صورة: DR
مدار: الخميس 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الزعيم اليساري المغربي المهدي بن بركة، أحد أبرز وجوه مكافحة الاستعمار، والعام الخامس والخمسين لاختطافه في باريس ومقتله في ظروف مجهولة، أصدرت مجموعة من الفعاليات الحقوقية والثقافية والفنية والسياسية نداء وسمته بـ”المجد للمهدي بن بركة”.
وشدد النداء، الذي توصل به موقع مدار الإلكتروني، على أن “الشعلة المرتبطة باسم المهدي بن بركة ليست على وشك الانطفاء”، رغم محاولات طمس ذكراه التي ينخرط فيها المتورطون في جريمة اختطافه واغتياله، موردا أنه “مازال ينير طريق العديد من الشعوب التي مازالت تناضل من أجل انتصار حلم الحرية والعدالة، الذي دافع عنه هذا الرجل بلا كلل حتى التضحية العظمى”.
وسجل الموقعون على النداء، ومنهم الكاتب اليساري المغربي عبد اللطيف اللعبي، ومحامي عائلة بن بركة موريس بوتان، وعبد الحميد أمين، الحقوقي البارز، والمفكر المغربي محمد برادة، والبرلماني المغربي عن فدرالية اليسار الديمقراطي عمر بلافريج، والمحامي والحقوقي عبد الرحيم الجامعي، والفنان التشكيلي مصطفى بوتاج الدين، وغيرهم، (سجلوا) أن ما تسمى “قضية بن بركة” ليست مجرد قصة جريمة سياسية شنيعة ذهب مقترفوها إلى حد تدمير جسد الضحية، “إنها مهمة مهينة تحدد وستحدد بشكل دائم المؤسسة التي تحتكر جميع السلطات في بلد مثل المغرب، ومؤسسات معينة في بلد ديمقراطي مثل فرنسا”، مضيفين: “لقد فعلوا كل شيء على مدى أكثر من نصف قرن لمنع ظهور الحقيقة.. وبالمثل، جعلوا أرملة وأبناء الشهيد يمرون بمحنة لا نهاية لها، وحُكم عليهم ألا يبدؤوا حدادهم”.
وأردف موقعو النداء بأنهم يؤكدون لأسرة مهدي بن بركة أنهم سيبقون دائمًا إلى جانبها، “مخلصين لذكرى الرجل الذي، مثل عبد الكريم الخطابي، وباتريس لومومبا، وأميلكار كابرال، ونيلسون مانديلا، أيقظ وغذى روح المقاومة لدى الشعوب الخاضعة لنير الاستعمار، ثم لقمع واستغلال النظام الاستعماري الجديد”.
وذيل النشطاء أنفسهم الوثيقة المذكورة بالمطالبة بكشف الحقيقة كاملة عن ملابسات مقتل بن بركة، وهوية الجناة، والمحرض أو المحرضين على الجريمة، وكذلك مكان دفنه، متابعين: “نطالب بوضع حد للتذرع بقضية الدولة التي أعاقت حتى اليوم إجراء عملية قضائية شفافة وعادلة، ما يجبر السلطات المعنية بشكل أساسي في هذه القضية على الاعتراف أخيرًا بمسؤوليتها الأخلاقية والسياسية عن جريمة دنيئة لا يمكن محوها من الوعي”.
جدير بالذكر أنه تم سنتي 1966 و1967 فتح بحثين قضائيين في فرنسا في قضية اختطاف المهدي بن بركة في 29 أكتوبر سنة 1965 قرب مقهى ليب بشارع سان جرمان بالعاصمة الفرنسية باريس، لكنه لم يفض إلى أي نتيجة؛ بينما تتهم عائلة المختطف ورفاقه في الجسم اليساري الدولتين الفرنسية والمغربية بالضلوع في هذه الجريمة السياسية.
ولم يتم إلى حدود الساعة العثور على جثمان القيادي اليساري بعد اختفائه الذي تجهل ملابساته وحيثياته، لتبقى الحقيقة في هذه القضية مؤجلة بعد أكثر من نصف قرن.
يشار إلى أن المهدي بن بركة، المزداد سنة 1920 بالرباط، والمختفي في 29 أكتوبر سنة 1965 في فونتني لو فيكونت شمال فرنسا، يعد أشهر وأقوى زعيم يساري معارض لنظام الملك الراحل الحسن الثاني في المغرب، كما كان زعيم حركة العالم الثالث والوحدة الإفريقية، ومن أبرز وجوه مكافحة الاستعمار.