“عين على الصين”: إحياء ذكرى حركة 4 مايو المناهضة للإمبريالية

مشاركة المقال

مدار: 06 أيار/ مايو 2022

نستهل هذا العدد من دورية “عين على الصين” من الملف الجيوسياسي، وخبر عن توقيع جزر سليمان اتفاقًا أمنيًا مع الصين، وتمسكها بحقها في السيادة، ما أثار انتقادات من واشنطن وحلفائها في المنطقة، وفق ما ذكرته “ساوث تشاينا مورنينغ بوست“.

 وتتهم الولايات المتحدة وأستراليا الصين بمحاولة إنشاء قاعدة عسكرية في الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادي، لكن رئيس وزرائها يدافع عن الاتفاقية كإجراء أمني محلي. وفي العام الماضي تم تدمير المنازل والشركات في الحي الصيني في البلاد إثر احتجاجات عنيفة، تضيف “غلوبال تايمز“.

وفي سياق آخر، تناولت “غلوبال تايمز” التفجير الإرهابي الانتحاري الذي استهدف معهد كونفوشيوس بجامعة كراتشي في باكستان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أساتذة صينيين وسائق محلي.

 وفي تفاصيل الخبر، أعلنت جماعة جيش تحرير البلوش الانفصالية (BLA) من مقاطعة بلوشستان مسؤوليتها عن الهجوم، وهو خامس هجوم في البلاد ضد الصينيين ومنشآت منذ عام 2017. وتوفي تسعة صينيين وثلاثة باكستانيين في يوليو/ تمّوز 2021 بالقرب من سد داسو الكهرمائي الممول من طرف الصين، وهو جزء من الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.

وإلى الشأن الاقتصادي، أدت التدفقات السريعة لرأس المال الخارج من الصين في الشهرين الماضيين إلى انخفاض قيمة اليوان بنسبة 2٪ تقريبًا مقابل العملة الأمريكية (تجاوز 6.6 / الدولار)، وفق ما ذكرته “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” و”آجيا تايمز“. وتأتي هذه التطورات وسط توقعات برفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بفعل موجة متحور “أوميكرون”، والصراع بين روسيا وأوكرانيا. وفي هذا السياق، خفض بنك الصين الشعبي من متطلبات الاحتياطي للبنوك (9٪ إلى 8٪)، كما ضخ حوالي 10 مليارات دولار أمريكي في السوق.

وفي القضايا الداخلية، اتخذت السلطات الصينية إجراءات صارمة لمواجهة انتشار فيروس كوفيد 19 في البلاد، وتجنب السيناريو الذي كانت شنغهاي مسرحا له؛ وهكذا كثفت من إجراء الاختبارات وحدّت من بعض الأنشطة، وفق ما تطرقت له “غلوبال تايمز” و”الفاينانشال تايمز“، إذ قامت الدولة مؤخرًا بزيادة الجرعات المعززة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا (590.000 / يوم في منتصف أبريل/ أبريل). ومازال يجب تلقيح 100 مليون شخص، كما تلقى 57.3٪ من كبار السن في بكين ثلاث جرعات و38٪ فقط في شنغهاي، التي سجلت 285 حالة وفاة (في حدود 28 أبريل/ نيسان).

وتناولت “غلوبال تايمز إصدار الحكومة أول وثيقة رسمية حول الشباب بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس عصبة الشبيبة الشيوعية.

وسلط التقرير الضوء على مساهمات الشباب في حملات مكافحة كوفيد -19 ومواجهة الفقر، وثقتهم في المشروع الوطني والاشتراكية، بعد أن نشؤوا خلال فترة الازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. وتضم الرابطة 84 مليون عضو، كما أن ربع أعضاء الحزب الشيوعي الصيني هم من الشباب، وتقل أعمارهم عن 35 عامًا.

ومن جهة أخرى، أعلن مجلس الدولة الصيني عن أول مخطط خاص للمعاشات التقاعدية من شأنه أن يسمح بالودائع الطوعية والاستثمارات في المنتجات المالية المستقرة، حسب ما كشفته “تشاينا بريفينغ” و”كايكسين غلوبال“، موضحة أنه من المتوقع أن يواجه صندوق التقاعد الوطني عجزًا قدره 90.18 مليار دولار أمريكي بحلول سنة 2028 جراء تقلص القوى العاملة وشيخوخة السكان؛ إذ زادت نسبة الأشخاص الذين تفوق أعمارهم عن 65 عامًا من 9.1 إلى 14.2٪ (2011-21) من مجموع السكان.

وإلى القضايا البيئية والفلاحية، إذ وافقت الصين على إنشاء ستة مفاعلات نووية جديدة (حوالي 18.2 مليار دولار أمريكي)، ومن المتوقع أن تضيف ما يصل إلى 7.2 جيغاوات من قدرة توليد الطاقة.

 وأضافت “كايكسين غلوبال” أن البلد يخطط للرفع الإجمالي لإنتاج الطاقة النووية من 50 إلى 70 جيغاوات بحلول عام 2025، إذ أنتج 53 مفاعلًا 407.1 مليار كيلوواط / ساعة (5.02٪ من إجمالي الطاقة) عام2021؛ اثنان منها سيحتويان على تكنولوجيا “هوا لونغ – Hualong” الصينية بنسبة 100٪.

وفي ملف الحياة الشعبية والثقافية، نقرأ على “ذي وورلد أوف تشاينيز” أن العمل الاجتماعي يلعب دورًا متزايد الأهمية في رعاية المسنين، لكن هذا القطاع يعاني من مشاكل الاستقلالية المهنية والتمويل والتقدير.

 وأضافت “تشاينا دايلي” أن العمل الاجتماعي المهني ظهر كاستجابة للتمدن السريع والهجرة خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وازداد في السنوات الأخيرة للتعامل مع شيخوخة السكان (43600 إلى 737000 عامل معتمد، 2010-22)، عبر التخفيف من حدة الفقر، وإعادة تنشيط المناطق الريفية، وبرامج مكافحة الأوبئة.

وفي سياق منفصل، تعمل مخرجات الأفلام الصينيات على إنشاء شباك التذاكر حول مواضيع متنوعة، بما في ذلك التنمية الريفية والحروب والقضايا الاجتماعية وحقوق المرأة، حسب ما ذكرته “تشاينا بوكتوريال“. ومع وجود عدد قليل من النساء في الجيلين الأول والثاني من المخرجين قبل عام 1949، ظهر أكثر من 50 مخرجًا بارزًا منذ عام 1978، تزامنا مع الازدهار في تعليم وإنتاج الأفلام؛ وهكذا أصبحت جيا لينغ أعلى مديرة في العالم من حيث الأرباح على الإطلاق متم سنة 2021.

ونختم من “سيكسث تون“، التي خصصت حيزا ليوم الشباب الوطني السنوي إحياء لذكرى حركة الرابع من مايو/ أيار، الذي يخلد انتفاضة مناهضة الإمبريالية التي قادها طلاب بكين عام 1919، إذ غضب المثقفون الشباب بسبب التنازلات الاستعمارية بعد الحرب العالمية الأولى من قبل الحكومة الجمهورية الصينية، وسعوا إلى تكريس أفكار وثقافة جديدة لإيقاظ الوعي الوطني وتغيير البلاد؛ فألهمتهم الأفكار الماركسية التي وصلت إلى الصين لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني (1921) ورابطة الشباب (1922) بعد فترة وجيزة.

حركة الرابع من مايو/ أيار “الكفاح حتى الموت من أجل تشينغداو” [محطة نو آيلاند الصغيرة]

* أنجز هذا العمل بشراكة بين موقع “مدار” وفريق “دونغ فينغ” (الريح الشرقية) المتخصص في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصينية.

للاطلاع على المراسلة رقم 97 باللغة الأصلية: اضغط هنا.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة