الأطباء التونسيون يحتجون في يوم غضب على مقتل زميل لهم

https://madaar.org/wp-content/uploads/2021/03/WhatsApp-Image-2021-03-11-at-21.32.39.jpeg

مشاركة المقال

مدار + مواقع: 12 كانون الأول/ ديسمبر 2020

تجمع مئات الأطباء والمهنيين العاملين في مجال الصحة، سواء في القطاع العام أو الخاص، صبيحة يوم الثلاثاء في تونس، للمشاركة في “يوم الغضب الوطني والحداد على الصحة التونسية” في ساحة بمنطقة القصبة، الذي نظم بمبادرة من نقابات الصحة احتجاجا على هشاشة المؤسسات الاستشفائية العمومية وضعف الخدمات التي أدت إلى وفاة الطبيب الشاب بدر الدين علوي، الذي سقط من مصعد المستشفى الجهوي بجندوبة.

ونظم رجال ونساء الصحة الثلاثاء 8 كانون الأول/ دجنبر مسيرة انطلاقا من كلية الطب في العاصمة التونسية نحو مقر وزارة الصحة، ثم بعد ذلك في اتجاه مقر رئاسة الحكومة، للمطالبة بإصلاح شامل لقطاع الصحة العمومية، وتحسين شروط العمل في القطاع.

وحضر عدد كبير من المتظاهرين بردائهم الأبيض، حيث رددوا هتافات منددة بسياسة الحكومة، منها “قتالين ولادنا سراقين بلادنا”، و”الإضراب الإضراب لا جريمة

بلا عقاب”، وطالبوا بإقالة الوزير، مرددين “وزير بلا قرار يبقى في بيته”؛ كما رفعوا صورا للطبيب المتوفى.

وكان مئات الأطباء التونسيين تظاهروا يوم الجمعة الماضي بعد مقتل زميلهم يوم الخميس، مطالبين بتحسين شروط العمل وتوفير السلامة داخل المستشفيات.

وقالت النقابة التونسية الفيدرالية العامة للصحة، في بيان، إن الوضع في قطاع الصحة التونسي عرف تدهورا نتيجة سيطرة لوبيات الفساد وتجار السياسة في جميع القطاعات، بما فيها الصحة؛ كما طالبت بالرفع من ميزانية الصحة، وإرساء هيئة لإنقاذ المستشفيات العمومية وتعويض عائلة الفقيد بدر الدين العلوي، ونادت أيضا بتأهيل البنى التحتية لجميع المستشفيات العمومية، وتأدية ديون كل المؤسسات الاستشفائية ومصالح الصحة.

وأضرب عن العمل خلال “يوم الغضب” الذي جرى تحت شعار “أنقذ مستشفاك، أنقذ حياتك” كل العاملين في قطاع الصحة، باستثناء العاملين في مصالح المستعجلات.

وأثار مقتل الطبيب الشاب بدر الدين العلوي (27 عاما) الأسبوع الماضي في حادث مصعد بالمستشفى الذي يعمل فيه، رغم إبلاغ المسؤولين عن العطب في “مصعد

الموت” منذ سنة 2016، حالة من الغليان وسط العاملين في قطاع الصحة التونسية. وبلغ الأمر بالبعض حد المطالبة باستقالة وزير الصحة.

وكان حزب العمال الشيوعي التونسي أصدر في الرابع من كانون الأول/ دجنبر، بيانا حول وفاة الطبيب، جاء فيه: “إن المنظومة الصحية الحالية هي من قتل الطبيب الشاب، وهي التي تئد في المهد أحلام الآلاف من الأطباء الشبان وتدفع بهم إلى الهجرة؛ فهي تلقي بهم عزلا في مستشفيات تخربها معاول الفساد والإهمال واللصوص”.

وطالب الحزب الشيوعي بمحاكمة كل من تورط في الجريمة وبرصد الميزانية الكافية للمستشفيات العمومية وتجهيزها والقيام بالانتدابات اللازمة لمواجهة الأزمة الصحية؛ كما طالب بطرد وزير الصحة ومدير المستشفى الجهوي بجندوبة وكل المسؤولين عن هياكل صيانة البنية التحتية في الوزارة فورا، معبرا عن مساندته لكل التحركات التي دعت لها المنظمة التونسية للأطباء الشبان للتنديد بالجريمة المقترفة في حق الطبيب.

وفي السياق نفسه، كانت المنظمة التونسية للأطباء الشبان أعلنت الدخول بداية من اليوم الجمعة 4 كانون الأول/ دجنبر2020 في حداد من أجل الفقيد بدر الدين العلوي، داعية كافة الطلبة والأطباء المقيمين والداخليين

إلى المشاركة في إضراب حضوري، مع وقف كل الخدمات الاستشفائية، من أجل أن “يتحمل كل طرف مسؤوليته واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان مستشفى عمومي وخدمة صحية لائقة”.

وفتح قطاع الصحة في تونس أبوابه أمام الاستثمارات الخاصة منذ عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث يتخبط في أزمة مزمنة نتيجة سوء الإدارة والفساد. وحسب آخر المعطيات فإن 13 من المحافظات الـ24 في تونس لديها أقل من سرير واحد في العناية المركزة لكل 100 ألف مواطن. وقد تفاقم الوضع الصحي بعد استشراء وباء كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 3500 مواطن تونسي.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة