مدار: 10 أيلول/ سبتمبر 2021
حمّل تقرير حديث المجتمع الصناعي الأمريكي مسؤولية التورط في إحداث أضرار بليغة بصحة كوكب الأرض، نتيجة الاحتباس الحراري والتلوث المميت، واصفا إياه بـ”الجاني”.
وأوضحت آرييل غولد، المديرة الوطنية والمحللة الأول لسياسات الشرق الأوسط لدى “كود بينك” من أجل السلام، أن الجيش الأمريكي هو أكبر مستهلك صناعي للنفط والغاز، وأحد أكبر الملوثين في تاريخ العالم.
وأحالت المحللة الأمريكية على تقرير لجامعة براون، مبينة أنه بين عامي 2001 و 2019، تسببت الحرب الأمريكية على أفغانستان في انبعاث 1.2 مليار طن متري من الغازات الدفيئة، وأدت إلى إعدام الغابات وحرق ذخائر سامة.
وتتحمل الولايات المتحدة مسؤولية 37 بالمائة من تجارة الأسلحة عبر العالم. وخلال سنة 2020، باع مصنعو الأسلحة الأمريكية لصالح الدول الأجنبية ما تزيد قيمته عن 175 مليار دولار أمريكي، نالت منها المملكة العربية السعودية ما نسبته 24 بالمائة.
وأدت الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمن إلى أزمة إنسانية كبيرة، إلى درجة أن طفلًا دون سن الخامسة يموت كل عشر دقائق في اليمن بسبب سوء التغذية. وبالإضافة إلى ذلك، منذ بداية الحرب عام 2015، كانت ناقلة مملوءة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام متوقفة على بعد أربعة أميال شمال ميناء الحديدة اليمني المحاصر؛ الناقلة الآن متضررة بشكل خطير من الصدأ ومعرضة لخطر الانفجار. ووفقًا لمنظمة “السلام الأخضر”، إذا انفجرت الناقلة، فسيكون تأثيرها أكبر بأربعة أضعاف من تسرب النفط من إكيسون فالديز سنة 1989، حسب ما أشار إليه آرييل غولد، في مقال تحليلي نشر على موقع “جاكوبين“.
وتحدثت الكاتبة عن الآمال التي كانت موضوعة على انتخاب جوزيف بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في الخفض من مستويات الإنفاق العسكري الأمريكي، لكن الميزانية المقترحة من إدارة بايدن للسنة المالية 2022 تبلغ 753 مليار دولار، بزيادة 2 في المائة عن السنة المالية السابقة.
وفي هذا الصدد تقترح الميزانية الأضخم من نوعها في العالم من حيث الإنفاق العسكري للسنة المقبلة تخصيص 2.6 مليارات دولار لأنظمة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، و 5 مليارات دولار لغواصة الصواريخ النووية الجديدة، و 3 مليارات دولار لقاذفات B-21 (التي تستهلك وقودًا تقريبًا في ساعة يعادل متوسط استخدام السيارة على مدى سبع سنوات)، و15.7 مليارات دولار لبرامج الأسلحة النووية، و 12 مليار دولار لطائرات F-35.
وذكرت المحللة الأمريكية أن الطائرة المقاتلة F-35 تستهلك وقودًا أكثر بنسبة 60 في المائة من سابقتها F-16. ومن شأن تحطم طائرة من هذا النوع أن يؤدي إلى جحيم من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتقول الولايات المتحدة الأمريكية إن أكبر تهديد تواجهه في المرحلة هو الصين، ومن ناحية أخرى تقول إنها تدعم جهود الحد من الاحتباس الحراري وتأثيراته؛ “هذان الهدفان متناقضان”، تقول غولد، مبرزة أنه على الرغم من أن إنفاق الصين على جيشها ارتفع بـ 76 بالمائة خلال السنوات العشر الماضية، إلا أن عدد سكانها يبلغ 4.35 ضعف عدد سكان الولايات المتحدة. وسنة 2020 بلغ الإنفاق العسكري الصيني نحو 252 مليار دولار، في حين أن الولايات المتحدة أنفقت 778 مليار دولار.
وأكد تقرير خاص صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يوم الإثنين 9 آب/ غشت أن “نطاق التغيرات الأخيرة في جوانب النظام المناخي ككل غير مسبوقة منذ قرون أو عدة آلاف من السنين”، وأكد أن تداعياتها ستستمر لآلاف السنين، مشيرا إلى ارتفاع أسرع من المتوقع لدرجات الحرارة.
وتعليقا على ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “إنه إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا”.
وأضاف المسؤول الأممي أن هذا التقرير يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي “يدمر الكوكب”.
واعتبرت المديرة الوطنية والمحللة الأول لسياسات الشرق الأوسط لدى “كود بينك” من أجل السلام أن معالجة المخاطر التي أشار إليها تقرير الأمم المتحدة تستوجب من الولايات المتحدة أن تتخذ نهج التعاون، بدلا من التنافس مع الصين ومواجهتها، وذلك من أجل منع حدوث نتائج كارثية أسوأ من تلك الموجودة الآن فعلا.
“يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن افتعال نزاعات جديدة”، تورد آرييل، مضيفة أن على واشنطن أن تخفض من حجم إنفاقها العسكري وأن تغلق قواعدها العسكرية وأن تتوقف عن بيع الأسلحة، وزادت: “تعتمد حياتنا وكوكبنا على قدرتنا على صنع السلام”.