كولومبيا: الاحتجاجات مستمرة رغم القمع الوحشي في حق المتظاهرين

مشاركة المقال

مدار + مواقع: 10 حزيران/ يونيو 2021

تسببت فرقة مكافحة الشغب المتنقلة في كولومبيا (ESMAD) في مقتل شخص وإصابة 50 شخصًا بجروح، مدشنة ليلة أخرى من الرعب، أمس الأربعاء 9 حزيران/ يونيو. 

واحتج آلاف الأشخاص مجددا، أمس، ضد نظام الرئيس إيفان دوكي اليميني، وتسبب قمع السلطات للتظاهرات الحاشدة التي انطلقت منذ نهاية نيسان/أبريل بمقتل عشرات المواطنين.

وأطلق عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في حي أندريس سانين بمدينة كالي، حيث أصيب 35 شخصًا نتيجة الاشتباكات، وقمعت قوات الأمن حشداً في ميديلين، خلف 23 مصاباً بحروق وجروح واختناق جراء استخدام ذخيرة الغاز المسيل للدموع، كما وقعت حوادث مماثلة في مدن مثل سوبا وبوبايان وباستو وبوكارامانغا، وفق مصادر محلية.

وتدخلت عناصر الأمن في جنوب بوغوتا، وأفادت البعثات الطبية عن جرح ما يقرب من 50 شخصا، وتزامنت الاحتجاجية الليلية التي شهدتها كولومبيا، مع زيارة رسمية تجريها بعثة من لجنة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان في كالي وبوغوتا لرصد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات أمن الدولة.

وقدمت وزارة الدفاع تقريرًا للبعثة، تقر فيه بإصابة 1106 أشخاص، وفقد 19 كولومبيًا حياتهم منذ بدء الإضراب الوطني في 28 أبريل/ نيسان، إضافة إلى 178 تحقيقًا.

واستنكرت منظمات اجتماعية استمرار عناصر فرقة مكافحة الشغب المتنقلة في إطلاق قذائف الغاز المسيل للدموع نحو رؤوس وأجساد المواطنين العزل الذين يتظاهرون بشكل سلمي، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، مارس هذا الجهاز أعمال وحشية تسببت في فقدان العشرات من الكولومبيين لحياتهم، وفق مصادر حقوقية.

وكانت لجنة الإضراب الوطنية في كولومبيا قد دعت المواطنين إلى النزول إلى شوارع بوغوتا للاحتجاج ضد الرئيس إيفان دوكي وإرهاب الدولة المنتشر من خلال فرقة مكافحة الشغب المتنقلة.

ويطالب المتظاهرون بإنهاء القمع الذي تمارسه الشرطة وبتبني سياسات عامة أكثر فعالية في مجابهة التأثير الاقتصادي لجائحة كورونا التي تسببت في إفقار أكثر من 42 في المئة من سكان هذا البلد البالغ عددهم 50 مليون نسمة.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأربعاء، إنها تلقت “إدانات موثوقة” لوقوع 34 وفاة بما فيها 20 على ما يبدو بسبب عنف الشرطة، 16 منها بسبب إطلاق النار بقصد “القتل”.

واندلعت الأزمة الجديدة منذ 28 نيسان/أبريل ضد خطة لرفع الضرائب، تراجعت الحكومة عنها لاحقا، تحت ضغط الحركة الشعبية الرافضة لسياسات اليمين الحاكم، ويشهد البلد الأمريكي الجنوبي تظاهرات شبه يومية وحواجز طرق خصوصا في جنوب غرب البلاد، إضافة إلى تدخلات عنيفة من طرف أجهزة الشرطة.

ونظمت مسيرات أمس التي عمت أرجاء البلاد، كرد فعل على الموقف السلبي الذي تبنته حكومة دوكي التي ترفض التوقيع على اتفاقيات مسبقة بشأن ضمانات الاحتجاج الاجتماعي، والتوجه نحو التفاوض على المطالب التي تطرحها المنظمات الاجتماعية.

وأعربت لجنة الإضراب الوطنية عن استيائها من تأخر الحكومة الكولومبية في عملية الحوار.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة