مدار: 07 أغسطس/ آب 2024
بعد أسابيع طويلة من التظاهرات في بنغلاديش، هربت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد أمس الإثنين، وتولى الجيش السيطرة على البلاد.
وذكرت مصادر إعلامية محلية إن رئيسة الوزراء المخلوعة، التي قضت 15 سنة في حكم هذا البلد الآسيوي، فرّت على متن طائرة مروحية إلى الهند وتتطلع إلى الحصول على اللجوء السياسي لدى المملكة المتحدة.
وقتل الاثنين أزيد من 100 متظاهر غداة يوم دموي آخر بلغت حصيلة القتلى فيه ما يفوق الـ 90، وهما اليومين الأكثر دموية منذ بداية الاحتجاجات.
ولم تنجح الحواجز التي أقامتها السلطات الأمنية والجيش في منع المحتجين من اقتحام مقر إقامة رئيسة الوزراء الهاربة، أمس، وهو ما حدث أيضا بالنسبة للبرلمان، بينما أحرق متظاهرون مقار محطات تلفزيونية مؤيدة لحسنية وتمثال والدها الشيخ مجيب الرحمن مؤسس الدولة.
واشتعلت الشوارع في البداية بعد أن أقرت الحكومة نظاما للمحاصصة في الوظائف الحكومية، يخصص نصف هذه المناصب لفئات محددة، بما فيها أحفاد وأبناء قدماء المحاربين في حرب الاستقلال لسنة 1971 ضد باكستان، وهو ما أثار غضب الطلاب الذين خرجوا بكثافة إلى الشوارع، لكنهم تعرضوا لهجمات من طلاب آخرين مؤيدين لقرار الحكومة.
وبالرغم من قرار سابق للمحكمة العليا يقلص هذه النسب بشكل كبير إلا أن الشباب المنتفض طالب بإسقاط حكومة حسينة التي حمّلوها مسؤولي قتل المتظاهرين.
وفاقت حصيلة الذين فقدوا حياتهم خلال هذه الاحتجاجات الـ 400.
وبعد فرار الشيخة حسينة، قال قائد الجيش وقر الزمان، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن الجيش سيشكل حكومة تصريف أعمال مؤقتة، داعيا إلى وقف أعمال العنف.
وأمر رئيس بنغلاديش محمد شهاب بإطلاق سراح عدد من أعضاء المعارضة المسجونين، من بينهم المحتجزين على إثر المظاهرات.
كما عقد شهاب وقائد الجيش مشاورات مع أحزاب المعارضة الرئيسية لكن لم تتم دعوة حزب “رابطة عوامي” الذين كانت تنتمي إليه حسينة.
وقرّر الرئيس هذا الصباح حلّ البرلمان.
وأفاد إعلام محلي بأن الجيش سيجتمع أيضا بقادة الطلاب الذين أشعلوا التظاهرات.
وكانت منظمات حقوق الإنسان اتهمت رئيسة الوزراء الفارة باستهداف المعارضين وارتكاب جرائم القتل خارج إطار القانون وإساءة استخدام السلطة.
وللتذكير، شهدت بنغلاديش اضطرابات سياسية كبيرة سنة 2007، مما دفع بالجيش إلى إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة لسنتين، تولت بعدها حسينة رئاسة الوزراء ابتداء من 2009، وفازت بولاية رابعة بداية السنة الجارية دون منافسة جدية.