المسرح أعد لمفاجأة فينزويلا في تشرين الأول/ أكتوبر

مشاركة المقال

اشتدت حدة العدوان الأمريكي على فنزويلا في الأسابيع الأخيرة، وتشير كل المؤشرات إلى المزيد من التصعيد قبل الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا.

بيبلز ديسباتش/ مدار: 31 أغسطس/ غشت 2020

ليوناردو فلوريس

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحضر إحاطة حول عمليات مكافحة المخدرات المعززة في الجنوب، أثناء زيارته للقيادة الجنوبية للولايات المتحدة (SOUTHCOM) في دورال، فلوريدا، الولايات المتحدة، 10 تموز/ يوليو، 2020. الصورة: رويترز / كيفين لامارك، DR

تتصاعد الحرب الهجينة ضد فنزويلا مع اشتداد حدة الحملة الرئاسية الأمريكية، ومهدت إدارة ترامب وحلفاؤها الفنزويليون والدوليون الطريق لمفاجأة أكتوبر، أو هجوم محتمل من قبل الولايات المتحدة أو أحد وكلائها بهدف تعزيز إعادة انتخاب الرئيس ترامب، وتكتسي الهجمات على فنزويلا أبعادا عدةأعدة جهات، بما في ذلك الضغط العسكري المباشر والضغط الاقتصادي والعمليات السرية وحملات التضليل، كل هذه العناصر تعتبر من مكونات حرب هجينة سعت للإطاحة بحكومة الرئيس نيكولاس مادورو على مدى السنوات الماضية، وشهد كل عنصر تطورات جديدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما تستمر فنزويلا في مواجهة جائحة كورونا.

الضغط العسكري المباشر

يوشك الانتشار العسكري البحري الأمريكي على الحدود البحرية لفنزويلا أن يبدأ شهره الخامس من العمليات في المنطقة، وحتى الديمقراطيون القلائل في الكونغرس المستعدين لانتقاد سياسة ترامب تجاه فنزويلا لم يقلوا شيئًا عن هذا الانتشار، ربما لأنه من الطبيعي تمامًا للولايات المتحدة أن تهدد بشن حرب على بلد ما، ثم ترسو أساطيلها على تخوم هذا البلد. إن صمت الديمقراطيين مؤسف، لأنه كان من الممكن بسهولة استخدام هذا كمثال على تبذير البنتاغون، ويمكن أن تستخدم كحجة في الجدل المتعلق بخفض الإنفاق العسكري، فالقيام بإطلاق عملية ضخمة لمكافحة المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، يقابله في الجهة المقابلة  مرور 84 بالمائة من الكوكايين صوب الولايات المتحدة عبر المحيط الهادئ وليس الكاريبي.

وفي كولومبيا ، التقى الرئيس إيفان دوكي مع مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين ورئيس القيادة الجنوبية للولايات المتحدة كريج فالر في 18 أغسطس/غشت 2020، حيث أعلنا عن مبادرة تعزيز النمو في كولومبيا، وهي خطة بمليارات الدولارات يقول أوبراين إنها “تركز على التنمية الريفية، وتوسيع البنية التحتية، والأمن، وسيادة القانون “، بالرغم أن الإعلان كان يفتقر إلى التفاصيل؛ بعد يومين من زيارة المسؤولين الأمريكيين، اتهم دوكي فنزويلا، دون تقديم أي دليل، بمحاولة الحصول على صواريخ متوسطة وبعيدة المدى من إيران، قابلها نفي إيراني وفنزويلي لهذه المزاعم.

وسمحت محكمة كولومبية، في 27 أغسطس /غشت، لوحدة عسكرية أمريكية بإعادة إطلاق “مهمتها الاستشارية” بعد تعليق هذا التعاون مسبقًا في ضوء اعتراض دستوري فيما يتعلق بنشر القوات الأجنبية على الأراضي الكولومبية؛ وتم إنشاء هذه الوحدة، وهي لواء مساعدة القوات الخاصة، للقيام بـ”بناء قوة عسكرية محترفة“. وجدير بالذكر أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، في كتابه، إدّعي أنه علم في شباط/ فبراير 2019 أن “القوات الكولومبية لم تكن، ببساطة، جاهزة للصراع التقليدي مع القوات المسلحة لمادورو”.

الجارة الجنوبية لفنزويلا، البرازيل، ضالعة أيضا في التصعيد، وتجري القوات الجوية البرازيلية مناورات عسكرية بين 17 أغسطس/ غشت و 4 أيلول/ سبتمبر، وتشمل التدريبات طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك وطائرات مقاتل، وقيل إنها تدريبات على القتال غير التقليدي ضد المتمردين أو القوات شبه العسكرية.

وتتعاون البرازيل وكولومبيا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في الشؤون العسكرية، ففي حدث أقيم في شهر تموز/ يولوز في ميامي، تم تقديم الرئيس ترامب إلى العميد خوان كارلوس كوريا من كولومبيا واللواء ديفيد من البرازيل من قبل الأدميرال فال، الذي قال إن الرجال “يعملون معه“، وسبق أن أعرب الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا عن قلقه من أن جيش بلاده “قد يستخدم في أعمال تتعارض مع المبادئ الدستورية لعدم التدخل وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

الضغط الاقتصادي

على الصعيد الاقتصادي، صادرت الولايات المتحدة ناقلتي وقود اشترتهما فنزويلا في 14 أغسطس / غشت، وتعيش فينزويلا نقصا في البنزين بسبب صعوبة استيراد الموارد الكيماوية المضافة الضرورية وقطع غيار المصافي، وتدرس إدارة ترامب، حاليا، إنهاء الإعفاء من العقوبات على مقايضات الديزل مقابل النفط الخام التي تنفذها شركات النفط ريلاينس وريبسويل وإيني (Reliance, Repsoil ,Eni) مع فنزويلا، وسيكون للعقوبات على الديزل آثار واسعة النطاق على الزراعة والنقل والصحة وصناعات الطاقة في فنزويلا، تعتمد الشاحنات المستخدمة في شحن الطعام وحافلات النقل على وقود الديزل، كما تعتمد المستشفيات في جميع أنحاء البلاد على مولدات الديزل الاحتياطية لمواجهة عدم انتظام إمدادات الكهرباء، وفي غرب فنزويلا ، يتم استخدام الديزل في المحطات المحلية لتوليد الطاقة الكهربائية.

ومن المقرر أن ينتهي إعفاء الديزل، المذكور،  في أوائل تشرين الثاني/ نونبر، وطلبت إدارة ترامب من الشركات إنهاء مثل هذه المقايضات، مما أثار انتقادات من أعضاء بارزين في المعارضة الفنزويلية، بما في ذلك الاقتصادي فرانسيسكو رودريغيز، الذي وصفه بأنه “إجراء انتخابي واضح” “سيكلف الأرواح“، كما أصبحت العقوبات أحد الدوافع الرئيسية للانقسام داخل المعارضة، حيث بدأت المزيد من شخصيات المعارضة في انتقادها لأنها لا تؤدي إلى تغيير النظام وإنما إلى معاقبة الفنزويليين العاديين.

عمليات سرية وفوضى إجرامية

على الرغم من أننا قد لا نعرف أبدًا مدى تورط الولايات المتحدة في محاولة اغتيال الرئيس مادورو في أغسطس/ غشت 2018، أو الهجوم الإلكتروني على شبكة الكهرباء الفنزويلية في آذار/ مارس 2019، أو محاولة التوغل في مايو 2020 من قبل اثنين من أفراد القبعات الخضر السابقين ومرتزقة آخرين، لكن سيكون من الزيف الاعتقاد أن القوات الخاصة ووكالات الاستخبارات الأمريكية لا تزال في وضع الخمول، وفي فنزويلا، هناك قلق متزايد من أن العديد من الجرائم، التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية، هي جزء من مؤامرة لنشر الفوضى.

لا توجد طريقة لتأكيد هذه النظرية، لكنها ليست مستبعدة، فقد صرح المحلل العسكري فرانك جي هوفمان أن الحرب الهجينة يمكن أن “تتضمن مجموعة من أنماط الحرب المختلفة، بما في ذلك القدرات التقليدية والتكتيكات والتشكيلات غير النظامية والأعمال الإرهابية بما في ذلك العنف العشوائي والإكراه والفوضى الإجرامية [التشديد مضاف].” مثال على ذلك ما حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع التي حدثت أثناءها التوغل في ماي، إذ اندلعت أعمال عنف بين العصابات في بيتاري، أكبر حي فقير في فنزويلا. وزعم أحد المرتزقة الأسرى فيما بعد أن وكالة مكافحة المخدرات قد دفعت أموالا مقابل”إطلاق النار” لتكون بمثابة تمويه لعملية التوغل.

وتزايد القلق الحالي بعد سلسلة من الجرائم، بدأت في الثامن من أغسطس/ غشت بعد اختفاء زعيم ثوري بارز، وأعقب ذلك وفاة فنان يساري معروف في 20 أغسطس / غشت في ظروف غامضة، ومقتل اثنين من عمال التواصل اليساريين في 21 أغسطس / غشت على يد أفراد الشرطة؛ وتواصل السلطات التحقيق في القضايا الثلاث، وبعد ذلك تم اتهام ثمانية من ضباط الشرطة وكيل عام بالقتل ومحاولة التستر، ودعا النائب العام طارق صعب الأشخاص التسعة المتهمين بـ “المتسللين” الذين اخترقوا جهاز الشرطة للقيام بالجريمة، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الأحداث مرتبطة بمؤامرة لإحداث اضطراب إجرامي، فإنها تسبب بالتأكيد ضررًا نفسيًا للشعب الفنزويلي.

وبالإضافة إلى هذه الجرائم، اندلعت مواجهات عنيفة متكررة بين الشرطة وجماعات إجرامية مسلحة جيدا، ففي 25 أغسطس/غشت، نصبت عصابة مسلحة ببنادق AR-15 و AK-103 و FN-MAGكمينًا لمستودع أسلحة تابع للشرطة،[ في الأعلى، صورة يُزعم أنها لأحد مؤسسي العصابة وهو يحمل بازوكا أثناء المواجهة]، ووقعت عدة هجمات على ثكنات أو مخازن أسلحة، هذه الهجمات مرتبطة بمؤامرات انقلابية عدة مرات منذ عام 2017، مما أدى إلى سرقة بنادق هجومية وأسلحة ثقيلة وقنابل يدوية ومتفجرات أخرى، انتهى بها المطاف في أيدي المجرمين.

إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي

يبدو أن عمالقة التكنولوجيا منخرطون في حملة الضغط القصوى لإدارة ترامب، ففي آذار/ مارس، تزامنا مع وصول الفيروس التاجي إلى فنزويلا، علق تويتر 40 حسابًا يخص مسؤولين ومؤسسات الدولة والصحافيين والمؤثرين ، بما في ذلك وزارة الصحة ونائب الرئيس ديلسي رودريغيز، الذي كان مسؤولاً عن الاستجابة لفيروس كورونا، وتم استرداد معظم هذه الحسابات، وليس جميعها، لكن تويتر لم يقدم أي تفسير لأفعاله.

قامت منصة تويتر، في 19 أغسطس/ غشت، بتقييد حساب  Venezuela Analysis، أحد أهم المواقع الإلكترونية للأخبار باللغة الإنجليزية عن البلد،كما أشار بن نورتون، أن هذه الحسابات “تفضح رواية واشنطن المؤيدة للحرب”، ويمثل تعليقها تصعيدا على المستوى الإعلامي ضمن الحرب الهجينة؛ وفي 21 أغسطس/غشت، قامت غوغل بحظر أو محو ثلاثة حسابات على يوتوب وجيمايل تابعة للتلفزيون الحكومي الفنزويلي VTV ، مما منع الفنزويليين من الوصول إلى الأخبار الحية و 68000 مقطع فيديو تم تحميلها من طرف القناة منذ سنة 2011.

كورونا وحملات التضليل

يعتبر توقيت عمليات إغلاق الحسابات المذكورة أمرا مثيرا للاستغراب، حيث حدثت تزامنا مع حملة تضليل كبرى حول استجابة فنزويلا للفيروس التاجي، ونشرت صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من وسائل الإعلام قصصًا عن محنة عودة المهاجرين الفنزويليين والتدابير المتطرفة المزعومة التي اتخذتها الحكومة الفنزويلية لمكافحة الوباء.

لكن ما ينقص هذه المقالات هو حقيقة أن فنزويلا استقبلت 130 ألف مهاجر عائدا منذ بداية انتشار الوباء، وقد تكون فنزويلا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستقبل أعدادًا كبيرة بهذا الحجم من الناس خلال الجائحة، حيث أغلقت معظم البلدان حدودها، وأصبحت العودة إلى الوطن عملية صعبة على الجميع في مختلف أنحاء العالم؛ ومن بين هؤلاء العائدين إلى فنزويلا، دخل 90 ألفًا من خلال القنوات الرسمية، حيث يتم إخضاعهم على الفور للكشف عن الفيروس، ويتم إرسال معظمهم بعد ذلك إلى مركز الرعاية الاجتماعية الشاملة (PASI) للامتثال لبروتوكولات الحجر الصحي، وفي المركز، يتلقى المهاجرون العائدون الطعام والرعاية الطبية ومواد النظافة الشخصية حيث ينتظرون 2-3 أسابيع للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا (الاختبارات الإيجابية يمكن أن تطيل إقامتهم).

عاد 40 ألف مهاجر آخرين إلى البلاد عبر طرق غير رسمية، متجاوزين ضوابط الصحة والهجرة، وفي أواخر أيار/ ماي، بدأت فنزويلا تشهد نموًا سريعًا في حالات كورونا المستجد بعد السيطرة على الوباء لمدة شهرين، ويعزى جزء كبير من هذا الارتفاع إلى المهاجرين الذين لم يلتزموا بالتحذيرات الصحية؛ وفي مرحلة محددة، دخلت 80٪ من الحالات الجديدة في فنزويلا من الخارج،  في منتصف حزيران/ يونيو، انقلبت الأعداد وارتفع انتقال العدوى في المجتمع بسرعة.

هناك أسباب وجيهة للمهاجرين لتجنب نقاط الدخول الرسمية، بما في ذلك الظروف المزرية على الجانب الكولومبي من الحدود وطوابير الانتظار الطويلة بغرض الدخول، نظرًا للحد من عدد الأشخاص الذين يمكنهم عبور الحدود يوميًا، ومع ذلك، كان العديد من المهاجرين ضحايا لأخبار كاذبة، إذ أجرت مادلين غارسيا عن قناة تيليسور (Telesur)مقابلة مع فنزويلي عائد، وقيل له في كولومبيا إن الفنزويليين يقومون بحقن المهاجرين بفيروس كوفيد 19 لأن الأطباء يتقاضون رواتبهم من خلال أرقام الحالات، فضلاً عن الأكاذيب حول عدم إطعام المهاجرين وحبسهم داخل أقفاص في مركز الرعاية PASI.

وبالرغم من وجود تقارير في وسائل التواصل الاجتماعي عن سوء الأوضاع في بعض الهيئات العامة للرعاية الاجتماعية، يبدو أنها تمثل الاستثناء وليس القاعدة، فقد أشار تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى الفروق بين أكثر من 200 من مراكز الرعاية الاجتماعية، مع وجود بنية تحتية أفضل في الجامعات والفنادق من تلك الموجودة في المدارس الابتدائية وصالات الألعاب الرياضية، والتي يتطلب بعضها “دعمًا أكبر لتعزيز قدرتها على تقديم خدمات” ، وزارت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مراكز الرعاية الاجتماعية، وتساهمان في تقديم المساعدة للمهاجرين المحجورين مؤقتًا فيها، كما يقوم المسؤولون الحكوميون والمحليون بشكل روتيني بتفقد مراكز الرعاية الاجتماعي، ونشرت وسائل الإعلام الفنزويلية تعليقات عن الموضوع، لكن وسائل الإعلام الدولية حاولت وصم مراكز الرعاية الاجتماعية بالعار، دون الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع وحجم التحديات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد المترتبة عن الوباء والحصار والعقوبات.

ويتم استخدام الدعاية الإعلامية الدولية السائدة حول كوفيد 19 وقضية المهاجرين الفنزويليين، لتقديم البلاد على أنها بحاجة إلى تدخل إنساني بل وذهبت إدارة ترامب ومراكز التخطيط مثل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي وضع تقريرًا بعنوان “فنزويلا: الوباء والتدخل الأجنبي في خضم انهيار دولة المخدرات”، إنهم يحاولون تحويل استجابة فنزويلا للفيروس التاجي إلى قضية أمن إقليمي، ونظم مجلس الأطلسي، الذي يعتبر مركز أبحاث الناتو في واشنطن، نشاطا في 13 أغسطس/ غشت  مع الأدميرال فالر أعلن فيه أن حكومة مادورو تشكل تهديدًا عاجلاً للديمقراطية والاستقرار الاقتصادي والاستجابة لكوفيد -19.

حالات كوفيد -19 لكل مليون نسمة. المصدر:   Coronavirus Country Comparator ، DR


وكما هو موضح في الرسم البياني أعلاه، من السخيف الادعاء بأن فنزويلا تشكل تهديدًا بناء على انتشار وباء كورونا، وتقدم الدولة أداءً أفضل بكثير من جيرانها في السيطرة على انتشار المرض وعدد الضحايا، وشهدت فنزويلا 358 حالة وفاة إجمالية بكوفيد -19، بمعدل 13 حالة وفاة لكل مليون نسمة (الأرجنتين هي ثاني أدنى نسبة في أمريكا الجنوبية، مع 180 حالة وفاة لكل مليون نسمة)، وبعد الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات من تموز/ يوليو إلى منتصف أغسطس/ غشت، يبدو منحنى الحالات الجديدة بدأ في الاستقرار، بالرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ذلك، وتمكنت فنزويلا من الصمود في وجه العاصفة بفضل خياراتها السياسية والمساعدة التي تلقتها في الوقت المناسب من كوبا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة.

إن الإجراء العسكري ضد فنزويلا سيعيق، بطبيعة الحال، إن لم يكن سيدمر، قدرتها على التعامل مع الوباء، مما سيؤدي إلى زيادة الإصابات في البرازيل وكولومبيا ودول أخرى إذا كانت هناك موجة من لاجئي الحرب، ومع ذلك، وتبدو هذه المخاوف ثانوية بالنسبة إلى صقور فنزويلا ، الذين يعتقدون أن إدارة ترامب الثانية أو إدارة بايدن من غير المحتمل أن تتجه نحو شن هجوم على فينزويلا بغرض تغيير النظام.

فوفقًا لمصادر تحدثت لموقع “أون لاين بوليتيكا(La Política Online )، كان السناتور ماركو روبيو ينصح إدارة ترامب بأن العمل العسكري ضد فنزويلا “سيضمن أصوات الهيئة الانتخابية في فلوريدا في تشرين الثاني/ نونبر”، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الادعاءات لم يتم التحقق منها بشكل مستقل وأن السناتور روبيو لم يعلق عليها، ومع ذلك ، فإن سياسة الرئيس ترامب المتشددة تجاه فنزويلا مبنية على الفوز بولاية فلوريدا، وقد تم وضع العديد من الأحداث المفصلة أعلاه على الطاولة لمنح الرئيس الخيار العسكري الذي كان يلوح به منذ أغسطس/ غشت 2017.

 المسرح مهيأ لمفاجأة أكتوبر الكارثية، خاصة وأن فرص ترامب في إعادة انتخابه  تبدو قاتمة.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة