مدار: 30 تموز/ يوليو 2021
ازداد الاهتمام بحملات التطعيم ضد فيروس كوفيد 19 على المستوى الدولي والعربي المغاربي، والتشجيع على توجيه المواطنين/ات للاستفادة من جرعات التلقيح، أملا في تحقيق المناعة الجماعية، حتى يتسنى للحكومات تخفيف التدابير الوقائية والعودة للحياة الطبيعية شيئا فشيئا، خاصة بعد انتشار موجة ثالثة أكثر شراسة في العديد من الدول، وظهور متحور “دلتا” الأسرع انتشارا وفتكا من السلالات السابقة.
وتعمل الدول العربية والمغاربية على توسيع حملات التطعيم لتشمل فئات أوسع، كما أنها تسابق الزمن وتنافس الدول الأخرى من أجل الحصول على عدد كاف من الجرعات، باختلاف اللقاحات المعتمدة من طرف كل دولة حسب ما تنص عليه العقود المبرمة مع شركات الأدوية المختلفة.
وتوصلت العراق بجرعات جديدة من لقاح أسترازينيكا البريطاني، حسب بلاغ لوزارة الصحة العراقية، لتستمر حملات التطعيم بكل المحافظات، التي وصل عدد الملقحين بها إلى حدود يوم 29 تموز 2021 إلى 1649452 ملقحا.ة بمعدل يومي يتجاوز 100.000 تلقيح، حسب تقارير الوزارة اليومية.
وحسب نشرة الرصد الوبائي التي تنشرها وزارة الصحة المغربية يوميا، بلغ عدد الملقحين المستفيدين من الجرعة الأولى 12 مليونا و971 ألفا و497 مستفيدا/ة، بينما بلغ عدد المستفيدين من الجرعة الثانية أزيد من 10 ملايين و15 ألف مستفيد/ة؛ وذلك يوم 28 تموز.
ويعتمد المغرب لقاحي أسترازينيكا البريطاني وسينوفارم الصيني. كما أعلنت المصادر الرسمية توسيع دائرة المستفيدين والمستفيدات من التطعيم إلى 25 سنة فما فوق.
وبتونس، أعلنت وزارة الصحة التونسية، في بلاغ لها أمس، توسيع دائرة المستفيدين لتشمل الفئة العمرية ما بين 40 و49 سنة، المسجلين بمنظومة “إيفاكس”، ودعت المواطنين إلى التسجيل عبر هاته المنظومة، وحثتهم على احترام مواعيد التلقيح، من أجل بلوغ نسبة 100 ألف تلقيح في اليوم، كما هو مدرج في الخطة الوطنية لمقاومة جائحة كورونا.
ونشرت الوزارة نفسها في حدود يوم الإثنين 26 تموز أن عدد الملقحين المستفيدين من جرعتين بلغ 963633 مستفيدا، بينما يقترب العدد الإجمالي من المسجلين بمنظومة “إيفاكس” إلى حاجز 4 ملايين.
وتعتمد تونس لقاحات مختلفة، وهي فايزر بايونتيك وسبوتنيك وسينوفارم الصيني، غير أن الجهود الحكومية تبقى محدودة مقابل الأرقام المخيفة لانتشار الموجة الثالثة من الفيروس، وأمام تهالك المنظومة الصحية وعجزها عن تدبير الأزمة الوبائية، وارتفاع عدد الوفيات في غياب أبسط الإمكانيات وندرة الأكسجين، إذ سجلت 76 حالة وفاة يوم 27 تموز/يوليو فقط.
وتعتبر مصر من الدول البطيئة أيضا في عملية التطعيم، إذ لم تتجاوز عتبة 5 ملايين مستفيد منذ بداية الحملة إلى مطلع شهر تموز الجاري، حسب تصريحات محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية آنذاك.
وبلغ عدد المستفيدين من الجرعة الأولى في لبنان، حسب ما نشرته وزارة الصحة العامة، مليونا و208678 شخصا، أي بمعدل 25،3٪ من مجموع السكان البالغ أكثر من 6 ملايين نسمة؛ فيما بلغ عدد المستفدين من الجرعة الثانية 859956، أي بنسبة 18٪ وفق إحصائيات يوم 29 تموز 2021.
هذا وتعتمد لبنان لقاحات مختلفة، فقد توصلت في البداية بجرعات من لقاح أسترازينيكا، كما توصلت بجرعات أخرى من لقاح فايزر؛ في حين يبقى البلد الذي يشهد أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة بعيدا عن تحقيق المناعة الجماعية.
أما الأردن فبادرت حسب ما أعلنته وزارة الصحة يوم الأحد 25 تموز إلى توسيع دائرة المطعمين لتشمل الفئة العمرية أقل من 18 سنة بلقاح فايزر. واعتبرت التلقيح بالنسبة لهذه الفئة اختياريا ومشروطا بموافقة ولي الأمر.
وتلقت المملكة الهاشمية يوم الأحد نصف مليون جرعة تبرعت بها واشنطن خارج البرنامج العالمي لتأمين اللقاحات للدول المتوسطة والفقيرة (كوفاكس). وتلقى حوالي 1.9 مليون مواطن الجرعة الثانية، بينما تلقى 2.7 مليون الجرعة الأولى من إجمالي 10 ملايين نسمة.
أما بالنسبة لدول الخليج العربية فقد أعلنت وزارة الصحة السعودية، عبر صفحتها الرسمية على “فايسبوك”، بلوغ إجمالي الجرعات المعطاة أزيد من 26 مليون جرعة إلى حدود أمس 29 تموز زوالا.
وتعتمد السعودية ثلاثة أنواع مختلفة من اللقاحات، تشمل أسترازينيكا وفايزر بيونتك وجونسون آند جونسون، قبل أن تعلن الشهر الجاري رسميا اعتماد لقاح موديرنا بالمملكة أيضا.
وفي السياق نفسه أعلنت وزارة الصحة العامة القطرية أمس، عبر صفحتها الرسمية، إعطاء أزيد من 38،5 مليون جرعة لأفراد المجتمع منذ بداية حملة التطعيم، وتلقي حوالي 73.3٪من المؤهلين لأخذ التلقيح الجرعة الأولى، بينما تلقى أزيد من 97٪ من كبار السن جرعتهم الأولى.
وتعتمد قطر لقاحي فايزر بيونتك ومودرينا.
رغم كل الجهود المبذولة من طرف الدول العربية والمغاربية إلا أن أغلبها مازالت بعيدة عن تحقيق المناعة الجماعية التي تتطلب تلقيح ما يناهز 80٪ من سكان البلد، كما تصعب عليها مجاراة المنافسة الدولية على الحصول على اللقاحات.
وزاد الوضع تعقيدا مع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة وانتشار الموجة الثالثة من متحور “دلتا” الذي يعتبر من السلالات الأسرع انتشارا، ما أجبر بعض الدول على الرجوع إلى التدابير الاحترازية وتشديد الإجراءات الوقائية، كالمغرب وتونس وغيرهما، رغم استمرار حملات التطعيم.