مدار: 16 آذار/ مارس 2022
أدت الانتخابات التشريعية في كولومبيا إلى تحقيق ائتلاف اليسار لتقدم وصف بالتاريخي في الانتخابات التشريعية، بينما تقهقر اليمين الحاكم إلى الوراء، في مؤشر بارز على تراجع شعبيته.
ويوم الأحد، 13 آذار/ مارس، دعي حوالي 17.5 مليون كولومبي إلى التوجه للإدلاء بأصواتهم، لانتخاب 108 من أعضاء مجلس الشيوخ، و 188 عضوًا في مجلس النواب، إضافة إلى اختيار المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، لثلاثة تحالفات سياسية.
ويبدو أن كولومبيا لم تخرج عن النسق العام لتوجهات الناخبين في القارة الأمريكية الجنوبية، تزامنا مع فوز اليسار في بيرو، تشيلي وهندوراس.
وبعد فرز أكثر من 99 بالمائة من الأصوات، فاز “الميثاق التاريخي”، بـ16 مقعداً، ليتقدم بـ 13 مقعد إضافي عن الانتخابات السابقة، كما أحرز 25 مقعدا في مجلس النواب، ليضمن بذلك تقدما كبيرا بعد إحرازه 22 إضافيا.
أما الاستحقاقات التمهيدية للرئاسيات، فقد نال المرشح غوستفاو بيترو عن ائتلاف “الميثاق التاريخي” اليساري، أكثر من 80 بالمائة من أصوات الناخبين، متقدما بذلك بفارق كبير عن باقي منافسيه، وبالتالي سيصبح بإمكان المقاتل السابق، أن يشارك في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها في 29 أيار/ مايو 2022.
وتظهر استطلاعات الرأي أن بيترو، وهو سيناتور وعضو سابق في الكونغرس وعمدة سابق لبوغوتا، هو المرشح الأوفر حظا للفوز برئاسة البلاد؛ بعد انهيار القاعدة الانتخابية للرئيس اليميني الحالي إيفان دوكي.
وقال بيترو، إنّ ائتلافه “حصل على أفضل نتائج للحركة التقدمية في تاريخ الجمهورية الكولومبية”، وزاد “إننا بصدد الفوز بالرئاسة من الدورة الأولى”.
ويقترح زعيم ائتلاف “الميثاق التاريخي” الذي يضم تشكيلات مختلفة من اليسار، استبدال اعتماد الاقتصاد الكولومبي على الوقود الأحفوري والتعدين واستخراج الهيدروكربونات بالزراعة، ولهذا الغرض، يضع صلب أعينه إجراء إصلاح زراعي، كما وعد برفع الضرائب على الأملاك والعقارات الكبيرة التي تزيد مساحتها عن 500 هكتار من الأراضي الخصبة ولكن غير المنتجة.
ووعد بترو أيضا بإجراء إصلاح ضريبي يلغي الإعفاءات الممنوحة للشركات ويرفع من الضرائب على الأشخاص الذين يمتلكون ثروات كبيرة.
كما التزم المرشح اليساري بالزيادة من الحد الأدنى للأجور وإجراء إصلاحات على أنظمة معاشات لتحقيق معاشات متوازنة.
ويتضمن البرنامج الإنتخابي لزعيم ائتلاف “الميثاق التاريخي”، الرفع من المخصصات المالية للتعليم والثقافة والرياضة، كما وعد بوضع نظام شامل للتغطية الصحية، وإقرار سياسات صديقة للبيئة، وتوفير مياه مجانية للشرب.
