جوزيف بايدن .. اقتحم البيت الأبيض شيخا بعد عقود من الفشل والشبهات

مشاركة المقال

صورة:DR 

مدار+ مواقع: 12 تشرين الثاني/ نونبر 2020

بعد إعلانه الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، انبرى المحللون السياسيون والإعلاميون والسياسيون وكافة المهتمين إلى التقليب في صفحات المسار الحياتي والسياسي الطويل لجو بايدن، في محاولات لاستكناه أغواره ومحاولة استشراف سياساته المنظورة، خاصة الخارجية منها، لمحاولة استباق تداعياتها على كل قطر على حدة، وخاصة القطر العربي والمغاربي حيث يتعاظم النفوذ الأمريكي؛ وهو المسار الذي تكشفت فصول مثيرة منه في خضم الصراع الانتخابي المحموم مع دونالد ترامب، الذي كسر كافة البروتوكولات ورفض الإقرار بالهزيمة.

يذهب الكثير من المحللين إلى أن فوز بايدن، الرئيس الكاثوليكي الثاني بعد كينيدي في تاريخ البلاد، لم يكن حبا فيه، وإنما عقابا لترامب بسبب سياساته الحمقاء، خاصة في التعامل مع كورونا، وملف العنصرية المقيتة، فمن هو هذا السياسي الشيخ الذي سيحكم بلاد العم سام وهو في أرذل العمر، وبعد محاولات كثيرة فاشلة؟.

إنه جوزيف روبينيت بايدن، اشتهر بجو بايدن، وهو من مواليد 20 نوفمبر 1942 في سكرانتون، بولاية بنسلفانيا التي كانت حاسمة في انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، حيث عاش عشر سنوات قبل أن ينتقل مع عائلته إلى ديلاوير، حيث تلقى تعليما كاثوليكيا في المدارس الابتدائية والمتوسطة أثناء نشأته، وحصل عام 1965 على شهادة في التاريخ والعلوم السياسية من جامعة ديلاوير، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة سيراكوس وتخرج منها في 1968.

 وفي محاولة لتلخيص المسار الطويل والحافل لجو بايدن، يمكن الوقوف عند المحطات التالية: قبوله محاميا عام 1969، وانتخابه لمجلس بلدية نيوكاسل عام 1970، كما انتخب أول مرة لمجلس الشيوخ عام 1972، ومثل ولاية ديلاوير كسيناتور منذ عام 1973 إلى أن انتخب نائبا للرئيس باراك أوباما عام 2009، لتتم إعادة انتخابهما عام 2012؛ كما كان أيضا عضوا ورئيسا سابقا للجنة العلاقات الخارجية، كما شغل منصب رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، حيث اهتم بقضايا سياسة المخدرات ومنع الجريمة والحريات المدنية.

جو بايدن … المتدين الذي دخل البيت الابيض شيخا بعد عقود من الفشل

وبين هذه المحطة وتلك جرت مياه كثيرة تحت جسر بايدن، ويمكن الوقوف منها على فشله الذريع بعد أن ترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة عام 1988، إذ انسحب على خلفية اتهامه بانتحال خطاب ألقاه في ولاية إيوا عن خطاب لزعيم حزب العمال البريطاني، وهو ما اعتذر عنه، ليكرر الفشل ذاته عام 2008، بعد عروض تم الإجماع على كونها باهتة. 

ومن الجدير بالذكر أيضا بخصوص مسار بادين أنه من أبرز من دعوا إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم، للسنة في الوسط، والشيعة في الجنوب، والأكراد في الشمال، كما عرف عنه موقفه المعارض لتنفيذ المهمة العسكرية التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن، في 12 يناير 2017، ومنح وسام الحرية الرئاسي من طرف أوباما، وتم تعيينه أستاذا في جامعة بنسلفانيا، ما فسر آنذاك بأنه اعتزال للعمل للسياسي. 

وبينما تداول العديد من الأمريكيين فضائح عن عائلة بايدن، في خضم السباق الرئاسي، متخوفين من أن يصبح جو رئيساً لبلدهم، رغم أن بديله “أسوأ منه حالاً”، جاءت شكوى رسمية من موظفة سابقة في مكتبه لشرطة واشنطن، تتهمه بالتحرش بها قبل 27 عاماً، موردة أن العم جو تحسّس جسدها بطريقة جنسية عندما كانت تعمل في مكتبه بمجلس الشيوخ عام 1993، وكانت تبلغ آنذاك 29 عاماً. 

وفي السياق ذاته برزت شكاوى عدة نساء العام الماضي من تفاعل بايدن جسدياً معهن، كما برزت صور محرجة له وهو يقبل ابنة السيناتور كريس كونونز ومؤيدين على الشفاه، وجذبه سائقة دراجة نارية إلى حضنه؛ كما أن العضو الديمقراطية السابقة في مجلس ولاية نيفادا لوسي فلوريس اتهمته بتقبيلها عنوة، ولمسها بشكل غير لائق عام 2014؛ وهي اتهامات سارع إلى نفيها بحثّ نساء حملته على تقديم شهادات في حقه. 

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة