية أعمال المشاهير عبر الإنترنت. وفي هذا الإطار حسب الصحيفة ذاتها فقد أزالت الحكومة 5300 حساب ومجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصدرت خطة تصحيح من 10 نقاط.
وفي خبر آخر تطرقت “كايكسين غلوبال” لتحديد الصين وقت لعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت للشباب دون سن 18 عاما في ثلاث ساعات أسبوعيا.
وأبرزت الصحيفة ذاتها أن 62.5% من القاصرين هم من اللاعبين عبر الإنترنت وسيتم منعهم من اللعب في أيام الدراسة، كما سيتم التحكم في ذلك من خلال التحقق من الاسم الحقيقي.
وبسبب هذه الإجراءات انخفضت الأسهم الأمريكية لشركة NetEast بـ3.4-% وTencent بـ1.1-%، لكن رغم ذلك يظل القاصرون يمثلون جزءا صغيرا (2.6٪، Tencent) من الإيرادات المحلية للصناعة (359 مليار دولار أمريكي، تقدير 2021)، وفق المصدر ذاته.
وفي خبر ذي علاقة بالتعليم أبرزت “تشاينا ديلي” أن الحكومة الصينية زادت من جهودها لإصلاح التعليم، ومن الخطوات التي تم تبنيها تقليل كمية الاختبارات الكتابية والواجبات المنزلية في المدارس الابتدائية والمتوسطة.
وتابع المصدر ذاته بأن هذا التعديل يهدف إلى تغيير تنسيق الاختبارات ومعايير التقييم ومنع تصنيف درجات الاختبار أو نشرها، وذلك من أجل تقليل الضغط على الطلاب والأسر في ظل نظام تعليمي شديد التنافسية، خصوصا أنه حسب المسح الوطني 67% من الطلاب يعانون من خلل في النوم.
وفي آخر خبر لدينا، متعلق بالسياسات الداخلية للصين، نطالع في “سيكث تون” تقديم بكين نظام تناوب لكبار المعلمين ومديري المدارس بين المدارس العامة في المدينة من أجل تعزيز المساواة في التعليم.
واسترسلت الصحيفة في الخبر من خلال تطرقها إلى أنه من أجل معالجة تركز كبار المعلمين في عدد صغير من المدارس سيبدأ البرنامج في منطقتين، وسيتوسع إلى ست مناطق أخرى بحلول نهاية العام، موردة أن البرنامج يهدف في الآن نفسه إلى مكافحة المضاربة العقارية المتولدة حول المناطق التي توجد بها مدارس النخبة.
وفي خبر متعلق بالعلاقات الخارجية تناولت كل من “سي جي تي إن” و”رويترز” خبرا حمل تأكيد كل من الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، ونظيره الكوبي، ميغيل دياز كانيل، التزامهما المتبادل ببناء الاشتراكية.
وأكد الرئيسان في المكالمة الهاتفية، حسب الصحيفتين، دفاعهما عن السيادة الوطنية، منتقدين العقوبات أحادية الجانب، بما في ذلك الحصار الأمريكي الذي يمنع التبرعات الطبية الصينية لكوبا.
وفي المكالمة ذاتها أكد الرئيس الكوبي أن الجزيرة ستطبق لقاحا مركبا مع جرعتين من Sinopharm وجرعة واحدة من Soberana Plus الكوبي (فعاليته تزيد عن 90%).
ونطالع في “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أنه بعد 18 شهرا من بدء التوترات الدبلوماسية تجاه الصين، فقدت أستراليا سوق اللحوم المجمدة والفحم الصينيين لصالح “حليفتها” الولايات المتحدة.
وهو الأمر الذي تناولته “غلوبال تايمز” بالتفصيل، إذ أكدت أنه بين أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز تراجعت صادرات اللحوم الأسترالية إلى الصين (من 80 إلى 35 مليون دولار أمريكي)، بينما ارتفعت الصادرات الأمريكية (من 68 إلى 107 ملايين دولار أمريكي)، فقد استغل المنتجون الأمريكيون الصراع بين الصين وأستراليا على الرغم من تعهد واشنطن بدعم الشريك المحيطي.
وفي خبر متعلق بالجانب البيئي، أبرزت “ذو وورلد أوف شينيز” أن الصين تخطط لافتتاح 60 متنزها وطنيا جديدا بحلول عام 2035، وتناقش الحلول لـ 12 مليون شخص يعيشون في 1600 محمية طبيعية في البلاد.
وأضاف الخبر ذاته أن الحكومة تواجه تحديات تتمثل في مكوث السكان في مناطق المحميات، حيث الوظائف المعروضة غالبا ما تقوم بدفع القليل، ما يدفع الكثير منهم إلى انتهاك قواعد إدارة الثروة الحيوانية والنفايات. وقد وضعت الحكومة نصب أعينها أن بإمكان السياحة البيئية والإنتاج الزراعي الخاضع للرقابة أن يساعدا في إعالة الأسر.
وفي آخر خبر لدينا في هذه التغطية، ويتعلق بالثقافة، أبرزت صحيفة “سيكث تون” اعتماد صناعة المعجبين في الصين على “عمال بيانات” لزيادة شعبية المشاهير، مع الاستفادة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت الصحيفة أنه في الغالب يتم الاعتماد على النساء من الطبقة الاجتماعية الدنيا، من خلال تحديد طريقة اشتغالهن عبر “الإعجاب وإعادة النشر والتعليق” على منشورات المشاهير، والمشاركة في تصنيفات المشاهير وشراء المنتجات المعتمدة منهم، في حين تتلاعب الخوارزميات بنشاط المعجبين وتشجع السلوكيات المفرطة.
أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.