مدار: 06 فبراير/ شباط 2020
عقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء في الكيان الصهيوني “بينيامين نتانياهو”، وذلك بأوغندا في 04 فبراير/شباط 2020، وخلص إلى بدء حوار من أجل “تطبيع العلاقات”، حسب ما أعلنه مكتب رئيس الوزراء بالكيان الصهيوني.
التفاعل الأمريكي لم يتأخر، فحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، تحدث مايك بومبيو إلى البرهان هاتفيا و”شكره” على هذه الخطوة. كما أفادت مورغان أورتاغوس، المتحدة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بأن بومبيو دعا البرهان إلى زيارة واشنطن، وعبر له عن استعداده للعمل من أجل علاقات ثنائية أقوى بين الولايات المتحدة والسودان. فما هي أبرز المواقف السودانية من الواقعة؟.
القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية نظمت مؤتمرا صحفيا صباح الخامس من فبراير/ شباط، أكدت خلاله تبني القوات المسلحة لمخرجات اللقاء، كما لم تفوت الفرصة دون أن تدافع عن لقاء البرهان عبد الفتاح، الرئيس الحالي لمجلس السيادة السوداني، مع الوزير الصهيوني المذكور.
وأعلن فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام في الحكومة السودانية والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، في بيان صحفي يوم السادس من فبراير/شباط، أنه تم عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء الموافق لـ 04 فبراير/شابط 2020 لمناقشة تداعيات لقاء البرهان، الذي وصفه التصريح بـ”المفاجئ”. وأشار فيصل محمد صالح إلى أن رئيس مجلس السيادة أكد أنه قام بهذه المبادرة “بصفة شخصية ولم يستشر فيها أحدا”.
وأردف الناطق الرسمي باسم الحكومة الانتقالية بأن “السيد رئيس الوزراء لم يكن على علم بزيارة رئيس مجلس السيادة إلى عنتبي ولقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي، ولم يحدث أي إخطار أو تشاور في هذا الأمر”، وأضاف: “إن أمر العلاقات مع إسرائيل هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري”.
من جهته اعتبر تجمع المهنيين السودانيين أن هذه الممارسة “تهدد الفترة الانتقالية والوثيقة الدستورية التي تحكمها”. كما دعا التجمع في بيان أصدره في السادس من فبراير/شباط إلى “الابتعاد عن استخدام القوات المسلحة كذراع سياسي”.
وذكر أكبر تجمع عمالي في السودان بأهداف الثورة السودانية وأبرز مطالبها، ومن ضمنها “استقلال القرار السياسي والسيادي للدولة السودانية وبناء علاقاتها دون تبعية أو وصاية من قوى خارجية”.
سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، بدورها رفضت اللقاء، وتساءلت: “بأي صفة للبرهان” أن يعقد اللقاء مع نتانياهو “والأمر ليس من مهامه”؟. وأوضح الشيوعي السوداني أن “اللقاء جاء بعد سياسة صفقة القرن في المنطقة العربية”، مشيرا إلى أن “الحكومة السودانية صمتت عن الصفقة”.
وأضاف الحزب في بيانه الصادر في 04 فبراير/شباط إن “لقاء البرهان ونتنياهو يأتي امتدادا لمحاولات النظام البائد التطبيع مع إسرائيل”.
كما دعا الحزب المعارض إلى “أوسع مقاومة شعبية لرفض هذه الخطوة وكل ما يرهن إرادة الدولة للخارج”، وحذر من استغلال ما وصفها بـ”الثورة المضادة ” لهذا الخطأ التاريخي لضرب الثورة وتحطيم مسيرتها، على حد تعبيره.