صورة: DR
مدار+ مواقع: 02 كانون الأول/ ديسمبر 2020
ذكر تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية أن الإمارات تقدم مساعدات لتمويل المرتزقة الروس في ليبيا، وذلك بواسطة شركة فاغنر الروسية المختصة في إعارة المقاتلين.
وأشارت مجلة فورين بوليسي، التي نشرت التقرير، إلى أن المعلومة وردت في تقرير صدر الأسبوع الماضي عن المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) لعمليات مكافحة الإرهاب في إفريقيا، واعتبرت نشره إفشاء قد يعقد علاقة الولايات المتحدة الوثيقة مع أحد أهم حلفائها في الخليج، الذي يتساوق مع سياستها في حصار إيران ومحاربة امتلاكها السلاح النووي، لافتة إلى اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي الذي عقد مؤخرا في العاصمة واشنطن.
وسبق لتقارير صحافية الإشارة إلى أن الإمارات تستخدم متعاقدين عسكريين روس خاصين للمساعدة في التعتيم على دورها في الصراع، لكن تقرير البنتاغون هو أول تقييم علني رسمي صادر في الموضوع. كما سبق للقيادة المركزية في إفريقيا أن اتهمت في تموز/يوليوز شركة فاغنر بزرع ألغام حول العاصمة الليبية طرابلس، معرضة حياة المدنيين للخطر.
وقالت المجلة إن المسؤولين العسكريين كانوا صرحاء بشكل متزايد في تقييماتهم لدور مجموعة فاغنر المزعزع للاستقرار في ليبيا، وسط مخاوف من أن الكرملين قد يستخدم الصراع لترسيخ موطئ قدم عسكري على الشواطئ الجنوبية لأوروبا.
وعلقت المجلة بأن الكشف عن أن هؤلاء المرتزقة الروس ربما مولوا من أحد أقرب الحلفاء العسكريين لأمريكا في الشرق الأوسط يزيد من تعقيد حسابات واشنطن، ويأتي في وقت يشن الديمقراطيون في الكونغرس حملة لمعارضة صفقة بيع إدارة الرئيس دونالد ترامب المقترحة من الطائرات المقاتلة “إف-35” (F-35) بقيمة 23 مليار دولار لأبوظبي.
وتعتبر الإمارات أكبر داعم عسكري للواء حفتر الذي يسيطر على مناطق في شرق ليبيا من أجل وضع حد لنفوذ الإسلام السياسي في المنطقة؛ في حين تدعم دول أخرى بينها تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني في طرابلس الغرب.
وتحدثت تقارير عن نقل روسيا مقاتلين من سوريا إلى ليبيا. وفي كانون الثاني/ يناير، عندما وافق البرلمان التركي على السماح للجنود الأتراك بالمشاركة في دعم حكومة الوفاق الوطني، كانت هناك زيادة نسبية في طائرات نقل السلاح الإماراتية التي عبرت غرب مصر إلى شرق ليبيا.
وتتخوف الولايات المتحدة الأمريكية من الوجود الروسي على أطراف الناتو، ما يجعلها تتحفظ على خطوة حليفها الخليجي. وتمنع روسيا الشركات الأمنية، غير أنها تتساهل مع شركة فاغنر التي لعبت أدوارا رئيسية في خدمة جهودها العسكرية في أوكرانيا وليبيا والسودان، ما جعل الولايات المتحدة تصنفها شركة تابعة للدولة الروسية.
ونبهت المجلة أيضا إلى أن الصياغة الحذرة في تقرير المفتش العام بأن “وكالة استخبارات الدفاع قدرت أن الإمارات قد توفر بعض التمويل لعمليات المجموعة” هي على الأرجح انعكاس للحساسيات السياسية المعنية.
واختتمت فورين بوليسي بأنه بينما كانت الانتخابات الأمريكية ما تزال في فوضى عارمة عندما اكتشف البنتاغون لأول مرة مقاتلين روس في ليبيا، فإن رحيل إدارة ترامب يجعل من السهل على البنتاغون التحدث علانية الآن.