“الشيوعي اللبناني” يخرج إلى الشارع لبناء معارضة ترسي العلمانية والديمقراطية

مشاركة المقال

مدار: 29 آذار/ مارس 2021

نظم الحزب الشيوعي اللبناني مسيرة شعبية حاشدة صبيحة الأحد 28 مارس/ آذار  2021، انطلقت من أمام المصرف المركزي نحو وزارة الاقتصاد، مروراً بمجلس النواب، ووصولاً إلى القصر الحكومي في ساحة رياض الصلح، حملت شعار “إلى الشارع لبناء الائتلاف الوطني المعارض الذي يتيح تعديل موازين القوى في لبنان. إلى الشارع لبناء نظام سياسي بديل يرسي بناء الدولة العلمانية الديمقراطية. إلى الشارع لمواجهة المنظومة وإنتاج سلطة بديلة لإدارة المرحلة الانتقالية”.

 وتأتي هذه المسيرة تأكيدا من الحزب الشيوعي اللبناني على “آنية وضرورة استنهاض انتفاضة 17 تشرين نفسها الثوري”، كما جاء في كلمة منسقة الإعلام المركزي في “الشيوعي” كاترين ضاهر، “باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة المنظومة الحاكمة الفاسدة ومحاسبتها وإسقاطها”.

وفي إشارة منها إلى الوضع الاقتصادي المنهار الذي يعرفه البلد، أردفت ضاهر: “ها هو الانهيار الشامل وقع، والذي لطالما حذّرنا منه ولم نتوانَ طيلة السنوات الماضية في افتراش الساحات والشوارع، في مسيرات وتحركات احتجاجية ومطلبية، ومحطات نضالية متعدّدة، لمواجهة الطغمة الحاكمة وسياساتها الاقتصادية والنقدية، وبخاصّة الضرائبية المجحفة في حقّ الفقراء، بهدف تغيير هذه السلطة السياسية التي لا تستطيع إلّا أن تكون سلطة محاصصة ومحسوبيات وزبائنية”.

وبهذه المناسبة توجه الأمين العام للحزب حنا غريب بكلمة للبنانيين واللبنانيات، أشار من خلالها إلى أنهم نزلوا إلى الشارع “من أجل كل طفل يعاني من البرد والجوع وكل النساء اللواتي يعانين من أجل توفير الدواء والمأكل لأولادهن، وكل عائلات شهداء انفجار مرفأ بيروت، وكل الطلاب والمعطلين والمستخدمين الذين فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة الحالية وكل الشباب والكوادر الذين اضطروا إلى هجر بلادهم بحثا عن أفق ومستقبل أفضل”.

حنا غريب،الأمين العام للحزب الشيوعي، أثناء إلقائه لكلمته

ومن أجل “تحقيق كرامة وطنية لكل هاته الفئات” خرج أعضاء الحزب الشيوعي اللبناني إلى الشارع، حاملين أعلامهم من أجل المطالبة بالعديد من الإصلاحات والتغييرات الجذرية، أهمها “بناء اقتصاد وطني منتج في كل المجالات: الصناعة والفلاحة والخدمات…كبديل عن الاقتصاد الحالي الآيل للسقوط، القائم أساسا على الريع والاستدانة والإعالات الخارجية”.

هذا ولخص حنا غريب جملة من المطالب السياسية في كلمته قائلا: “خرجتُم ولم تخيبوا آمالَ شعبِكم في تصميمِه على الاستمرارِ في تصعيدِ المواجهةِ على طريقِ التحررِ الاجتماعيّ والوطنيّ، وهي طريقُ جبهةِ المقاومةِ الوطنيةِ اللبنانية التي جمعت نضالَها التحرّريَّ ضدَّ الاحتلالِ الصهيونيِّ مع نضالِها من أجلِ التغييرِ والتحرّرِ من تبعيةِ النظامِ السياسيِّ الطائفيّ ومنظومةِ الاستغلالِ والفساد”.

وفي السياق نفسه أورد غريب: “جئتم شاهرينَ مشروعَكم في مواجهةِ مشاريعِ المنظومةِ الحاكمةِ التي تسعى إلى إعادةِ إنتاجِ دويلاتِها وتبعياتِها وطائفياتِها ومذهبياتِها التي لا تنتجُ إلاّ الحروبَ المدمّرةْ..ومواجهةِ الدعواتِ إلى مؤتمرٍ دوليٍّ أو تأسيسيٍّ جديدٍ يقودُ إلى تسويةٍ طائفية جديدة، ومحاصصةٍ جديدةٍ تؤبِّدُ النظامَ الطائفيَّ الإفقاريَّ المولّد للحروبِ الأهليةِ إلى ما لا نهاية..جئتم لتعلنوا مواجهتَكم لصيغ التقسيمِ والفدرلةِ كافّةً..ودويلاتِ المزارع ِباسم ِالمناصفةِ أو المثالثة أو المحاصصةْ …وكلُها صيغٌ لا هدفَ لها سوى ترسيخِ تحكّمِ أمراءِ الأمرِ الواقعِ في جماهيرِ الطوائفِ وإبقائِها تحت سيطرتِهم…”.

كما طرحت كلمة الأمين العام للحزب العديد من الإشكالات التي يتخبط فيها البلد، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع ومحاكمتهم؛ كما دعا إلى ضرورة تدعيم المقاومة الوطنية اللبنانية، وشدد على العمل مع كل قوى التغيير الديمقراطي حسب تعبيره، “من أجل إنقاذ لبنان وقيام البديل السياسيّ الممهّد للدولة العلمانية الديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية”.

كما لم يغفل حنا غريب ذكر الأسير جورج إبراهيم عبد الله، القابع في السجون الفرنسية دون أي سند قانوني، مذكرا بأهم “الخطوات النضالية” التي خاضتها عائلة جورج وكل القوى، “من حملات دولية واتصالات شكلت ضغطا دوليا من أجل التسريع في إطلاق سراحه”، ومؤكدا على أن هذه القضية هي “قضية وطنية بامتياز”. وتميزت هده التظاهرة بحضور حشد غفير ورفع أعلام الشيوعية وشعاراتها، وحضور طاغ لرموزها، كالمطرقة والمنجل، كتعبير عن تحالف العمال والفلاحين.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة