“عين على الصين” 64: الصين تتفوق على الولايات المتحدة في بحوث الذكاء الاصطناعي

مشاركة المقال

مدار: 13 أيلول/ سبتمبر 2021

نستهل جولتنا “عين على الصين” من الملف الجيو-استراتيجي مع خبر سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية بعد حرب استمرت 20 عامًا بقيادة الولايات المتحدة، وسط توقعات بأن تلعب الصين دورًا رئيسيًا في إعادة إعمار البلاد.

 وكلفت الحرب أكثر من 2 تريليون دولار أمريكي ومئات الآلاف من الأرواح، وتركت أفغانستان في حالة اضطراب. بينما تحافظ بكين على اشتغال سفارتها وحوارها مع واشنطن وطالبان، وتؤكد قطع العلاقات مع حركة تركستان الشرقية الإسلامية المرتبطة بإرهاب شينجيانغ، وفق ما نقله كل من “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” و”بيبلز ديسباتش“.

وذكرت “نيكاي آجيا” أنه بعد أشهر من مقاطعة قطن إقليم شينجيانغ، عانت شركتا “أديداس” و” إتش أند إم – H&M” من انخفاض في المبيعات بلغ نسبة 16.3 بالمائة و 28.1 بالمائة على التوالي، بينما عرفت العلامات التجارية الصينية الرياضية نموا ملحوظا. ومدفوعة بالتسويق القائم على البيانات، من المتوقع أن تنمو أرباح شركة “لي نينغ” خلال النصف الأول من هذه السنة بما يقرب نسبة 200 في المائة، وشركة “إكس تيب” بنسبة 65 بالمائة؛ بينما تقترب حصة “أنتا” في السوق البالغة 16.6 بالمائة من حصة شركة “أديداس” البالغة 17.4 بالمائة، في حين تهدد الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على هذه الشركات.

وإلى الشأن العلمي والتقني، إذ أشارت صحيفة “نيكاي آجيا” و تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لجامعة ستانفورد، إلى أن الصين تتصدر جودة أبحاث الذكاء الاصطناعي، إذ حصلت على إحالات بلغت نسبتها 20.7 بالمائة، متفوقة بذلك على الولايات المتحدة ذات الـ 19.8 بالمائة، لأول مرة عام 2020. وأصبحت الصين رائدة على المستوى العالمي في مجال المنشورات العلمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي منذ سنة 2012، ويركز التنين الصيني على تطوير المواهب المحلية، و ابتكر فريق أكاديمية بكين للذكاء الاصطناعي “هوا زهي بينغ”، وهو “كيان” يعمل بالذكاء الاصطناعي ويمكنه كتابة الشعر والرسم.

وفي الشأن الداخلي الصيني، نطالع لدى “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الحكومة قامت بتعليق امتحانات اللغة الإنجليزية النهائية في مدرسة شنغهاي الابتدائية في إطار إصلاح تعليمي آخر لتخفيف الضغط على الطلاب.

 أورد المصدر ذاته أنه سيتم تقديم الاختبارات النهائية في الرياضيات والصينية في الصفين الثالث (9 سنوات) والخامس (11 عامًا)، بينما سيتم تشجيع نماذج التقييم الأخرى؛ أما اللغة الإنجليزية لها نفس وزن الرياضيات والصينية في امتحان القبول.

وفي سياق منفصل، يعمل تطبيق “ديدي” على تحسين شفافية الدفع لسائقيه البالغ عددهم 13 مليونًا، بينما أعلنت الحكومة عن سقف لحصة أرباح المنصة، وفق ما ذكرته “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” ووكالة “رويترز“. وتتيح الميزة التي تم إطلاقها حديثًا للسائقين عرض نسبة الأرباح لكل رحلة على مدار اليوم والأسبوع الماضيين.

 ومع 493 مليون مستخدم (90٪ من السوق)، تمت إزالة “ديدي” من متجر التطبيقات الصيني بعد تحقيق يتعلق بالأمن القومي في تموز/يوليو، وفق المصدرين ذاتهما.

وفي الملف الاقتصادي، أوضحت “غلوبال تايمز” ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة أن الانفتاح الاقتصادي عزز صافي الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين، إذ ارتفع من 80 ألف دولار أمريكي إلى 149 مليار دولار أمريكي بين سنتي 1979 و2020، وهو الثاني بعد الولايات المتحدة (156 مليار دولار أمريكي).

ونمت التجارة الخارجية من 20.6 مليارات دولار أمريكي إلى 4.64 تريليون دولار أمريكي بين سنتي 1978 و2020، وتحولت الصادرات الرئيسية من المنتجات الأولية إلى المنتجات الميكانيكية والإلكترونية لأكثر من 230 شريكًا تجاريًا، وفق المصدرين المذكورين.

ونقرأ لدى “الفايننشال تايمز” أنه مع تعافي التجارة العالمية سجلت تكاليف الشحن ارتفاعا قياسيا، إذ زادت عشرة أضعاف تقريبا منذ أن بدأ الوباء؛ أما تكاليف شحن حاوية من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة (15800 دولار أمريكي) فتزيد بنسبة 50 في المائة في شهر واحد. ويؤدي نقص الحاويات والقيود الوبائية في الموانئ الصينية الرئيسية إلى زيادة تكاليف الشحن وأوقاتها، وتعطيل سلاسل التوريد مع ما يرافق ذلك من مخاطر التضخم.

وإلى قضايا الزراعة والبيئة، إذ ورد أن الصين تشجع الرقمنة الزراعية، لكن تقنيات الأعمال التجارية الزراعية لا تفيد سوى المزارع الكبيرة، وفق ما نقلته “سي جي تي إن” و”تشاينا دايلي“.

وتورد الجريدتان أن منصة الزراعة الحديثة، التابعة لشركة “سينجينتا” العملاقة للبذور والمبيدات، توفر خدمات مراقبة المحاصيل وغيرها لأكثر من 773000 هكتار من الأراضي الزراعية. ومع التركيز على المزارع الكبيرة الأكثر ربحية، سيكون من الصعب توسيع الخدمات لتشمل معظم اقتصاد الفلاحين الصغار في البلاد.

وورد في الشؤون الثقافية والحياة اليومية الآلاف من المواطنين ساعدوا في إنقاذ الآثار بعد الفيضانات في هنان، موطن 65500 موقع تراثي (عُشر إجمالي  التراب بالصين)، وساعد أكثر من 1500 من عمال المتحف والجنود والمتطوعين في تعزيز سد النهر في مقاطعة شينخوان التاريخية بعد أن غمرت المياه أسوار المدينة القديمة التي يبلغ عمرها 3600 عام، بينما قام 1000 عنصر بتنظيف موقع كهوف لونغمن المصنف ضمن التراث العالمي من طرف منظمة اليونسكو، حسب وكالة “شينخوا“.

واهتمت “شينافريكا” بازدهار ثقافة المتاحف في الصين، مدفوعة بالاستثمار في المرافق الجديدة والبرامج التلفزيونية والمنتجات الاستهلاكية التي تنشر التراث الثقافي. ومن 2016 إلى 2020، تم افتتاح متحف واحد في المتوسط كل يومين (بإجمالي 5788)؛ على الرغم من الوباء، كما استقبل 29000 معرض و225000 نشاط تعليمي العام الماضي 540 مليون زائر.

صورة: الزوار في متحف نانجينغ في مقاطعة جيانغسو ، 22 أغسطس/ غشت 2019 بواسطة: شينافريكا.

 

أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 64 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة