تفاصيل عودة واتارا إلى حكم كوت ديفوار رغم احتجاج معارضيه

مشاركة المقال

صورة: DR

مدار + مواقع: 04 تشرين الثاني/ نونبر 2020

لم تتحقق المفاجأة، فقد فاز حسن وتارا (78 عاما) بالانتخابات الرئاسية، وفق ما أعلنته اللجنة المستقلة للانتخابات، صباح الثلاثاء 3 تشرين الثاني /نونبر، ، بنتيجة ساحقة 94.27 من الأصوات، وبالتالي سيتولى رئاسة الكوت ديفوار للمرة الثالثة.

وقالت اللجنة المشرفة على الانتخابات إن منافسي واتارا (78 عاما)، الرئيسيين كونان بيدي (86 عاما) وباسكال أفي نجيسان (67 عاما)، حصلا على 1.66 بالمائة و0.99 بالمائة من الأصوات، على التوالي.

وقاطع المعارضان هنري كونان بيديي، وباسكال افي نجيسان، كما دعيا أتباعهما إلى منع إجراء الانتخابات. كما كان تحالف المعارضة شكك في شرعية الانتداب الثالث لحسن وتارا، داعيا إلى العصيان المدني، وتوقع تزوير الانتخابات، التي اعتبرها مجرد مسرحية لإضفاء مصداقية على حكم وتارا الذي ترشح لولاية ثالثة وهو أمر غير دستوري.

وكانت المعارضة الإيفوارية أعلنت تشكيل “مجلس وطني انتقالي”، عهد برئاسته إلى هنري بيديي، الرئيس الأسبق لجمهورية كوت ديفوار، وجعل من مهامه إعداد انتخابات نزيهة وشفافة، واستدعاء هيئات وطنية من أجل مصالحة وطنية واستتباب الأمن في كوت ديفوار، حسب المعارض باسكال أفي نجيسان. 

وفي هذا السياق، صرح رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات بأن “التصويت جرى عموما في ظروف جيدة”، غير أن جمعيات مدنية عاملة في المكان سجلت أن 23 في المائة من مكاتب التصويت على المستوى الوطني بقيت مغلقة، استجابة لدعوة المعارضة؛ كما اعتبرت أن هناك شكوكا في التلاعب بصناديق الاقتراع، في بعض المكاتب، قدرتها باثني عشرة مكتبا. كما حصلت 391 حادثة مرتبطة بالانتخابات يوم الإقتراع.

 من جهة أخرى، اعتبر الناطق الرسمي باسم المعارضة أن “90 في المائة من الإيفواريين رفضوا إعادة ترشح الحسن وتارا للرئاسة”. كما سبق للمعارضة نفسها أن دعت يوم الأحد الماضي إلى انتقال مدني، والتعبئة العامة ليقف الإيفواريون سدا منيعا في وجه ديكتاتورية وتارا.

وتميز اقتراع 31 تشرين الأول / أكتوبر بأحداث عنيفة، إذ رمى مجهولون قنبلتين على منازل معارضين، كما دوت أصوات طلقات نارية مجهولة المصدر، دون وقوع إصابات، أمام منازل أربعة من قادة المعارضة في أبيدجان.

وقال موريس كاكو غيكاهوي، الرجل الثاني في حركة المعارضة الرئيسية، برئاسة بيدي، في تصريح لوكالات: “كنا في منزل الرئيس بيدي.. سمعنا ثماني طلقات، وكان الصوت مرتفعا جدا.. اهتزت النوافذ.. وقال لي الشبان في الخارج إنهم رأوا سيارات تمر بسرعة، لكن لم يصب أحد”.

وكان الحزب الحاكم في كوت ديفوار، التجمع من أجل الجمهورية، دعا إلى التعامل بصرامة مع زعماء المعارضة الذين يتحدون السلطة، بينما حمل المدير التنفيذي المساعد لحملة الحسن وتارا المعارضة المسؤولية عن الأحداث التي جرت على هامش الانتخابات، والتي أسفرت عن تسعة قتلى حسب مصدر رسمي.

 من جانبه أعرب الاتحاد الأوربي عن “قلقه العميق إزاء أجواء التوتر والاستفزاز والتحريض على الكراهية التي كانت ومازالت تسود في البلاد، والتي تفاقمت أثناء الانتخابات”. 

وفي السياق نفسه لم يحصل المرشح المستقل كونان كواديو بيرتين إلا على 1.99 من الأصوات.

وحددت اللجنة الانتخابية إقبال الناخبين على التصويت بـ53.9 بالمائة، في انتظار أن يؤكد المجلس الدستوري تلك النتائج. 

يذكر أن الحسن وتارا عدّل الدستور سنة 2016،  بدعم من حزبه، من أجل أن يمكن نفسه الترشيح إلى ولاية ثالثة وسط غضب شعبي واستياء المعارضة؛ في حين يسمح دستور الكوت ديفوار (قبل التعديل)  بتولي فترتين رئاسيتين فقط، ما خلق جوا من التوتر. 

ويعتبر الكوت ديفوار أكبر منتج للكاكاو في العالم، ويقع في منطقة تسودها الاضطرابات، حيث ينتشر “الإرهابيون” في منطقة الساحل، وعرفت دولة مالي انقلابا على الحكم القائم، كما جرت انتخابات غينيا في أجواء من التوتر، وعرفت نيجيريا أحداث عنف استمرت لمدة طويلة. 

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة