صورة: DR
مدار + مواقع: 06 تشرين الثاني / نونبر 2020
منحت الشرطة النمساوية شابا فلسطينيا وسام الشرطة الذهبي، تقديرا لشجاعته في إنقاذ حياة ضابط نمساوي في الهجوم الإرهابي الذي وقع الإثنين 2 تشرين الثاني/نونبر؛ في حين أشاد التلفزيون النمساوي بشابين تركيين قاما بإنقاذ مواطنين وشرطي أثناء الهجوم.
وروى وسام جودة، الشاب الفلسطيني (23 عاما)؛ في “فيديو” نشره على “فيسبوك”، أنه فوجئ بوجود مسلح يطلق النار اتجاهه من بندقية كلاشينكوف، فاختبأ وراء شجرة، وحضرت قوات الأمن لتأمينه، لكن أحد رجال الشرطة أصيب، فخرج لإسعافه وربط قدمه لوقف النزيف.
وقال أسامة جودة: “نحن كشعب فلسطيني محب للسلام ننبذ الإرهاب مهما كان شكله ومصدره..إننا شعب يستحق أن تكون له دولة تعترف بها دول العالم”.
ونوه رواد مواقع التواصل بما قام به أسامة جودة، واعتبروه مفخرة للعالم العربي والإسلامي.
وقال عضو المجلس البلدي للعاصمة النمساوية، عمر الراوي، في “تدوينة” على حسابه في فيسبوك، إن الشاب الفلسطيني “كان أحد أبطال ليلة أمس، إذ قام بإنقاذ الشرطي الجريح وإخلائه من مكان الجريمة معرضا نفسه للخطر”، وزاد: “بمثل هؤلاء من شبابنا نفتخر وليس بمن تشبع بفكر إرهابي متطرف”.
وبالإضافة إلى الشاب الفلسطيني، أشاد التلفزيون النمساوي بالشابين التركيين رجب طيب غولتكين وميكائيل أوزر، لدورهما في إنقاذ حياة شرطي أصيب في هجوم فيينا، إذ نقلاه إلى سيارة إسعاف كانت على مسافة من مكان الهجوم.
وتواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الشابين التركيين، وأعرب عن افتخاره بعملهما الإنساني.
وأفاد بيان صاد عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الثلاثاء، بأن الرئيس أردوغان أجرى اتصالا رقميا مع الشابين رجب طيب غولتكين وميكائيل أوزن، اللذين سارعا لإنقاذ مصابين، رغم إصابة غولتكين في الهجوم.
وشهدت العاصمة النمساوية، مساء الإثنين الماضي، هجوما مسلحا أسفر عن مقتل 5 أشخاص، بينهم منفذ الهجوم، وإصابة 17 آخرين، حسب وزارة الداخلية النمساوية.
وهاجم الإرهابي المسمى كوجتيم فيض الله، وهو يحمل رشاش كلاشنيكوف ومسدسا وخنجرا، ويضع حزاما ناسفا مزيفا، المارة بالشارع، حيث كان يطلق النار عليهم وهو يصيح “الله أكبر”.
وأوضحت الشرطة أن فيض الله، البالغ 20 عاما، كان يحمل جنسيتي النمسا ومقدونيا الشمالية، وجرت إدانته العام الماضي بمحاولة السفر إلى سوريا للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية.
وسبق لفيض الله، الذي يحمل الجنسية النمساوية والمقدونية الشمالية، أن حكم عليه بالحبس 22 شهرا، لكن أطلق سراحه بموجب عفو صدر في كانون الأول/دجنبر، كما سبق أن حاولت سلطات فيينا تجريده من جنسيته النمساوية، لكنها لم تتمكن من ذلك “لعدم وجود أدلة كافية على أنشطته”، حسب وزير الداخلية النمساوي.
وقال وزير الداخلية النمساوي، كارل نيهامر، إن “المهاجم تمكّن من خداع البرنامج القضائي لإعادة تأهيل المتطرفين والقيّمين عليه، وأطلق سراحه قبل انتهاء فترة عقوبته”، مشيرا إلى أن فيض الله بذل جهودا لخداع المكلفين بمراقبته.
ويبحث المحققون حاليا عن مشتبه فيهم آخرين من الممكن أن يكونوا شاركوا في الهجوم. وداهمت السلطات النمساوية 18 منزلا مشتبها في كونها على صلة بفيض الله، كما أوقفت 14 شخصا.
ودعت السلطات النمساوية، أمس الثلاثاء، سكان فيينا إلى التزام بيوتهم احتراما للحجر ولتسهيل عمليات الشرطة التي اشتبهت صباحا في وجود مهاجم ثان قبل أن تستبعد الفرضية لاحقا.
وفي السياق نفسه عززت السلطات الألمانية إجراءات التفتيش على حدودها مع النمسا، كما أطلقت عمليات بحث على نطاق واسع عن مشتبه بهم محتملين. ونددت المستثارة الألمانية أنجيلا ميركل بالهجوم الوحشي الذي استهدف مدنيين، قائلة إن “الإرهاب الإسلامي هو عدونا المشترك، إن محاربته معركتنا المشتركة”.
وتعتبر مقدونيا، البلد الواقع غرب البلقان، والذي لا يملك حدودا بحرية، من أكثر مزودي تنظيم الدولة الإسلامية بالمقاتلين، إذ توجّه نحو 150 من أبناء البلاد إلى العراق وسوريا للالتحاق بتنظيم الدولة، غالبيتهم بين عامي 2012 و2016.
وغالبية هؤلاء من الأقلية الألبانية في مقدونيا الشمالية، التي تشكل نحو ربع سكان البلاد البالغ تعداد سكانها 2.1 مليون نسمة.
وعاد نصف هؤلاء إلى البلاد، فيما يقبع آخرون ممن يرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية في سجون داخل مقدونيا الشمالية وخارجها.