الهجوم الأمريكي-البريطاني على اليمن يواجه بالرفض والاحتجاج

مشاركة المقال

مدار: 12 كانون الثاني/ يناير 2024

دخلت المنطقة العربية الملتهبة أصلا، في منعطف وصف بـ “الخطير” بعد ضربات أمريكية-بريطانية على اليمن؛ ووسط وعيد يمني بالرد، اعتبرت حركات شعبية في الولايات المتحدة أن هذا الهجوم يدخل في إطار دعم إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها في غزة، ومن أجل التشويش على الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وسط دعوات للتظاهر والاحتجاج.

شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

وقال الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، في بيان، “بتوجيه منّي، نفّذت القوّات العسكريّة الأميركيّة – بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا – ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون لتعريض حرّية الملاحة للخطر في أحد الممرّات المائيّة الأكثر حيويّة في العالم”.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في بيان، “رغم التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربية بريطانيّة وأميركيّة”، مضيفا “هذا لا يمكن أن يستمرّ”.

وفي هذا السياق، أورد الناطق باسم القوات المسلّحة التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، العميد يحيى سريع، اليوم الجمعة، إن هذه الضربات شملت 73 غارة استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات الحُديدة وتعز وحَجّة وصعدة، موضحا أنها أدت إلى وفاة خمسة أفراد وإصابة ستة آخرين من القوات المسلحة.

وصرّح سريع أن ما وصفه بـ “العدو الأميركي والبريطاني أقدم في إطارِ دعمه لاستمرار الإجرام الإسرائيلي في غزة، على شنّ عدوانٍ على اليمن”، وسطّر على أن ذلك “لن يمر من دون ردّ ومن دون عقاب”.

وكان الحوثيون أعلنوا فرض حظر بحري على جميع السفن المرتبطة بالمصالح الإسرائيلية، تضامنا مع فلسطين، وشنّوا ما يقارب 25 عملية قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، أحد أهم الممرّات المائيّة للتجارة العالميّة.

وشكلت واشنطن تحالفا دوليا في كانون الأول/ديسمبر – أطلِق عليه اسم “عملية حارس الازدهار” – لـ “حماية الملاحة البحريّة” في المنطقة التي يتدفق من خلالها 12 في المائة من التجارة العالمية، بالرغم من تأكيد الحوثيين مرارا على أن السفن الوحيدة المستهدفة هي تلك المرتبطة بالمصالح الإسرائيلية.

ويشار إلى أن الدولة العربية الوحيدة المنخرطة في التحالف الأمريكي ضد اليمن هي البحرين.

توسّع الصّراع

وتهدد الضربات الغربيّة الجديدة بتحويل الوضع المتوتّر بشدة في المنطقة إلى نزاع أوسع نطاقا.

ويأتي هذا الهجوم في اتجاه معاكس لما كان صرّح به رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكن، الذي ختم أمس من مصر جولة في المنطقة استمرت لأسبوع، تهدف حسب ما صرّح به إلى تجنب توسّع الحرب إلى صراع إقليمي.

وتأتي هذه التطورات مع استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة والذي خلّف حتى الآن أزيد من 23 ألف و500 شهيد وما يقارب 60 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

ويشتد التوتر في جبهة الشمال مع حزب الله في لبنان، خصوصا بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في العاصمة بيروت، واغتيال القيادي العسكري البارز في صفوف حزب الله، وسام الطويل، وتواصل الإستهداف الإسرائيلي أيضا للأراضي السورية.

على الساحة العراقية، أعلنت فصائل مسلحة عن استهداف متكرر لبنيات عسكرية أمريكية.

وكان الناطق باسم الدبلوماسية الإيرانية، ناصر كنعاني، حذّر يوم الإثنين، من أن الحرب “ستتسع” في المنطقة إذا لم تتوقف الجرائم الصهيونية في قطاع غزة.

من جانب آخر، تعقد اليوم الجلسة الثانية في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

غضب ودعوات للاحتجاج

أثار الهجوم الأمريكي-البريطاني على اليمن غضبا واسعا، خصوصا في الولايات المتحدة.

ودعت حركة الشباب الفلسطيني ومنتدى الشعب وحزب الاشتراكية والتحرير وائتلاف الإجابة (the ANSWER Coalition) في الولايات المتحدة إلى مظاهرة طارئة في ساحة التايمز في نيويورك على الساعة 8:30 من مساء اليوم (بالتوقيت المحلي)، لإدانة الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد اليمن ومن أجل المطالبة بإنهاء الحرب والعدوان في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، سينظم ائتلاف الإجابة تظاهرة مماثلة أمام البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن على الساعة التاسعة مساء من مساء اليوم بالتوقيت المحلي.

وقالت المنظمات الداعية لهذه الاحتجاجات، في بيان توصل “مدار” بنسخة منه، إن الغارات ضد اليمن تهدف إلى “مساعدة إسرائيل على مواصلة هجوم الإبادة الجماعية الذي تشنه على غزة”.

واعتبرت الهيئات نفسها أن الضربات الأمريكية البريطانية “انتهاك سافر لسيادة اليمن وتصعيد خطير للغاية”، مشيرة إلى أن تصرفات إدارة بايدن أثارت “احتمال نشوب حرب إقليمية مدمرة، بما في ذلك الغارات الجوية التي وقعت الأسبوع الماضي في العراق والتي اغتالت قائدا مهمًا”، وفق ما جاء في الوثيقة المذكورة.

وقال مصطفى من حركة الشباب الفلسطيني: “إننا ندين بشدة هذا الهجوم غير القانوني الذي شنته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد إخواننا وأخواتنا في اليمن. لقد أظهر الشعب اليمني للعالم ما يعنيه التضامن بشكل حازم وملموس مع النضال الفلسطيني، ولهذا السبب قوبلوا بالعدوان الإمبراطوري”، وزاد: “نطالب بإنهاء هذا التصعيد والإبادة الجماعية الأمريكية الإسرائيلية ضد غزة”.

من جانبه، شدّد المدير التنفيذي لمنتدى الشعب، مانولو دي لوس سانتوس على أن هذا “القصف غير القانوني لليمن من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة” يشكل “تصعيدًا خطيرًا وانتقامًا مباشرًا ضد هذه الدولة ذات السيادة بسبب تضامنها القوي مع شعب فلسطين”.

“إن شعب الولايات المتحدة لا يريد حرباً إمبريالية أخرى في الشرق الأوسط. يجب علينا أن نقف للاستمرار في قول لا لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة ولا للضربات العسكرية على اليمن!”، يوضح النشاط السياسي ذاته.

المدير التنفيذي لـ “the ANSWER Coalition”، بريان بيكر، طالب بـ “وقف فوري لحملة القصف” و”جميع التهديدات الأمريكية بالحرب”.

وأشار المتكلم نفسه إلى أنه “في نفس اليوم الذي استمع فيه العالم إلى شهادة مفجعة في محكمة العدل الدولية تثبت أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية، ارتكب رعاتها الرئيسيون هذا العمل الفظيع من أعمال الحرب”.

وختم بريان بيكر قوله بالتشديد على “الحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، وليس التصعيد إلى حرب إقليمية”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة