مدار: 13 أبريل/ نيسان 2021
بمناسبة اليوم العالمي للصحة، الذي يصادف 07 أبريل/ نيسان من كل سنة، نظمت حملة الأسبوع العالمي للنضال ضد الإمبريالية، يوم الخميس 08 أبريل/نيسان 2021، ندوة دولية رقمية تحت عنوان: “دفاعا عن الأرواح قبل الأرباح..من أجل اللقاح والرعاية الصحية المجانية للجميع”.
وكما كان مقررا، انطلقت فعاليات الندوة الدولية التي بثت عبر الصفحة الرسمية لـ”الأسبوع العالمي للنضال ضد الإمبريالية” على “فايسبوك”، على الساعة 13.00 بتوقيت غرينتش، 14.00 بتوقيت المغرب وتونس و16.00 بتوقيت لبنان وفلسطين.
وبعد الكلمة الافتتاحية التي ألقاها مسير ومسيرة اللقاء لتوضيح السياق العام لهاته الندوة، أعطيت الكلمة للمتدخلين، وكان أولهم الدكتور ساتياجيت رايث من الهند، وهو أخصائي مناعة بمعهد البحوث والعلوم التربوية الهندي، وتناول فيها بالأساس مسألة عدم تكافؤ فرص الحصول على اللقاحات بصفة عامة، وعلى لقاح كوفيد 19 بشكل خاص، بين كافة دول العالم، وضرورة توفر نظام توزيع عادل لهاته اللقاحات.
وكان التدخل الثاني من كارلوس رون، مدير مؤسسة سيمون بوليفار بفنزويلا، وتطرق فيه لاختلاف تعامل الدول مع الجائحة وتداعياتها باختلاف طبيعة الأنظمة السائدة فيها، من رأسمالية وليبرالية ودول ذات توجه اشتراكي كفنزويلا مثلا.
وفي مداخلة أخرى تحدثت أنا براكار، العضو في حركة الصحة للشعب بكرواتيا، عن أهمية الصحة العمومية في ظل الجائحة، وكيف أثر تدهور القطاعات الصحية العمومية في عدة دول بسبب سياسات التقشف والاقتطاعات، وتشجيع القطاع الخاص، مثل رومانيا وكرواتيا وإيطاليا وغيرها، على احتواء أزمة كوفيد 19.
بدوره أكد براميش بوخارال، عضو منظمة “فيا كامباسينا” أو “طريق الفلاحين” بنيبال، عن السيادة الغذائية في ظل الجائحة، وأكد على ضرورة مواصلة النضال وتقديم بدائل عن هجوم الرأسمالية التي اعتبرها نظاما وحشيا، كما اعتبر أن الاشتراكية هي الحل الوحيد، ودعا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والاقتصاد المحلي للدول، وأخيرا وضع حياة الناس في المقام الأول عوض الأرباح.
وبعد استراحة فنية غنائية واستعراضية، قدمتها مجموعة العمل الفني والثقافي للقمة العالمية للشعوب، استكمل النقاش بمداخلة لورينا بينيا من السلفادور، عن الفدرالية الديمقراطية العالمية للنساء، التي تحدثت من جانبها عن تداعيات الجائحة في ظل النظام الرأسمالي، والمفارقات الطبقية التي واكبتها.
ومن وجهة نظر نسوية تحدثت المتدخلة ذاتها عن النظم الأبوية ومدى تأثيرها على النساء، وتفاقم العنف الأسري في فترات الحجر الصحي، ومشاكل أخرى، آخذة من بلدها السلفادور مثالا.
ومن جنوب إفريقيا تدخلت رئيسة شبيبة نقابة “اندابا” للممرضات، لوريتا ماتونزي، مستهلة كلمتها بتوضيح الوضعية الصحية المتأزمة في بلدها، ومدى التحديات والصعوبات التي واجهت العاملين في القطاع الصحي في غياب المعدات الأساسية للوقاية الصحية؛ كما تطرقت بدورها للعنصرية التي تشهدها عملية توزيع اللقاحات.
ومن جنوب إفريقيا إلى أوروبا، وبالضبط من بلجيكا، حيث تحدثت جوليي ستيندام، من التنسيقية الأوروبية لحملة “لا للربح من الجائحة”، عن احتكار الدول الثرية للقاحات، والاستثمار فيها؛ كما تحدثت عن حملة ومبادرة أوروبية وطنية من أجل إسقاط براءة الاختراع عنها، وإعطاء جميع الدول الحق في تصنيعها وتوزيعها.
وتم ختم التدخلات من المنطقة العربية والمغاربية بمداخلة عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمغرب، الذي تحدث عن آثار الحروب الإمبريالية على الجماعات المستضعفة، وضرورة توفير التلقيح لها، كالمهاجرين والمساجين والمعتقلين السياسيين وغيرهم من المقصيين من برامج التلقيح في كل الدول.
وفي مستوى ثان، تطرق غالي للدول الهشة التي تعيش حالة حرب، كفلسطين، حيث يمنع الإسرائيليون الفلسطينيين من الوصول إلى اللقاح، واليمن وليبيا وغيرهما من البلدان التي لا تتوفر على قوام الدولة، ولا يمكنها أن تدخل في اتفاقيات اقتناء اللقاحات وتوزيعها.
كما أكد المتحدث ذاته أن على منظمة الصحة العالمية أن تتحمل مسؤوليتها في توفير اللقاحات للجميع، مع ضرورة النضال من أجل إسقاط براءة الاختراع والملكية الفكرية عن هذه اللقاحات، واعتبارها ملكا إنسانيا، حتى يتسنى لكل البلدان تصنيعها وتسهيل توفيرها وتوفير الوقت أيضا.
وحملت الندوة في مجملها جملة من المقترحات على لسان المتدخلين\ات، “لمواجهة الجشع الرأسمالي وسياسة الاحتكار”، وطرحت بدائل لضمان الصحة للجميع والتوزيع العادل للقاحات، بداية بإسقاط الملكية الفكرية عنها، وانتهاء بإقامة نظام بديل أكثر عدلا.
تجدر الإشارة إلى أنه تم ختم الندوة الدولية الرقمية بفيديو “البيان من أجل الحياة”، المتوفر باللغة الإنجليزية واللاتينية والعربية، ويصب في شعار الندوة، وهو ضمان الصحة للجميع وتوفير اللقاحات لكل البلدان والفئات ورفع الاحتكار عنها.