مثقفون عرب وفلسطينيون يعتبرون تعريف معاداة السامية “حصانة لإسرائيل”

مشاركة المقال

صورة: DR

مدار + مواقع: 02 كانون الأول/ ديسمبر 2020

وقع أزيد من 120 أكاديميا وصحافيا ومثقفا فلسطينيا وعربيا رسالة عبروا فيها عن قلقهم من تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكست لمعاداة السامية وكيفية التعامل معها في عدد من الدول الأوروبية وشمال أمريكا، إذ سجلوا أن الحكومة الإسرائيلية قامت في السنوات الأخيرة باستخدام التعريف كأداة لنزع الشرعية عن القضية الفلسطينية وإسكات المدافعين عن الحقوق الفلسطينية.

وجاء في الرسالة أنه “من الضروري فضح ومواجهة معاداة السامية”، مردفة: “مهما كان مظهره، يجب عدم التسامح مع العداء ضد اليهود كيهود في أي مكان في العالم؛ فمعاداة السامية تتمظهر من خلال التعميمات والنمطيات عن اليهود، خاصة قوة المال والسلطة، إلى جانب نظريات المؤامرة وإنكار الهولوكوست”.

وأوضحت الوثيقة ذاتها أن الأمثلة التي يقدمها تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست “تخلط ما بين اليهودية والصهيونية، ويفترض أن كل اليهود هم صهاينة وأن دولة إسرائيل في وضعها الحالي تجسد حق تقرير المصير لكل اليهود”.

وحدد الموقعون سلسلة من المبادئ الضرورية من أجل موقف سليم ومتوازن من معاداة السامية، منها استخدام معاداة السامية ضمن إطار القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأن يكون جزءا لا يتجزأ من قتال كل أشكال العنصرية ومعاداة الأجانب، بما في ذلك الإسلاموفوبيا والعنصرية الموجهة ضد العرب والفلسطينيين. 

كما أوضحت الرسالة أن “هناك اختلافا كبيرا بين الظروف التي تم فيها استهداف اليهود واضطهادهم وقمعهم كأقلية من أنظمة معادية للسامية أو جماعات، وبين الظرف الذي تم فيه تطبيق حق تقرير الشعب اليهودي في فلسطين/ إسرائيل على شكل دولة توسعية وبصبغة عرقية ومناطقية واحدة”، وأضافت أن “دولة إسرائيل تقوم على اقتلاع غالبية السكان الأصليين الفلسطينيين، ما يشير إليه العرب بالنكبة، وتقوم على قهر السكان الأصليين الذين مازالوا يعيشون على أراضي فلسطين التاريخية، إما كمواطنين من الدرجة الثانية أو كمحتلين، مع حرمانهم من حق تقرير مصيرهم”.

واعتبرت الوثيقة التي اطلع عليها موقع “مدار” أن معدي تعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست “لم ينظروا إلى دولة إسرائيل الحالية حسب القانون الدولي كقوة محتلة منذ نصف قرن، وهو أمر تعترف به الدول والحكومات التي تلتزم بتعريف التحالف الدولي لذكرى الهولوكوست”، مؤكدة أن “هذا التعريف يحمل ملامح اعتبار كل الرؤى غير الصهيونية كمعادية للسامية، مثل الدعوة لدولة أحادية القومية والحقوق المتساوية للمواطنين في دولة علمانية؛ فالدعم الحقيقي لتقرير مصير شعب لا يمكنه تجاهل حق الأمة الفلسطينية ولا أي أمة”.

وجاء في الرسالة أيضا: “نعتقد أن حق تقرير المصير يجب ألا يشتمل على اقتلاع شعب آخر أو منعه من إدارة أرضه أو محاولة تأمين الغالبية داخل الدولة. ومطلب الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم التي شرد منها آباؤهم وأجدادهم يجب ألا ينظر إليه كمعاداة للسامية. وكون هذه المطالب تتسبب بقلق بين الإسرائيليين لا يعني أنها غير عادلة أو أنها معادية للسامية. وهذا حق يضمنه القانون الدولي كما يجسده قرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1948”.

كما استنكر المصدر ذاته “رمي كل من يعتبر وجود دولة إسرائيل كعمل عنصري وعلى الرغم من التمييز الدستوري والمؤسساتي بأنه معاد للسامية، فذلك بمثابة منح إسرائيل حصانة مطلقة”، مؤكدا أن “العدالة تقتضي دعما كاملا لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، بما في ذلك نهاية الاحتلال المعترف به دوليا لأراضيهم ووضعية اللادولة وحرمان اللاجئين الفلسطينيين”.

 وختم الموقعون على الرسالة: “نعتقد أن قيم حقوق الإنسان وحقوق الأفراد والمعركة ضد معاداة السامية تمضي جنبا إلى جنب بالكفاح نيابة عن الشعوب المستضعفة والجماعات من أجل الكرامة والمساواة والتحرر”.

ومن الموقعين على الرسالة المخرج سمير عبد الله، ونادية أبو الحاج ورشيد الخالدي وليلى أبو لغد، من جامعة كولومبيا، والناقد صبحي حديدي، والبروفسور طلال أسد، عن جامعة كولومبيا، وعزيز العظمة، عن الجامعة المركزية الأوروبية، والروائي المغربي الطاهر بن جلون، والناقد المغربي محمد برادة، وغيرهم من فلسطين وفرنسا وبريطانيا وكندا ومصر. 

يذكر أن التحالف الدولي من أجل الهولوكست، الذي يتشكل من ممثلي الحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، يهدف إلى دعم التربية والتعليم من وجهة نظر سياسية واجتماعية حول الهولوكست، وإحياء ذكراها والبحث حولها على المستوى الوطني والدولي؛ وقد انبثق عن إعلان منتدى ستوكهولم حول الهولوكست، حيث شكل لجانا مختصة ضد السامية، وما يسمى الإلغائية، أي نكران الهولكست.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة