صورة: DR
مدار: الخميس 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
سلّط موقع “الشرق 21″، الضوء من جديد على تاريخ الإحتلال الإسرائيلي في دعم الأنظمة الديكتاتورية، ومنها المطبّعة مع النازية، في مقال تحليلي للصحفية رامونا وادي، تحت عنوان “ التاريخ المنسي للتحالفات بين إسرائيل وديكتاتوريات أمريكا اللاتينية“، نقله من الفرنسية إلى العربية، حميد العربي، وفيما يلي عرض لأبرز الأفكار الواردة في المقال:
خططت إسرائيل لترحيل 60 ألف فلسطيني سنة 1967 إلى باراغواي، التي كانت ترزح تحت ديكتاتورية ألفريدو سترويسنر، حسب ما كشفته وثائق.
وأبرم الموساد الإسرائيلي وديكتاتور باراغواي سنة 1969 اتفاقا بشأن نقل ستين ألف فلسطيني “وهم مبدئيا غير شيوعيين” على امتداد أربع سنوات. وكجزء من الاتفاق، وافقت إسرائيل على الدفع مقابل عمليات النقل القسري هذه؛ في حين وجب على الفلسطينيين منح مائة دولار لتغطية النفقات الأولى عند وصولهم إلى البلد الأمريكي اللاتيني.
ونص جزء آخر من الاتفاق على أن يتحصل نظام سترويسنر الديكتاتوري على 33 دولارا عن كل فلسطيني مرحّل، إضافة إلى 350 ألف دولار لتغطية “رسوم الهجرة” لعشرة آلاف شخص، غير أن المخطط الإسرائيلي فشل بعد أن قتل فلسطينيان إدنا بير، وهي موظفة في السفارة الإسرائيلية بباراغواي في مايو/أيار 1970. ولم يكن قد نقل سوى 30 فلسطينيا في 1970، وهي السنة التي تم فيها حل هذا الاتفاق.
وغضت إسرائيل الطرف عن كون باراغواي أول بلد خارج ألمانيا أنشأ حزبا نازيا عام 1927، كما رخص للمدارس الألمانية بتعليم النظرة النازية. ورحبت باراغواي بفكرة الترحيل القسري، لأنها تشترك مع إسرائيل في تحقير السكان الأصليين، وكانت تقمعهم وتستغل أراضيهم، كما كانت، مثل البرازيل والأرجنتين والتشيلي، تأوي مجرمي حرب نازيين، هاربين من العدالة.
وفي السياق نفسه، ساعدت إسرائيل الأرجنتين عسكريا في ظل ديكتاتورية فيديلا، رغم التعذيب واختفاء اليهود الذين كانوا يعيشون في البلاد. ويقدر أن نحو ألفي يهودي اختفوا في ظل دكتاتورية احتفظت بصلات مع إسرائيل، وهو مثال آخر يظهر استعداد الكيان الاستعماري الصهيوني في فلسطين للتضحية باليهود من أجل بقائه1.
وكانت الأرجنتين، إحدى الدول المشاركة في “عملية كوندور”، وهو عمل جماعي للديكتاتوريات اليمينية في أمريكا اللاتينية التي كانت تسعى إلى إبادة المعارضين اليساريين في المنطقة. ويقدر أن حوالي 30 ألف شخص قتلوا أو اختفوا خلال عمليات قمع وتجسس لعبت فيها إسرائيل أيضًا دورًا من خلال توفير مساعدة عسكرية.
وبين عامي 1976 و1983، اشترت ديكتاتورية خورخي فيديلا 95٪ من أسلحتها من إسرائيل، وكان جوزيف مينغلي، الذي قام بتجارب طبية على أشخاص مسجونين في المحتشدات النازية، ضمن أولئك الذين منحتهم باراغواي اللجوء.
وكان مينغلي على قائمة الأشخاص المطلوبين من طرف الموساد. وقد فر إلى البرازيل بعد أن علم أن عملاء إسرائيليين خطفوا رفيقه في الحرب، النازي آدولف آيشمان، الذي كان قد وجد هو الآخر ملجأ في الأرجنتين.
وفي عام 1977، وقعت غواتيمالا، التي كانت تربطها علاقات دبلوماسية متينة مع إسرائيل، اتفاقية مساعدة عسكرية مع الدولة الاستعمارية. وتم تعزيز هذه الاتفاقية عام 1978 عندما قلصت الولايات المتحدة مساعداتها للبلاد، إذ تدخلت إسرائيل لملء الفراغ.
وتوطدت العلاقات بين الطرفين عندما تولى إفراين ريوس مونت السلطة بعد الانقلاب العسكري المدعم من إسرائيل عام 1982. كما تم تدريب الجنود الغواتيماليين من قبل إسرائيل.
ونقلت غواتيمالا، على خطى الولايات المتحدة، سفارتها من تل أبيب إلى القدس سنة 2018.
إن علاقة إسرائيل بأمريكا اللاتينية ليست “معقدة”، بل انتهازية، إذ استعملت التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية حجة لملء الفراغ (النسبي) الذي تركته الولايات المتحدة.
وتفضح الوثائق ممارسات إسرائيل التي زودت دائما ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية بالأسلحة وأجهزة القمع، وتكشف دورها ضمن التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي المعادي للشعوب.