مدار: 13 مايو/ أيار 2022
حذّرت الأمم المتحدة من انهيار العملية الإغاثية والإنسانية في اليمن، داعية إلى الإسراع في التصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة. وأدى انهيار الاقتصاد، وهو نتاج آخر للحرب، إلى تفاقم نقاط الضعف لدى أفقر الناس، إذ “من المتوقع أن يحتاج 19 مليون شخص إلى مساعدات غذائية في النصف الثاني من عام 2022”.
وأعلن مكتب الشؤون الإنسانية (الأوتشا) في اليمن، في بيان له، عن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام التي تنشد الحصول على نحو 4.3 مليارات دولار لعكس مسار التدهور المستمر في جميع أنحاء البلاد، حيث تلقي آثار الحرب بثقلها على كاهل السكان رغم الهدنة الحالية.
وتستهدف الخطة 17.3 مليون من أصل 23.4 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة وخدمات الحماية في جميع أنحاء اليمن.
بدوره، أكّد ديفيد غريسلي، منسق “الأوتشا” في اليمن، أن الأرقام هذا العام صادمة، مبيناً أن أكثر من 23 مليون شخص – أي نحو ثلاثة أرباع سكان اليمن – يحتاجون إلى المساعدة؛ وهذا يمثل زيادة بنحو ثلاثة ملايين شخص عن عام 2021، فيما يواجه ما يقرب من 13 مليون شخص بالفعل مستويات احتياجات حادة.
واعتبر غريسلي الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة، والمعلنة في اليمن مطلع نيسان/أبريل الماضي لمدة شهرين، فرصة حيوية لوكالات الإغاثة لتوسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة، موضحاً أنها ستساعد في الوصول السريع لمزيد من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في المناطق التي كان الوصول إليها محدوداً بسبب النزاع المسلح وانعدام الأمن.
وحثّ المسؤول الأممي المانحين على تمويل نداء الأمم المتحدة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية بقيمة 4.3 مليارات دولار بالكامل، والالتزام بصرف التمويلات على وجه السرعة، لافتاً إلى أن المنظمة تعتمد على التمويل الكافي من المانحين؛ وبدونه ستنهار العمليات الإغاثية على الرغم من الزخم الإيجابي الذي تشهده اليمن اليوم.
وبيّن تقرير “الأوتشا” أن تصاعد الصراع العام الماضي أدى إلى معاناة لا توصف وتعطيل أكثر للخدمات العامة، ما دفع الاحتياجات الإنسانية إلى مستوى أعلى، إذ إن هناك ما يقدر بنحو 161 ألف شخص يواجهون “أشد أنواع الجوع تطرفاً”. ومازال 2.2 مليون من الأطفال يعانون بشكل مروع من سوء التغذية الحاد، وهناك أكثر من نصف مليون طفل في مستويات حرجة.
يذكر أن المانحين تعهدوا بداية آذار/ مارس المنصرم بتقديم 1.3 مليار دولار – 30 % فقط من إجمالي متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022.
وبحسب “الأوتشا” فقد تم التعهد بتقديم 300 مليون دولار أخرى منذ ذلك الحين؛ ومع ذلك مازالت الاستجابة تعاني من نقص حاد في التمويل، ما يترك وكالات الإغاثة بموارد محدودة في وقت اضطرت ثلثا برامج الأمم المتحدة الرئيسية في اليمن إلى تقليص عملياتها أو إغلاقها بسبب نقص التمويل.