مدار + مواقع: 06 ماي / أيار 2021
احتفاء بعيد العمال الذي يصادف فاتح ماي/ أيار من كل سنة، والذي يعتبر مناسبة للتظاهر والمطالبة بحقوق الشغيلة عبر العالم، والاحتجاج على وضعية الطبقة العاملة والمطالبة بتحسينها، خرج الآلاف من العمال والعاملات بالقطاعين العام والخاص بمختلف المدن بفرنسا دفاعا عن الوظائف والحريات وللمطالبة بحقوقهم الاجتماعية.
وعلى عكس السنة الفارطة التي حرمت فيها الشغيلة الفرنسية وعبر العالم من الاحتفاء بعيدها والخروج إلى الشارع بسبب تداعيات جائحة كوفيد 19 والحجر الصحي، تميز فاتح ماي 2021 بخروج آلاف الفرنسيين إلى الشارع بشكل موحد، بعد أن دعت إلى ذلك التنظيمات النقابية التالية: الكونفدرالية العامة للشغل – القوة العاملة – الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للشغل – الكونفدرالية الفرنسية للعمال المسيحيين – الاتحاد الوطني للنقابيين المستقلين، وتنظيمات طلابية وتلاميذية أخرى.
ورفعت حوالي 300 تظاهرة في كل فرنسا شعارات عامة ومطالب تاريخية تناضل من أجلها الطبقة العاملة العالمية، وتعبر عن الواقع المشترك للعمال في ظل النظام الرأسمالي، كتحسين الظروف والخدمات الاجتماعية والأجور…إضافة إلى شعارات خاصة بالمرحلة، كتدبير الحكومة لأزمة كوفيد وتقييد الحريات ورفض إصلاح التأمين-العمل الذي سوف يدخل حيز التنفيذ في فاتح يوليوز القادم..
وعرفت هاته التظاهرات في عدة مدن فرنسية فور انطلاقها حصارا وقمعا من طرف الشرطة الفرنسية، وصل حد استعمال الغاز المسيل للدموع والقنابل الضوئية وخراطيم المياه لتفرقة المتظاهرين ومنع تشكيل “الكتل السوداء”، مع اعتقال البعض منهم، حسب ما تم تداوله في وسائل الإعلام الفرنسية. كما تم توثيق الاشتباكات عبر فيديوهات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي العاصمة باريس شهدت الاحتجاجات عدة تدخلات واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ انطلاق المسيرة من ساحة الجمهورية وصولا إلى ساحة الأمة. كما أسفر التدخل عن اعتقال حوالي 46 شخصا، حسب تصريحات وزير الداخلية جيرالد دارمانين.
وفي ليون، لم يمنع سوء الطقس ولا هطل الأمطار المتظاهرين من الخروج إلى الشارع وتنظيم مسيرة عرفت بدورها اشتباكات بين “الكتل السوداء” والشرطة، وأسفرت بدورها عن اعتقال خمسة أشخاص حسب تدوينة نشرها المحافظ في حسابه الشخصي على “تويتر”.
وعلى المنوال نفسه سارت أغلب المسيرات في مدن أخرى، كستراتسبورغ مارسيليا وغيرهما، منها ما سارت بشكل سلمي، ومنها التي عرفت تدخلات من طرف الشرطة. في حين عرفت أغلب المسيرات مشاركة مهمة لحركة السترات الصفراء الفرنسية.
هذا وعبرت النقابة العامة للشغل بفرنسا في موقعها الرسمي عن استيائها من تدخلات الشرطة التي وصفتها بـ”الغير المبررة وغير المقبولة” في حق الشغيلة، والتي أسفرت عن جرح 21 متظاهرا ضمنهم 4 في حالة حرجة، مضيفة أنها كانت مستهدفة وفق تعبيرها.
كما دعت النقابة ذاتها الشغيلة والفاعلين في القطاع العمالي إلى رفض كل مظاهر العنف والكراهية والتفرقة، وتقوية العمل مع التنظيمات النقابية لمناهضة السياسات الليبرالية التي تنتهجها الحكومة الحالية خدمة للرأسمالية.