من يوقف جرائم الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني؟

مشاركة المقال

مدار+ وكالات: 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2023

ينكشف يوما بعد الآخر، الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، المغرق في الهمجية و المنتشي بحرب الإبادة الجماعية التي يشنها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وبينما مازالت آلة القتل الصهيونية تستهدف المدنيين والنساء والأطفال، يتأكد الدور المعلن للإمبريالية الغربية، خصوصا الولايات المتحدة، في تبييض جرائم الاحتلال وتقديم الدعم غير المشروط لمشروعه السرطاني في المنطقة.

وحتى الآن، أدى عدوان الكيان الصهيوني إلى استشهاد 3785 فلسطينيا منذ السابع من أكتوبر.

وحسب الأرقام المعلنة، فقد خلّفت المذبحة التي ارتكبها الكيان الغاصب، بقصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة نحو 471 شهيدا مع تسجيل 28 حالة حرجة و 314 إصابة بجروح مختلفة.

ويؤكد خبراء القانون الدولي، والمنظمات المختصة، أن الكيان المحتل ينهج في حق الشعب الفلسطيني، وبقطاع غزة خاصة، أساليب تصنف بوضوح ضمن خانة جرائم الحرب، بما فيها سياسة العقاب الجماعي، وجريمة الإبادة الجماعية، وانتهاك القانون الدولي الإنساني، كاستهداف المدنيين والأطفال والنساء، وحرمانهم من وسائل العيش، وقصف المنشآت الصحية والثقافية والدينية، والتهجير القسري لمواطنين عزّل، ومنعهم من الحصول على المساعدة.

بايدن يبيّض جرائم الاحتلال

قبل أن يستفيق العالم من جريمة قصف مستشفى المعمداني المروعة، سارع الرئيس الأمريكي إلى التوجه إلى إسرائيل لدعم الحرب الدموية التي يشنها بنيامين نتانياهو وحكومة الحرب التي يقودها.

وسافر بايدن إلى تل أبيب في زيارة سريعة لإظهار دعم بلاده للكيان المحتل في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية من غزة في السابع من الشهر الجاري، مما أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي بين جنود ومستوطنين..، وأسر نحو 200 آخرين.

وصرّح بايدن أنه سيطلب من الكونغرس مساعدات “غير مسبوقة” هذا الأسبوع لدعم إسرائيل في حربها، وهي مساعدات من المتوقع دمجها في حزمة ضخمة بقيمة مئة مليار دولار.

وتعليقا على قصف مستشفى المعمداني، لم يتردد الرئيس الأمريكي في تبني الرواية الصهيونية، في محاولة لتبرئتهم من هذه الجريمة الشنعاء.

وفي سياق متصل، مارست الولايات المتحدة الأربعاء حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو خصوصا إلى “هدنة إنسانية” في الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس، لعدم ذكره “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

الكيان لا يعرف ما يفعل

ورشح من زيارة بايدن إلى إسرائيل أن حكومة الحرب لا تعرف ما تريده فعلا من عدوانها الغاشم على قطاع غزة، باستثناء الانتقام من الشعب الفلسطيني بعد معركة طوفان الأقصى.

ويتأكد هذا النزوع من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي الذي حث أصدقائه الإسرائيليين على ألا “يستبد بهم الغضب”، وهو ما يدل على أن عمليات الكيان الصهيوني في مجملها انفعالية.

ولا زال الاحتلال مركزا على الحصول على أكبر قدر من الدعم العسكري من الغرب، خصوصا من واشنطن، في حربه “التي ستطول”؛ وفي خضم ذلك كشفت مصادر إعلامية عبرية أن أعضاء “كابينيت الحرب” اعترفوا لبايدن أنهم لا يتوفرون على استراتيجية لما بعد الحرب.

وبينما يستمر العدوان الصهيوني في يومه الـ 12، يتضح أيضا أن الاحتلال لا يتوفر على أهداف واضحة من الحرب الحالية، باستثناء التصريحات الموجهة للاستهلاك الإعلامي كالقضاء على حماس و”تحرير الرهائن”.. وغيرها، بينما تعدل قوات الاحتلال حتى الآن عن غزو بري للقطاع المحاصر، أمام مخاوفة كبيرة من توسع دائرة الحرب.

التضامن الشعبي يتسع

في سياق متصل، يتواصل التضامن الشعبي مع فلسطين، خصوصا بعد مذبحة مستشفى المعمداني، التي أعقبها خروج مظاهرات غاضبة في مختلف البلدان.

ويحتج مئات الآلاف في عدة دول عربية ومغاربية منذ أمس الأربعاء، بما فيها تونس ولبنان وسوريا والمغرب ومصر والعراق واليمن.. وغيرها.

وفي تونس، تظاهر الآلاف أمام السفارة الفرنسية في العاصمة، ورددوا “ماكرون قاتل” و”فرنسا ارحلي”، إذ يشعر الكثير من التونسيين بالغضب إزاء فرنسا بسبب موقفها من إسرائيل في حربها مع حركة حماس، حسب ما ذكرته “أ.ف.ب”.

وفي محافظات مصرية عدّة، خرج الآلاف في تظاهرات حاشدة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

وفي المغرب، خرجت مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الرئيسية، بما فيها مظاهرة في العاصمة الرباط وأخرى قرب القنصلية الأميركية في الدار البيضاء، كما نظم الطلبة إضرابا عاما في جميع الجامعات المغربية، أمس الأربعاء.

وأصدرت الكثير من المنظمات المدنية والسياسية بيانات تستنكر قصف الكيان المحتل لمستشفى المعمداني.

وبدورها نددت العديد من الحكومات بهذه الجريمة.

ومع ذلك، يواصل المعسكر الغربي دعمه اللامشروط للكيان الغاصب، بالرغم من معارضة أقسام واسعة من شعوبه للعدوان الإسرائيلي.

“وقف إطلاق نار فوري” هو ما طالب به حوالى مئة متظاهر احتلوا الأربعاء مبنى تابعا للكونغرس بدعوة من حركة “صوت يهودي من أجل السلام”، بينما تتواصل الاحتجاجات في المدن الأمريكية والعواصم الأوروبية.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة

أمريكا

كيف عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

مدار: 07 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أعطى الناخبون الأمريكيون أصواتهم لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، المعروف بتوجهاته اليمينية المعادية للمهاجرين والعرب والمسلمين. بهذا، يضمن