جواو بيدرو ستيديلي يوضح معاني التضامن الأممي

مشاركة المقال

مدار: 22 كانون الثاني/ يناير 2022

“إن التضامن الأممي يقوينا، يحفزنا ويجعل منا شعبا موحدا”، بهذه الكلمات توجه الزعيم اليساري البرازيلي جواو بيدرو ستيديلي إلى المشاركين في الندوة الدولية التي نظمها حزب النهج الديمقراطي بالمغرب يوم 15 كانون الثاني/ يناير 2022، حول موضوع “التضامن الأممي: الأسباب، الأهداف والوسائل”.

القيادي والعضو في لجنة التنسيق الوطنية لحركة الفلاحين بدون أرض البرازيلية، اغتنم الفرصة ليوضح معاني “التضامن الأممي” وأبعاده من وجهة نظره، معتبرا أن “فكرة التضامن الأممي ليست مجرد  تعبير بلاغي”،  بل يتعداه إلى “مبدأ طورته الطبقة العاملة منذ بدايات الرأسمالية”.

وأبرز المتحدث نفسه، أن الرأسمالية كنمط إنتاج عالمي أفرزت الطبقة العاملة، التي على الرغم من الاختلافات بين الشعوب (اللون، اللغة، والثقافة..) لديها نفس الهدف، “نحن جميعًا مُستغَلُّون من قبل نفس الأعداء: رأس المال، وفي جميع أنحاء العالم، مما يتطلب منا أن نتحد ونتضامن في أممية واحدة”، يوضح القيادي في القمة العالمية للشعوب.

وقال ستيديلي في معرض تدخله “لقد حذرنا ماركس منذ 1848، حين قال ‘يا عمال العالم اتحدوا”، لم تكن هذه الجملة عبارة بسيطة، بل كانت تعبر عن برنامج سياسي” وزاد: “إما أن نتحد في جميع أنحاء العالم ضد نفس الأعداء، وإما لن يبقى لنا وجود”.

وشرح السياسي نفسه أن تبعات ومخلفات الاستعمار والإمبريالية العالمية التي فرضت وتفرض على الشعوب أوضاعا جديدة، “تطرح علينا نحن كشعوب بلدان الجنوب النضال ضد الحكومات و الإمبريالية والرأسمالية في الشمال، ومن هناك أيضًا تأتي حاجتنا الملحة للتضامن الأممي”.

وحسب المتحدث ذاته، فإن الرأسمالية التي تهيمن على العالم اليوم، “تعيش مراحلها الأخيرة”، فقد أصبح “من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن تتحد الطبقة العاملة في البوادي والمدن، أن توحد عملها ونضالاتها لمواجهة هاته الأزمة العميقة المتمثلة في الهيمنة الرأسمالية”، مشددا على ضرورة “نهاية الرأسمالية الاحتكارية والشركات الاستيطانية التي تهيمن على الإنتاج والثروة العالمية” وفق تعبيره.

وفي السياق نفسه، أوضح ستيدلي أن المرحلة الراهنة تقتضي ممارسة التضامن الأممي بشكل “فعال”، منبها إلى أنه لا ينبغي الاكتفاء بالخطابات وترديد العبارات المنمقة والرنانة، بل “يجب أن يتجلى هذا التضامن الأممي في النضال الجماهيري ضد أعدائنا المشتركين. يجب أن يتجلى ذلك في حواراتنا و فكرنا و نقاشاتنا، في ماهية المجتمع المنشود،  ففي العالم الجديد المناهض للرأسمالية، علينا أن نقترح  برنامجًا جديدًا لتحرير شعوبنا، برنامجا قادرا على التصدي للأزمة الرأسمالية ويقترح تغييرات هيكلية في مجتمعاتنا وفي جميع أنحاء العالم”.

وحسب القيادي في حركة الفلاحين بدون أرض البرازيلية، فإن التضامن الأممي يحتاج  إلى تبادل دائم للمعلومات، والتواصل الدائم  وتبادل الأساليب والمنهجيات الخاصة بالتأطير السياسي، وأشكال النضال بين جميع المنظمات الشعبية في العالم.

السياسي البرازيلي، عبّر عن دعم حركته لحزب النهج الديمقراطي بالمغرب بعد أن منعته السلطات من عقد مؤتمره الوطني الخامس؛ “أحيي بشكل خاص مناضلات ومناضلي النهج الديمقراطي، الذين يتعرضون للقمع ولكل أنواع الانتهاكات التي لا يمكن أن تطبع أي مجتمع يدعي الديمقراطية” يصرّح المتحدث نفسه.

وفي السياق ذاته، قال جواو بيدرو ستديلي، إن “الشعب المغربي عبّر عن تضامنه الدائم مع نضالات الشعوب الأخرى مثل تضامنه الدائم مع الشعب الفلسطيني في تحد للنظام المغربي التبعي للدّوائر الرأسمالية العالمية”.

وفي معرض مداخلته، توجه ستيديلي بالحديث إلى حزب النهج الديمقراطي، مصرحا: “أود أن أعبر لكم عن تضامننا الدائم معكم من البرازيل، ونؤكد لكم أنه في كل مرة نسمع فيها عن قمعكم من قبل حكومتكم، نشعر أنا مقموعون، وفي كل مرة يعتقل فيها مناضل منكم، نشعر أننا نتقاسم السجن معكم، لكن في كل مرة ، تخرجون فيها للشارع، نرى أنفسنا معكم في الشارع”، وزاد: “إن التضامن الأممي يقوينا، يحفزنا ويجعل منا شعبا موحدا”.

وختم المتحدث نفسه بالتشديد على أنه رغم الاختلافات العرقية واللغوية التي قد تشكل حاجزا،  و”رغم الاختلافات الثقافية التي تغني نضالنا، وتمنحنا الإرادة الجماعية للنضال الوحدوي، الإرادة لمناهضة جميع أشكال الاستعمار، الإرادة لمكافحة استغلال الطبقة العاملة ، الإرادة لمحاربة الإمبريالي ، و الإرادة لبناء عالم حيث نكون جميعًا إخوة ورفاق ورفيقات موحدين،  من أجل عالم خال من الاستغلال ومن جميع أشكال التمييز”، وفق تعبيره.

وتجدر الإشارة إلى أن الندوة الدولية التي حملت عنوان “التضامن الأممي: الأسباب، الأهداف والوسائل”، عرفت مشاركة شخصيات سياسية وفكرية وازنة، إضافة إلى ممثلين عن منظمات وحركات شعبية وأحزاب يسارية من مختلف أرجاء العالم، أجمعت كلها على تضامنها ودعمها لحزب النهج الديمقراطي بالمغرب، ضد ما يتعرض له من انتهاكات وتضييق على أنشطته و مناضليه، وفق ما أشار إليهمدارفي تقرير سابق.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة