مدار: 18 حزيران/ يونيو 2023
مدفوعا بالهزات التي عرفها العالم، خصوصا الحرب في أوكرانيا، يواصل قطاع النفط الفنزويلي تعافيه بالرغم من العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب.
وكشف تقرير حديث لمنظمة “أوبك”، أن إنتاج فنزويلا من النفط، خلال شهر أيار/ مايو، بلغ 735 ألف برميل في اليوم، بارتفاع وصل تسعة آلاف برميل في اليوم، مقارنة مع نيسان/أبريل.
وأكدت شركة النفط الفنزويلية (PDVSA)، من جانبها، هذه الأرقام، موردة أن إنتاج هذا البلد الأمريكي اللاتيني وصل في الشهر الماضي 819 ألف برميل في اليوم، مقارنة مع معدل الإنتاج في الشهر الذي سبقه، والذي استقر عند 810 ألف برميل في اليوم.
وبالرغم من الارتفاع الملحوظ في معدلات الإنتاج، إلا أن مصادر إعلامية محلية لاحظت انخفاض نسبة الصادرات بنسبة 14 في المائة خلال الشهر الماضي نتيجة النقص في مخزونات النفط الخفيف المطلوب مزجه مع الخام الفنزويلي الثقيل.
وإذا كان الإنتاج الحالي هو الأعلى منذ 2020، إلا أنه مازال بعيدا عن المعدل المسجل سنة 2017، والذي وصل 1,9 مليون برميل في اليوم، وذلك قبل أن تطال العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب قطاع النفط بلد هو صاحب أكبر احتياطي في العالم من مادة البترول.
ويشار إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فرضت عقوبات شديدة على كاراكاس، همت القطاع المالي والتجاري والسياسي، بل وحتى الصحي، بهدف شل أكبر مصدر إيرادات للاقتصاد الفنزويلي وإسقاط الحكومة التي يقودها الحزب الاشتراكي الموحد.
وفي سياق متصل، كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قال في العاشر من حزيران/يونيو الجاري، في مؤتمر للجمهوريين في ولاية كارولاينا الشمالية، “إننا نشتري النفط من فنزويلا حالياً”، وزاد: “عندما غادرت الرئاسة كانت فنزويلا على وشك الانهيار وكنا سنحصل على كل هذا النفط”.
وأثارت هذه التصريحات استهجانا واسعا في الأوساط الأمريكية اللاتينية والفنزويلية، ورأى فيها متابعون أنها تؤكد، مرة أخرى، النوايا الحقيقية لواشنطن لفرض عقوبات أحادية على كاراكاس، وهي قلب النظام خارج القواعد الدستورية بغية السيطرة على ثرواتها الطبيعية.
جدير بالذكر، أنه على الرغم من تولي الديمقراطيين للسلطة في واشنطن، إلا أن إدارة بايدن حافظت على العقوبات التي أقرتها إدارة ترامب وسياسة “الضغط القصوى”، باستثناء تخفيف بسيط لهذه العقوبات، من خلال ترخيص محدود لشركة النفط الأمريكية المتعددة الاستيطان “شيفرون”.