مدار: 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2020
نظم الأسبوع العالمي للنضال ضد الإمبريالية، يوم الجمعة 09 تشرين/ أكتوبر، ندوة تحت عنوان “القضاء في خدمة الإمبريالية”، بمشاركة كل من الدكتور روبرت عبد الله، منسق الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبد الله، وسوزي جيلبرت، عضو هيئة دفاع المعتقل جوليان أسانج.
وفي الإطار ذاته أوضح محامي المناضل اللبناني المعتقل في السجون الفرنسية منذ ستة وثلاثين عاما، جوابا عن سؤال حول مستوى الحملة من أجل إطلاق سراح جورج عبد الله، أن الحملة لم تتوقف، وهي تعتمد أساليب متعددة، بينها حملة إلكترونية، وأضاف أنها ستستمر لبنانيا، “خصوصا بعد فضيحة تجول الرئيس ماكرون في شوارع بيروت دون أن يسأله سياسي واحد لماذا لم يصطحب جورج عبد الله؛ لذا ستنظم حملات أقوى في مستقبل الأيام”.
وحول الخطوات من أجل إطلاق الصحافي جوليان أسانج، أجابت سوزي جيلبرت بأن هناك رسما بيانيا يوضح مساهمة منظمة “مراسلون بل حدود”، وهي حملة تجري تحت شعار “لا ترحلوا جورج أسانج”، وتشارك فيها منظمات حقوقية، بينها منها منظمة العفو الدولية، مضيفة أن هيئة الدفاع ستجري اتصالات لتنظيم حملة أقوى، إذ ستراسل الدولة البريطانية، وتضغط على البعثات الدبلوماسية البريطانية من أجل عدم ترحيل أسانج، ومعتبرة أن قضية الصحافي الأسترالي ليست محض قضية قانونية، بل هي قضية سياسية تكشف تدخل دولة الولايات المتحدة الأمريكية في القضاء، بالضغط على الدول من أجل تسليمها جورج أسانج.
أما في ما يتعلق بقضية المعتقل في السجون الفرنسية، فقال روبيرت عبد الله إن الهيئة ستنظم عريضة مفتوحة للتوقيع، وستتصل ببرلمانيين وقادة سياسيين لتنظيم حملة أقوى، وإن القضية في عمقها سياسية لأن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في القضاء الفرنسي.
وأكدت هيئة الدفاع عن أسانج أنها ستفكر في كيفية تفعيل الحملة بشكل أقوى، كما ستنظم مبادرات في كانون الثاني/ يناير 2021، وستوجه دعوتين إلى المحكمة العليا، مردفة بأن هذه الالتفاتات لها أهمية في تفكير الناس، ورفع الأصوات ضد الولايات المتحدة، لأنها إذا استطاعت أن ترحل صحافيا أستراليا فستشجع دولا أخرى على القيام بالأمر نفسه، مثل العربية السعودية وإسرائيل؛ “لذا يجب النضال من أجل عدم الترحيل وتحقيق العدالة”.
من جهة أخرى، سجل روبرت عبد الله أن السياسيين اللبنانيين لم يرفعوا صوتهم للمطالبة بإطلاق سراح جورج عبد الله، باستثناء البرلماني أسامة سعد، “لأنهم والحكومة معنيون أكثر بالمحاصصة الطائفية من اهتمامهم بقضايا الشعب اللبناني”، وزاد: “رغم ذلك قامت اللجنة بمراسلة النواب.. وما رشح عن لقاء الرئيس ماكرون والرئيس عون يؤكد صمت الحكومة والنواب”.
وقال روبرت عبد الله إنهم في اللجنة يعتبرون أسامة سعد قائدا وطنيا وليس فقط برلمانيا، مضيفا أنه كان لافتا أن الأخير امتنع عن الإدلاء بموقف من حكومة مصطفى أديب، إذ اعتبرها “مكلفة من الإدارة الفرنسية”، مضيفا أن “للحملات مسارا واحدا هو الضغط أكثر وإبلاغ الحملة إلى مناطق أخرى مثل فلسطين والمغرب الكبير”.
وأوضح روبرت عبد الله أن الهدف من الاحتفاظ بجورج عبد الله في السجن هو تحطيم رمزيته، لأنه رفع شعار “لن أندم…”، فالولايات المتحدة الأمريكية تعلم أن جورج لا يملك ترسانة أسلحة، ولكنه رمز ينبغي كسره لبث الإحباط في صفوف الجيل الصاعد؛ “والمطلوب ترسيخ رموز المقاومة لحث الشعوب المقهورة على مواجهة الإمبريالية”.
وحول سؤال إن كانت هناك نواة لحملات في بعض الدول، على غرار رابطة فلسطين في فرنسا، قالت سوزي جيلبرت إن هناك حملات في العالم، مثل حملة “لا ترحلوا أسانج”، وحملات “مراسلون بلا حدود”، وحملات في أستراليا، وحملات برلمانية.
وعن إمكانية الضغط عربيا بشكل أقوى أكدت عضو هيئة دفاع أسانج أن الصحافي الأسترالي فضح جرائم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وجرى نشرها في ويكليكس، حيث تابع العالم القضية، واختتمت بالدعوة إلى الانضمام إلى هذه الحملة للمساهمة في منع الولايات المتحدة من ترحيل أسانج.
أما روبرت عبد الله فاختتم بالتأكيد على أنهم في اللجنة كانوا يجهلون الكثير عن أسانج، لكن بعد اعتقاله أدركوا أهمية الصحافة المناضلة، لأنه فضح جرائم الولايات المتحدة، والدليل هو الوثيقة 32470، وهي رسالة هيلاري كيلنتون إلى الوزير فابيوس، التي تتحدث عن جورج كون عبد الله مؤهلا لمغادرة السجن في 1999، لكن تم رفض سبع طلبات الإفراج على أساس أنه لم يبد أي ندم، رغم أن الدولة الفرنسية قانونيا ليست لها أي سلطة على القضاء، موردا: “يجب توحيد الجهود ضد الإمبريالية”.