مدار: 11 كانون الثاني/ يناير 2023
في الوقت الذي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت ما يقارب 23 ألفا و500 شهيد، و60 ألفا من المصابين والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وصل رئيس الدبلوماسية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مصر، محطته الأخيرة في جولته الشرق أوسطية التي شملت 9 دول والضفة الغربية المحتلة في أسبوع.
تحركات بلينكن تأتي في سياق محاولاته لتجنب توسع الحرب إلى صراع إقليمي، وسط تنديد واسع بزيارته للمنطقة بينما تواصل بلاده دعم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني سياسيا وعسكريا وماليا.
واستهل الوزير الأميركي جولته الرابعة في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة، من تركيا وشملت اليونان والأردن والسعودية وقطر والإمارات، والبحرين، قبل أن يصل ليلة الإثنين إلى الأراضي المحتلة، ويلتقي بممثلين للسلطة الفلسطينية في رام الله، ثم القيادة المصرية القاهرة.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استقبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالقاهرة، اليوم الخميس، في ختام جولته الدبلوماسية، في إطار ما وصفه المتحدث باسم الرئاسة المصرية بـ”استمرار التنسيق بين الجانبين بما يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليميين”.
وفق بيان للرئاسة المصرية، “توافق الجانبان على استمرار التشاور المكثف بشأن الأوضاع الراهنة، والتواصل مع مختلف الأطراف لدفع جهود التهدئة ومنع اتساع رقعة الصراع، مع تأكيد الرفض التام لمبدأ أو محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتمسك بمسار حل الدولتين كأساس تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
في السابق، وتزامنا مع استقبال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وزير الخارجية الأمريكي، في رام الله الأربعاء، نظم ناشطون فلسطينيون مسيرة احتجاج على الزيارة على بعد 300 متر تقريبا من مقر الرئاسة الفلسطينية، مرددين هتافات غاضبة مثل “يا للعار يا للعار.. باعوا غزة بالدولار”.
في المقابل، قالت القناة “الـ12” الإسرائيلية إنّ اللقاء المطوّل بين رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وبلينكن، الثلاثاء، “كان متوتراً”، موردة أنّ “واشنطن بدأت تفقد صبرها”، في الوقت الذي عزز عدم إصدار نتنياهو بيانا بشأن الاجتماع – كما هو معتاد – التكهنات بشأن الخلاف بين الطرفين.
قبل الزيارة، كشف مسؤول أميركي رفيع لشبكة “NBC” أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية سيبلغ “إسرائيل” بضرورة إنهاء المعركة العسكرية في أسرع وقت ممكن.
بلينكن، بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي نقل للمسؤولين الإسرائيليين اهتمام واشنطن بـ “بدء عودة الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة في أقرب وقت”، وهو ما رد الإسرائيليون بعدم إمكانية حدوثه حال عدم وجود تقدم في ملف الأسرى.
وسمحت سلطات الاحتلال لوفد أممي بدخول شمالي غزة، لتقييم وضع البنية التحتية ورسم خريطة للاحتياجات لعودة المدنيين الفلسطينيين إلى المنطقة في مرحلة لاحقة.
ووفقا للبيانات والتصريحات الرسمية بشأن جولات بلينكن، ركزت لقاءات وزير الخارجية الأمريكي على بحث تغيير شكل الحكم في قطاع غزة في مراحل لاحقة، وسبل وقف العدوان بتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي وبشروط مرضية له أبرزها ملف الأسرى، في مقابل إعادة المهجَّرين الفلسطينيين إلى قطاع غزة، دون تطرق إلى أي إدانة للاحتلال عن الجرائم الفادحة التي ارتكبها ضد الفلسطينيين، ودون أي سبل ضغط لتغيير القرار الإسرائيلي، فضلا عن بحث سبل وقف الهجمات على السفن الإسرائيلية والأمريكية بالبحر الأحمر، والضغط لوقف الهجوم على بنيات عسكرية أمريكية في المنطقة.
يأتي هذا التحرك تزامنا مع اشتداد التوتر في جبهة الشمال مع حزب الله في لبنان، خصوصا بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في العاصمة بيروت، واغتيال القيادي العسكري البارز في صفوف حزب الله، وسام الطويل، وتواصل الإستهداف الإسرائيلي أيضا للأراضي السورية.
على الساحة العراقية، مازالت فصائل مسلحة تستهدف بنيات عسكرية أمريكية، بينما تفرض جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) في اليمن، منطقة حظر بحري، في الخليج الرابط مع معبر سيناء، على السفن التي لها علاقة بالمصالح الإسرائيلية، وتطلق صواريخ باليستية ومسيرات تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.