حملة تضامن دولي واسعة مع حزب النهج الديمقراطي المغربي بعد منع مؤتمره الوطني

مشاركة المقال

مدار: 18 كانون الثاني/ يناير 2022

في إطار حملة #ارفعوا_أياديكم_عن_النهج، التي يخوضها حزب النهج الديمقراطي المغربي، من أجل رفع الحصار والتضييق الذي يتعرض له من طرف الدولة المغربية، حسب ما حملته بياناته الرسمية، “وبالأخص بعد اتخاذ السلطات قرارا بتجريده من حقه في الاستفادة من القاعات العمومية قصد تنظيم مؤتمره الوطني”، وفي إطار الحملة التضامنية الواسعة التي حظي بها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، نظم التنظيم اليساري ندوة دولية بثها عبر صفحته الرسمية على “فايسبوك”، يوم السبت 15 يناير/كانون الأول 2022، تحت عنوان “التضامن الأممي: الأسباب، الأهداف والوسائل”.

وعرفت الندوة مشاركة شخصيات وازنة تمثل تنظيمات وحركات شعبية وأحزاب يسارية من مختلف المناطق عبر العالم، أجمعت كلها على تضامنها ودعمها للحزب المغربي ضد ما يتعرض له من انتهاكات وتضييق على أنشطته ومناضليه، حسب ما أورده في محطات مختلفة.

 وكانت آخر الانتهاكات التي جاء الحزب ذاته على ذكرها منعه من الاستفادة من القاعات العمومية قصد عقد مؤتمره الوطني، وفق بلاغاته الرسمية. وفي هذا الإطار، وتأكيدا منها على دعمها له، قالت ممثلة حزب اليسار الأوروبي في العاصمة الأوروبية بروكسيل، مايتي مولا، التي افتتحت الندوة، في ختام مداخلتها: “نضال النهج الديمقراطي هو نضالنا، ونحن سندعم ونساند كل ما تقترحونه بشأن عقد مؤتمركم (..)”.

وقبل شروع الضيوف في مداخلاتهم، أعطيت الكلمة للمسؤول عن العلاقات الدولية لحزب النهج الديمقراطي، عبد الله الحريف، وهو أحد مؤسسي الحزب ومعتقل سياسي سابق، استهلها بتوطئة عن الوضع العام الدولي، الذي يتسم حسب تعبيره بـ”احتداد الصراع الطبقي، الذي يتمظهر في أحد جوانبه في لجوء الرأسمالية المتأزمة إلى قمع نضالات الشعوب دوليا وتشديد السلطوية (..)”.

وأشار الحريف إلى أهمية التضامن الأممي في رفع الحصار والتضييق عن الشعوب والحركات المناضلة، موضحا حاجة حزبه إلى هذا التضامن الأممي ضد التضييق الذي يتعرض له، خاصة وهو على مشارف عقد مؤتمره الوطني، والإعلان عن حزب الطبقة العاملة، ما يبدو أنه “أزعج النظام المغربي”، بناء على تصريحه.

كما أكد المسؤول ذاته أن حزبه “يؤمن بأهمية التضامن الأممي، ما يجعله متواجدا في إطارات تنسيقية وطنية وإقليمية ودولية، كالقمة العالمية للشعوب، والمسيرة العالمية للنساء، ونهج الفلاحين، وغيرها، من أجل بناء جبهة ماركسية مناهضة الإمبريالية”؛ وهو ما اتفق معه جملة وتفصيلا المتدخل من بعده، مسؤول العلاقات الدولية لحزب العمل البلجيكي، بيرت دي بيندر، الذي أكد بدوره على دعم النهج، وعلى أهمية النضال والتضامن الأممي، معتبرا أنه “ضرورة سياسية لتطوير أممية ضد الإمبريالية”.

وبعد أن عبر الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، مصطفى براهمة، عن شكره وامتنانه للمنظمات المتضامنة، أوضح أن حزبه يعتزم عقد مؤتمره الوطني الخامس “الذي سيكون مناسبة للإعلان عن تأسيس حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين”، موضحا في هذا السياق أن التضييق بدأ “منذ ما يقرب السنتين، برفض تسلم وثائق تجديد وتأسيس فروعه، ورفض تمكنيه من القاعات العمومية لمزاولة أنشطته، علما أنه كان ممنوعا من الإعلام العمومي منذ فترة طويلة”، وأضاف براهمة أنه تم منع النهج الديمقراطي الآن من “القاعات العمومية لعقد مؤتمره، وتم رفض تسلم الإشعار بعقده من طرف السلطة”.

وشدد الكاتب الوطني للحزب نفسه على أن ” القوى الديمقراطية مطالبة بالضغط على تلك الدول لترفع يدها عن دعم النظام في المغرب، ومطالبته بإحقاق الديمقراطية، بدأ بتمكين النهج الديمقراطي من عقد مؤتمره الوطني الخامس،” موضحا أن “التضامن الأممي كفيل بكسر شوكة النظام القمعي وغطرسته” وفق المتحدث ذاته.

ومن جانبه، توجه حمة الهمامي، الأمين العام لحزب العمال بتونس، إلى تقديم مقترحات عملية لمساندة النهج الديمقراطي والتضامن معه، واقترح تنظيم تظاهرات احتجاجية أمام سفارت المغرب في بلدان المنظمات المتضامنة، تحت شعار “إرفعوا أيديكم عن النهج الديمقراطي”، مشيرا إلى إمكانية تنسيقها من حيث الموعد.

وأبرز الهمامي أن حزب العمال يقترح أيضا، تنظيم حملات تضامنية على وسائل التواصل الإجتماعي بالإضافة إلى نقل هذه الحملة إلى وسائل الإعلام الأخرى، مشددا على أن “دعم الأحزاب الثورية يمكن أن يساعد في الضغط على النظام الملكي ومساعدة الرفاق في النهج الديمقراطي”، على حد قوله.

من جهته، أوضح عضو لجنة التنسيق الوطني لحركة فلاحين بدون أرض البرازيلية، جواو بيدرو ستيديلي، أن “التضامن الأممي مبدأ طورته الطبقة العاملة منذ نشأة الرأسمالية كنمط إنتاج عالمي، أفرز طبقة موحدة من حيث واقع الاستغلال والاضطهاد”، وزاد: “مع اختلاف لونها أو عرقها، إلا أنها تتشارك الهدف نفسه، ما يتطلب منها النضال بشكل وحدوي في إطار أممي(…)”.

ومن البرازيل إلى نيبال، مع ممثل الحزب الشيوعي النيبالي، براميش بوخاريل، الذي أكد بدوره على دعمه اتصالات الشعوب والحركات عبر العالم، ومساندته النهج الديمقراطي المغربي في نضاله من أجل حقه في التنظيم.

وعن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تحدثت مريم أبو دقة، التي أفادت بأن “نضال الجبهة الشعبية جزء من حركات التحرر بالمنطقة، التي تشكل بدورها جزءا من حركات التحرر عبر العالم، ما يجعل المعركة موحدة ضد عدو موحد (…)”، وفق تعبيرها.

من جانبها، أدانت ممثلة حزب الاشتراكية والتحرر بالولايات المتحدة الأمريكية، كارلا رييس، ما وصفتها بـ “الممارسات القمعية الجبانة للنظام المغربي ضد النهج الديمقراطي”، مؤكدة على “ضرورة إعطاء أولوية للديمقراطية المبنية على مطالب الشعوب…”، ومعتبرة أن “حزب النهج يمثل الطبقة العاملة وعموم الكادحين، وهي الطبقة التي من حقها أن تتنظم وأن تدافع عن حقوقها”.

وإضافة إلى التنظيمات التي شاركت في الندوة بشكل حضوري، توصل النهج الديمقراطي ببرقيات تضامن من هيئات وتنظيمات وطنية ودولية، والتي قامت مسيرة اللقاء بتلاوة البعض منها، كبرقية الحزب الشيوعي الإسباني، والحزب الشيوعي السوداني، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وجمعية النساء التقدميات بالمغرب، وجماعة العدل والإحسان، وهو تنظيم إسلامي معارض بالمغرب.

كما أكدت مسيرة اللقاء على وجود برقيات أخرى من تنظيمات من مختلف بقاع العالم: لبنان، مصر، تونس، الجزائر، الأردن، فلسطين، موريتانيا، فرنسا، تركيا، اليونان، ألمانيا، الدنمارك، العراق، الأرجنتين، إيران وغيرها.

وفي ختام الندوة تمت قراءة “بلاغ مساندة” مشترك يحمل توقيع كل الهيئات والتنظيمات المتضامنة مع النهج الديمقراطي، التي شاركت في الموعد، إما عبر مداخلات حضورية أو برقيات تضامن أو فيديو تضامني، سيتم إصداره في وقت لاحق بمختلف اللغات، حسب ما ذكرت المسيرة في آخر اللقاء.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة