“دولة الأبارتهايد” تعبئ مواردها لضرب مصداقية الأمم المتحدة

مشاركة المقال

مدار: 27 كانون الثاني/ يناير 2022

وضع الإحتلال الإسرائيلي مخططا لشن حملة ديبلوماسية دولية واسعة، تهدف إلى ضرب مصداقية لجنة تابعة للأمم المتحدة، تتولى التحقيق في الجرائم المرتكبة خلال العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة وكذلك بالضفة الغربية منتصف السنة الماضية.

وخلال الأسبوع الماضي، وجهت “وزارة الخارجية الإسرائيلية” رسالة سرية إلى جميع “بعثاتها الدبلوماسية” تضع استهداف لجنة خاصة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضمن “الأولوية القصوى” لسنة 2022.

وحسب مصادر إعلامية اطلعت على الرسالة، فإن هذه الحملة ستتكثف مع اقتراب شهر آذار/ مارس من السنة الجارية، مع ترقب انعقاد اجتماع لمجلس حقوق الإنسان.

ويوم 27 أيار/ مايو 2021، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على فتح تحقيق دولي، حول الجرائم المرتكبة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمر 11 يوما؛ ورفض الإحتلال الإسرائيلي قرار مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وقال إنه لن يتعاون معه. ويشمل التحقيق أيضا مزاعم حول ارتكاب المقاومة الفلسطينية لـ “جرائم”، لكن حركة حماس قالت إن  أفعالها “مقاومة مشروعة” وحثت على اتخاذ خطوات فورية لمعاقبة إسرائيل.

ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن تقرير الأمم المتحدة سيشير إلى إسرائيل على أنها “دولة فصل عنصري – أبرتهايد”، وبأن نتائج هذا التحقيق “ستضر بسمعة إسرائيل”، خصوصا وسط التقدميين، توضح مصادر إعلامية أمريكية؛ ومن المتوقع أن يصدر تقرير اللجنة في يونيو/ حزيران من السنة الجارية.

ويرمي المخطط السري الإسرائيلي إلى “نزع الشرعية” عن اللجنة وأعضائها ومنتوجها (التقرير).

ويتولى رئاسة اللجنة الأممية، نافي بيلاي، وهي مفوضة سابقة لحقوق الإنسان لدى للأمم المتحدة، إلى جانب المقرر الخاص لدى الهيئة ذاتها ميلون كوثاري، والخبير في القانون الدولي لحقوق الإنسان كريس سيدوتي.

وخلال السنوات الماضية، تزايدت التقارير التي تصف إسرائيل بأنها “دولة أبرتهايد”.

ووصف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان ما ترتكبه السلطات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين بأنه “فصل عنصري واضطهاد”؛ التقرير الذي حمل عنوان “تجاوزا الحد: السلطات الإسرائيلية وجريمتا الفصل العنصري والاضطهاد”، وصدر في 27 نيسان/أبريل 2021، أعده مدير المنظمة نفسها في مكتبها في “إسرائيل وفلسطين”، عمر شاكر، الذي أبعدته السلطات الإسرائيلية في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وعرضه بقوله: “منذ سنوات قلنا إننا قريبون من الفصل العنصري [في إسرائيل / فلسطين]، وأعتقد أنه من الواضح الآن أنه تم تجاوز الحد”.

وسبق لـ “مدار” أن نشر مقالا تحليليا للدكتور ماهر الشريف، يبرز ملامح الاقتناع بأنإسرائيل دولة فصل عنصري يبين بالتفصيل كيف تزايدت التقارير التي تدين “دولة الأبرتهايد”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة