ثالث جولات الحوار بين الحكومة والمعارضة الفنزويليتين تحرز تقدما

مشاركة المقال

مدار: 28 أيلول/ سبتمبر 2021

جرت الجولة الثالثة من الحوار بين الحكومة الفنزويلية وممثلي المعارضة، بوساطة نرويجية، في العاصمة المكسيكية، ميكسيكو، خلال الفترة بين 24 و27 أيلول/سبتمبر الجاري، حيث توصل الطرفان إلى اتفاقات جديدة.

وأعلن  داغ نيلاندر، ممثل النرويج التي تتوسط في الحوار، إن الطرفين اتفقا على “آليات مشاركة واسعة لتهدئة الأوضاع” في فنزويلا.

وأعلن نيلاندر أنه “تم الاتفاق على عقد عدة جلسات تشاور على الفور مع الفاعلين السياسيين والاجتماعيين الوطنيين والدوليين حتى يتم إنشاء آلية فعالة للتشاور والمشاركة في أسرع وقت ممكن”.

و”يلتزم الطرفان بالتفاوض الفعال لتحقيق نتائج شاملة وطويلة الأجل لصالح الشعب الفنزويلي، وسيقومان بإجراء مشاورات مع الأطراف السياسية والمدنية خلال العملية. وفي الوقت نفسه، هناك اتفاق على احترام الطبيعة الحساسة للمفاوضات لضمان بيئة مواتية يمكن أن تسمح بإحراز تقدم سريع”، يورد الإعلان الصادر عقب المفاوضات.

ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاقات الجديدة، لكن ممثل مملكة النرويج أبرز أن الحوار في المرحلة المقبلة سيركز على النوع في تطوير الحوار والمفاوضات، في حين اتخذ الوفدان الفنزويليان موقفا موحدا من أعمال الكراهية والعنف ضد المهاجرين غير النظاميين الفنزويليين في التشيلي.

 وخرجت نهاية الأسبوع مظاهرة احتجاجية ضد الأجانب الفنزويليين الذين لا يحملون وثائق في مدينة إيكويكو شمالي تشيلي، وأحرق بعضهم أمتعة المهاجرين الذين اتخذوا من ساحة عامة ملجأ منذ أشهر.

 ودانت بعثة الأمم المتحدة في تشيلي “رهاب الأجانب”، ودعت في تغريدة الإثنين “السلطات والسكان إلى التحرك ضمن إطار احترام حقوق الإنسان”. كما دان رئيس تشيلي، سيباستيان بينيرا، أعمال العنف، قائلا في بيان: “ندين بشكل قاطع الاعتداءات الوحشية التي ارتكبتها عصابة خارجة عن السيطرة في حق مجموعة من المهاجرين القادمين من فنزويلا ممن لا يحملون وثائق”، مشددا على أن حكومته ستحاسب المتورطين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال نيلاندر: “أعرب الوفدان عن رفضهما أعمال كراهية الأجانب ضد العائلات الفنزويلية التي حدثت في تشيلي؛ وهذا يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان”. كما أشار المتحدث إلى أن الطرفين أعربا عن شكرهما لمملكة النرويج، وامتنانهما لدور المرافقة الذي تلعبه مملكة هولندا والاتحاد الروسي والدولة المكسيكية التي تحتضن جلسات الحوار.

وفي خطوة رمزية، قام الوفد الممثل للحكومة الفنزويلية بالمطالبة بالإفراج عن الدبلوماسي أليكس صعب، المحتجز كرهينة في الرأس الأخضر منذ أكثر من 400 يوم، وتم ضم ملفه مؤخرًا إلى طاولة المفاوضات، وفق ما نقلته مصادر إعلامية محلية.

جدير بالذكر أن الجولة الثانية من الحوار توصل من خلالها الطرفان إلى اتفاقات تخص التعامل مع جائحة كورونا، بالإضافة إلى مواقف تخص المحيط الإقليمي الفنزويلي، إضافة إلى تعزيز الحوار، وفق ما تابعهمدارفي تغطية سابقة.

أما الجولة الأولى فتمخض عنها توقيع الأطراف على مذكرة تفاهم، يوم الثلاثاء 17 آب/ غشت. ووافقت الجمعية الوطنية الفنزويلية بالإجماع على هذه الوثيقة وجعلتها معيارًا ملزمًا.

وفي سياق متصل، كانت أعلنت المعارضة أنها ستشارك في الانتخابات المحلية، وانتخابات المناطق المزمع إجراؤها خلال تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحافي، يوم الثلاثاء 31 آب/ غشت، نظمه زعيم حزب “الحركة الديمقراطية” هنري راموس ألوب، وزعيم حزب “العدالة أولا” توماس غوانيبا. وقالت الأطراف المذكورة أثناء ذلك: “من هنا نبلغ المجتمع الدولي أننا سنشارك في الانتخابات المحلية، وانتخابات المناطق التي ستجرى في شهر نوفمبر القادم”.

ومن ناحية أخرى، ورغم التقدم الحذر الذي تشهده المفاوضات بين الحكومة الفنزويلية وممثلي المعارضة، من أجل الوصول إلى حلول تخرج البلد من الأزمة الناتجة عن الحصار الغربي المفروض عليها خارج إطار القانون الدولي، تلوح الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات إضافية، ما من شأنه إفشال هذه المفاوضات.

وهدد جيمس ستوري، القائم بالأعمال للمكتب الخارجي للولايات المتحدة في الدول الواقعة في أمريكا الجنوبية، بفرض عقوبات جديدة على فنزويلا. وأوضح الدبلوماسي الأمريكي أن بلاده والاتحاد الأوروبي وكندا “يقومان بتحليل عقوبات جديدة وإجراءات قسرية ضد فنزويلا في حال عدم وجود نتائج على طاولة الحوار”، ما رفضه رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية وممثل الحكومة الفنزويلية أمام طاولة الحوار مع المعارضة، خورخي رودريغيز، مؤكدا أن بلاده لن تستجيب لضغوط الولايات المتحدة.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة