السلطات الهندية تنتهك حرية الصحافة وتقتحم مقر موقع “نيوز كليك” مرة أخرى

مشاركة المقال

مدار: 11 أيلول/ سبتمبر 2021

أجرى ضباط في دائرة الضريبة على الدخل، أمس 10 أيلول/ سبتمبر، بالعاصمة الهندية دلهي، عملية “تفتيش” لمقر الموقع الإلكتروني الإخباري “نيوز كليك”، وامتدت هذه المداهمة من الساعة الثانية عشر ظهرا إلى غاية منتصف الليل.

وشملت هذه العملية، تسجيل تصريح لرئيس تحرير “نيوز كليك” برابير بروكاياستا، بينما تم حجز هاتفه ووثائق، إضافة إلى مقالب البريد الإلكتروني الخاصة ببرابير، والمحرر برانجال، زيادة  على العديد من الحسابات المالية الخاصة بالمنصة الإعلامية.

وقال “نيوز كليك” في بيان للرأي العام، حصل “مدار” على نسخة منه، إن 30 مستخدما ومتعاونا مع الموقع كانوا في المقر أثناء عملية “التفتيش”، وتم الاستيلاء على هواتفهم مؤقتا، ولم يسمح لهم باستخدام أجهزة الحاسوب الخاصة بهم والعمل.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف “نيوز كليك” من طرف السلطات الحكومية الهندية، ففي شباط/ فبراير، داهمت مديرية إنفاذ القانون مكتب “نيوزكليك” في نيودلهي، بالإضافة إلى منازل  بروكاياستا، ومحرر آخر، إلى جانب إداريين في الموقع نفسه، حيث عمدت إلى مصادرة أجهزة اتصال خاصة برئيس التحرير والإدارة.

وكانت لجنة حماية الصحافيين، التي  تتخذ من نيويورك في الولايات المتحدة مقرا لها، طالبت السلطات الهندية في تموز/ يوليو الماضي بالكف عن المضايقة القانونية للموقع الإخباري “نيوز كليك” والمحررين العاملين به.

وأوضح برابير بوركاياستا، أن “نيوز كليك” يتعاون مع التحقيقات التي تجريها مديرية إنفاذ القانون وقسم الجرائم الاقتصادية، وأدلى بالوثائق التي طلبوها من حين لآخر.

وأضاف رئيس تحرير الموقع الإلكتروني الإخباري نفسه، أن “مداهمة الأمس يبدو أنها تتعلق بنفس المزاعم الكاذبة التي لا أساس لها والتي يتم التحقيق فيها من قبل مديرية إنفاذ القانون وقسم الجرائم الاقتصادية بشرطة دلهي”، مشيرا إلى أنه “تم الطعن في هذه الادعاءات أمام القضاء”.

وصرّح برابير إن “هذه التحقيقات من قبل وكالات مختلفة، وهذه الادعاءات الانتقائية، هي محاولات لخنق الصحافة المستقلة للمؤسسات الإعلامية – بما في ذلك ‘نيوز كليك’. يضمن دستور الهند بموجب المادة 19 (1) (أ) الحق في حرية الكلام والتعبير، وهو حق مركزي لعملنا”. وختم بالقول: “لن نخاف. سوف نستمر في القيام بعملنا، ونقول الحقيقة في وجه السلطة”.

وفي تغطية سابقة، أخبر “مدار”، صحفي هندي في موقع إلكتروني إخباري، فضل عدم ذكر اسمه، خشية أن تتخذ ضده إجراءات انتقامية من طرف السلطات الهندية، أن “هذه الإجراءات القانونية ضد ‘نيوز كليك’ تأتي في الوقت الذي يوجد فيه هجوم مستمر على وسائل الإعلام والصحفيين في جميع أنحاء الهند”، وزاد “كانت المنظمات الإعلامية المستقلة، وخاصة وسائل الإعلام الإلكتروني، أكثر استعدادًا لتغطية التطورات على الأرض وكشف أخطاء حكومة حزب بهاراتيا جاناتا تحت قيادة ناريندرا مودي”.

وأوضح مصدرنا أنه “في هذه الأثناء، كانت وسائل الإعلام التقليدية التابعة للشركات الربحية تعمل كمشجع للحكومة”، موضحا أن “دور الإعلام الالكتروني مهم بشكل خاص في تغطية قضايا مثل الاحتجاجات الحاشدة للمزارعين، وإخفاقات الحكومة خلال كوفيد 19”، وختم مخاطبنا بالقول: “يتم استخدام العديد من المؤسسات الحكومية لفتح عدد من الجبهات ضد هذه المؤسسات الإعلامية الإلكترونية، بغرض ثنيها عن القيام بما يفترض بها القيام به – الصحافة”.

وسبق للعديد من المنابر الإعلامية على مستوى العالم، ومن بينها “مدار”، إلى جانب إعلاميين، أن أصدرت بيانا تضامنيا مع موقع “نيوز كليك” والصحافيين العاملين فيه، مشددة على أن “اعتقال محرريه وتشويه سمعته في الصحافة خطوة محسوبة بغرض التخويف من تغطية انتفاضة الفلاحين والنضالات الجماهيرية الأخرى الجارية في الهند”.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة