غضب فلسطيني من “صفقة” التطبيع المغربي مع إسرائيل

مشاركة المقال

مدار: 12 كانون الثاني/ يناير 2021

اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، أن إعلان تطبيع العلاقات المغربية مع إسرائيل، مساء الخميس 10كانون الأول/دجنبر، يشكل “يوما أسود في تاريخ شعبنا وأمتنا العربيّة”، مؤكدة على ضرورة توحيد كل الجهود الوطنية والقومية لمواجهة “توالي إعلانات الزحف نحو التطبيع مع العدو الصهيوني”.

وأوضحت الجبهة في بيانها أن الشعوب العربية مازالت ترفض التطبيع وتلفظ الوجود الصهيوني، ومستمرة في مقاومته، وتحمل في طيات رفضها عوامل نهوض وانفجار.

وفي السياق نفسه، قال بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: “أي تطبيع فيه مخالفة لمبادرة السلام العربية غير مقبول”.

وأضاف الصالحي أن التطبيع “يؤثر سلبا بشكل كبير على القضية الفلسطينية، نظرا لاستمرار إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية، واستمرار غطرستها ورفضها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة أو تنفيذ مبادرة السلام العربية”.

من جهته، قال أمين عام المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، إن “ترامب يسلك سلوكا انتهازيا بمحاولة البحث عن مشاكل كل دولة من الدول ليقايضها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذا واضح وجرى مع السودان ويجري الآن مع المغرب”.

وأضاف البرغوثي: “مع ذلك لست متأكدا أن ما سيقدمه ترامب ستتمسك به الإدارة الأمريكية القادمة”، في إشارة إلى تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.

 بدورها وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قرار المملكة المغربية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بأنه “خطوة شديدة الخطورة تلحق الأذى والضرر بالقضية الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة”.

وقالت “الديمقراطية” إن علاقتها مع أبناء الشعب المغربي الشقيق، وقواه السياسية، “علاقات نضالية عميقة الجذور، وهي على ثقة بأن أبناء المغرب الشقيق سيتحملون مسؤولياتهم القومية والوطنية لتعطيل التطبيع وشل آلياته وصون سلامة أرض المغرب من وفود صهيونية تلطخت أيديها بدماء شهداء شعبنا وجرحاه”، مؤكدة أن “خطوات التطبيع بين بعض الأنظمة العربية ودولة الاحتلال لن تثني عزيمة الشعب الفلسطيني على النضال”.

وفي الإطار نفسه، قال نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن “إعلان ترامب عن التطبيع الإسرائيلي المغربي يوحي بأنه قام في المغرب بما قام به في السودان والبحرين والإمارات من ضغوط وإجراءات وإغراءات هدفها شخصي بحت”.

وأضاف شعث: “لا يجوز التطبيع مع إسرائيل، إلا عندما تنسحب من الأرض التي احتلتها عام 1967، بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على هذه الأرض، وبما يتيح حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهذا لم يحدث”.

كما أعربت فصائل وشخصيات فلسطينية أخرى، الخميس، عن رفضها إعادة المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، معتبرة قرار الرباط “خطيئة سياسية، غير مقبولة، ولن تفيد القضية الفلسطينية”.

من جهة أخرى أشارت مصادر محلية فلسطينية إلى عدم ذكر الرئاسة الفلسطينية نبأ الاتصال الذي تلقاه الرئيس محمود عباس من ملك المغرب محمد السادس، بعد قبول الأخير تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل، مفسرة الأمر بعدم الرضا الفلسطيني عن تلك الاتفاقية التي تسير في الركب التطبيعي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في تغريدة، يوم الخميس، اتفاق المملكة المغربية وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

وبعدها بوقت وجيز، صدر بيان عن الديوان الملكي المغربي أعلن فيه العاهل المغربي محمد السادس استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل “في أقرب الآجال”.

يذكر أن المغرب أغلق مكتب الاتصال في تل أبيب، الذي فتح عام 1994، بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، وفي المقابل أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط أبوابه في 2002.

ورغم إغلاق مكتب الاتصال، لم تنقطع زيارة الإسرائيليين ذوي الأصول المغربية للمغرب باستمرار للسياحة أو لحضور احتفالات دينية لليهود، لكنهم يسافرون في رحلات غير مباشرة؛ فيما زارت عدة وفود مغربية إسرائيل خلال السنوات الأخيرة.

وباتفاق التطبيع سيكون المغرب الدولة العربية السادسة التي تطبع مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين والسودان (2020) والأردن (1994) ومصر (1979)، ولكنه الدولة المغاربية الوحيدة.

مشاركة المقال

مقالات ذات صلة