منظمات تقدمية إفريقية تخط برنامجا إقليميا لمواجهة تنامي العنف الجندري

مشاركة المقال

صورة: DR

مدار: 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020

رافعة سقف التحدي لمواكبة تضخم حجم الرهانات والتحديات، زخم ودينامية كبيران وسما تعاطي المنظمات التقدمية على مستوى القارة الإفريقية تخليدا لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، الذي يحل في 25 نوفمبر من كل سنة، والذي تتميز نسخته الجديدة بتفشي جائحة كورونا التي عمقت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي كانت مستفحلة أصلا في أغلب دول القارة السمراء.

وقررت المنظمات المذكورة التي تحاول تنسيق جهودها على مستوى ربوع القارة تنظيم 16 يومًا من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، هذه السنة، بالإضافة إلى بث تعليقات أو مساهمات في إعلان اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة؛ وذلك ابتداء من 18 نونبر الجاري، خاصة مع “التأثير المضاعف الذي يشهده النوع الاجتماعي جراء الأزمة الاقتصادية المتنامية، ما أدى إلى زيادة زواج الطفلات وحالات الحمل المبكر في المنطقة، مع حالات عالية من العنف الأسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي”، حسب الناشطة زيكونا، عن مدرسة نكروما بجنوب إفريقيا. 

وأوردت الناشطة النسوية ذاتها أن “النساء الأفريقيات يعشن في مجتمعات يحكمها النظام الأبوي بشكل كبير، لذلك فإن مناطق مختلفة من القارة الإفريقية تعرف تجسيدات مختلفة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة، مثل قتل الإناث والاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية”، مردفة بأن “امرأة تُقتل كل 3 ساعات في جنوب إفريقيا، وعادةً ما يحدث ذلك على يد أشخاص من المعارف أو ممن يرتبطن معهم بعلاقات خاصة”، ومشيرة إلى تقارير عن أن “28 دولة إفريقية تمارس تشويه الأعضاء التناسلية، بينما تتراوح النسب المئوية للنساء اللائي يتعرضن للختان بين أكثر من 90٪ في الصومال و5٪ في أوغندا”.

وزادت المتحدثة ذاتها في كلمة بمناسبة “الأيام النضالية ضد العنف القائم على النوع”، توصل بها موقع “مدار”، أن التقارير تشير، في ظل تنامي اغتصاب النساء في كل من السياقات المنزلية وكذلك في المجتمعات غير المستقرة للغاية، إلى أن “71٪ من النساء في إثيوبيا و50٪ في تنزانيا، تعرضن للإيذاء الجسدي أو الاغتصاب من قبل الزوج أو العشيق”؛ متابعة: “كما يسمح هذا العنف للنظام الأبوي بتقسيم نضالات الطبقة العاملة، ما من شأنه أن يزيد من تفتيت نضالات النساء من خلال تبني النسوية الليبرالية؛ ولهذا فمن المهم أن يتم تطوير نسوية ثورية تنهل من الطبقة العاملة لتدافع عن تحرر المرأة وتعمل على إلغاء الطبقات”. 

وسطرت بهذا الخصوص المنظمات المذكو ة، المنضوية في شبكة “عموم إفريقيا اليوم”، برنامجا إقليميا حافلا للأيام الـ 16 من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومنه تنظيم الاتحاد الوطني لعمال النسيج والملابس والخياطة في نيجيريا الطبعة الثانية والثلاثين من المؤتمر الوطني السنوي للتربية، من الثلاثاء 24 إلى الخميس 26 نوفمبر 2020 في إقليم العاصمة الفيدرالية النيجيرية، أبوجا، مع تخصيص يوم الأربعاء 25 للاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف والتحرش ضد المرأة.

كما نظم المنتدى الاشتراكي الغاني منتدى حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، تم بثه على الهواء مباشرة في 32 دولة في إفريقيا، يوم 25 من الشهر الجاري؛ في حين أطلق مركز اهتمامات المرأة بكينيا 16 يومًا من النشاط الجندري في اليوم نفسه، بينما خططت الرابطة الاشتراكية الثورية بالدولة الإفريقية ذاتها لإجراء تحريض عبر الإنترنت في الفترة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر، حيث ستنشر المواد المتعلقة بالحملة ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتتوجها بندوة عبر الإنترنت في اليوم الأخير. 

وانطلاقا من اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء (25 نوفمبر) إلى غاية 11 ديسمبر 2020، تطلق “مفيواتا”، وهي منظمة وطنية تجمع صغار المزارعين من جميع مناطق تنزانيا، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تهم تصميم مواد للاتصال والنشر لزيادة الوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.

 وستنقل هذه الحركة، التي تدافع عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لصغار المزارعين، وتأسست عام 1993، أصواتا من القاعدة الشعبية حيث يقيم المزارعون، بهدف خلق نقاش محلي حول الحملة وأهميتها في السياق التنزاني؛ على أن يشمل التدريب: “المصطلحات الشائعة وتحديد سياق العنف، والعنف ضد المرأة وأشكاله المتعددة، والأعمال التجارية الزراعية والعنف ضد الفلاحات، والرأسمالية والعنف، وإستراتيجيات لمواجهة العنف”.

كما نظمت حركة سكان الأكواخ “أبهلالي قاعدة مجوندولو”، بجنوب إفريقيا، في سياق البرنامج الإقليمي ذاته، مخيما ليليا بهدف “حشد المعركة ضد القهر والقمع السياسي والاضطهاد الثقافي وعدم المساواة، والقمع الاقتصادي، والعنف القائم على النوع الاجتماعي ومختلف الأنواع من الإساءة: الإساءة الجسدية، سوء المعاملة العاطفية، الإساءة المالية، الإساءة النفسية، الإساءة اللفظية”، مع مناقشة: “المرأة في الأرض”، و”المرأة في سبل العيش”.

وتريد الحركة من خلال نشاطها أن ترى نساء أباهلالي ونساء جنوب إفريقيا عامة “يحاربن النظام الأبوي”، موردة أن “صوت المرأة يجب أن يكون عالياً بنفس مستوى صوت الرجل في هذا البلد”.

كما ينظم مركز اهتمامات المرأة بكينيا في إطار الأيام ذاتها حوارات مجتمعية وإذاعية، وزيارات ومناقشات مفتوحة حول “دور المرأة في القيادة وصنع القرار”، و”الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي ومسار الإحالة”، و”التعزيز الاقتصادي”؛ بينما تعقد حركة “مفيواتا” في التاسع من ديسمبر 2020 اللقاء الوطني للمرأة والشباب، بهدف الحفاظ على المناقشات العضوية والأفقية والمنهجيات التشاركية للتحليل والتخطيط الجماعي، مع مشاركة تجارب العنف من منظور الفلاحات، ومناقشة الأسباب الجذرية والإستراتيجيات لإنهاء العنف ضد المرأة؛ ويوم11  منه ستعمل على توفير المساعدة القانونية للنساء في ذكرى يوم حقوق الإنسان.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة